وفاة المصمم الشهير.. حكاية «جورجيو أرماني» ومهنته الأولى قبل الشهرة

وفاة المصمم الشهير.. حكاية «جورجيو أرماني» ومهنته الأولى قبل الشهرة

جورجيو أرماني اسم ارتبط في أذهان الملايين حول العالم كرمز للأناقة والموضة الرفيعة، وقد أثار خبر وفاته حالة من الحزن العميق في الوسط الفني والأزياء حيث لم يكن «جورجيو» مجرد مصمم أزياء عادي بل كان أيقونة ألهمت أجيالا متتابعة من عشاق الموضة وأصحاب الذوق الرفيع، ومع رحيله تزايدت الأسئلة حول بداياته البسيطة وكيف تحولت حياته من مهنة بعيدة عن الأزياء إلى عالم الأضواء والعالمية.

البدايات الأولى لـ «جورجيو»

وُلد «جورجيو أرماني» في مدينة صغيرة بشمال إيطاليا حيث عاش طفولة بسيطة وسط عائلة متواضعة، ولم يكن في مخيلته أنه سيصبح يوما ما أحد أعظم مصممي الأزياء في العالم، فقد اتجه في بداية حياته إلى دراسة الطب بناء على رغبة أسرته، لكنه لم يكمل مسيرته في هذا المجال حيث شعر أن ميوله ليست في مهنة الطب، ومع ذلك فقد كانت تلك التجربة بداية رحلة البحث عن شغف جديد يقوده إلى مجد مختلف.

جورجيو ارمانى 
جورجيو ارمانى 

المهنة الأولى قبل الشهرة

قبل أن يصبح «جورجيو» أيقونة في الموضة، عمل في مهنة مختلفة تماما عن التصميم والأزياء، فقد بدأ حياته موظفا في متجر بسيط حيث تولى مهام عرض الملابس والتعامل مع الزبائن، وكان هذا الاحتكاك المباشر بالموضة والأنسجة والألوان بوابته الأولى لاكتشاف عالم الأزياء من الداخل، ومن خلال تلك التجربة تعلم الكثير عن ذوق الناس وكيفية اختيار الملابس، الأمر الذي فتح أمامه آفاقا جديدة وخلق بداخله رغبة عميقة للابتكار والتميز.

التحول نحو عالم الموضة

لم يتوقف «جورجيو» عند حدود العمل كبائع أو موظف عادي، بل كانت طموحاته أكبر من ذلك بكثير، فقد بدأ في دراسة تفاصيل الأقمشة والتصاميم وتعلم كيفية الربط بين الراحة والجمال، ثم التحق بالعمل مع بعض دور الأزياء المحلية في ميلانو حيث اكتسب خبرة عملية واسعة، وكان يشاهد عن قرب كيفية صناعة الموضة من التصميم الأولي حتى العرض النهائي على خشبات المسارح، ومع مرور الوقت أثبت أنه يملك لمسة فريدة جعلته مميزا عن غيره.

تأسيس العلامة التجارية العالمية

في السبعينيات قرر «جورجيو» أن يخوض مغامرته الخاصة، فأسس دار أزياء تحمل اسمه، ومن هنا بدأت رحلة الصعود نحو العالمية، إذ استطاع أن يضع بصمته الخاصة في تصميم الملابس الرجالية ثم النسائية، وكان يتميز بالبساطة الأنيقة والقصات الكلاسيكية التي تلائم مختلف الأذواق، وسرعان ما أصبحت تصاميمه رمزا للموضة الإيطالية، وبدأ المشاهير من نجوم السينما والسياسة يرتدون من إنتاجه، ما منحه مكانة مرموقة جعلت اسمه يقترن دوما بالفخامة.

«جورجيو» وعلاقته بعالم السينما

لم يكن تأثير «جورجيو أرماني» مقتصرا على منصات الموضة فقط، بل امتد إلى عالم السينما أيضا، فقد صمم ملابس للعديد من الأفلام العالمية، وكان يحرص على أن يعكس في تصاميمه شخصية الممثل والدور الذي يؤديه، مما أضاف بعدا جماليا وإبداعيا للعمل السينمائي، وبذلك أصبحت أزياء أرماني جزءا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية العالمية.

سر النجاح والاستمرارية

عندما يُذكر اسم «جورجيو» فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو الانضباط والالتزام بالجودة، فقد عرف عنه حرصه الدائم على تقديم تصاميم راقية دون مبالغة، وكان يؤمن أن الأناقة الحقيقية تكمن في البساطة، وهذا ما جعله يحافظ على مكانته لعقود طويلة في عالم متغير وسريع الإيقاع، كما كان يتابع تفاصيل العمل في مؤسسته بشكل مباشر ليضمن أن كل قطعة تخرج باسمه تحمل نفس المستوى من الجودة والإبداع.

الحزن على رحيل «جورجيو»

مع إعلان خبر الوفاة، سادت حالة من الحزن في الأوساط الفنية والإعلامية، حيث نعاه المشاهير من مختلف دول العالم، وأشادوا بإنجازاته ودوره في تغيير مفاهيم الموضة، وكتب الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي أن «جورجيو» لم يكن مجرد مصمم، بل كان مدرسة متكاملة تجمع بين الفن والابتكار والخيال، ورأوا أن رحيله يمثل خسارة كبرى لصناعة الأزياء العالمية.

إرث «جورجيو» الذي سيبقى

رحل «جورجيو أرماني» بجسده لكنه ترك إرثا ضخما سيظل خالدا في عالم الموضة، فقد أسس علامة تجارية ستبقى لعقود طويلة، وأثرى ثقافة الأزياء بلمساته الخاصة، وألهم الآلاف من المصممين الشباب حول العالم، وقد تحول من شاب يعمل في متجر بسيط إلى شخصية عالمية لا يذكر تاريخ الموضة إلا وذكر اسمه معها، وهكذا يثبت أن الطموح والإصرار قادران على تغيير حياة الإنسان بالكامل.

نقلاً عن : القارئ نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف