يوم مصيري في سيول.. بدء الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية


فتحت مراكز الاقتراع في كوريا الجنوبية أبوابها اليوم 3 يونيو 2025 عند السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي، وسط مشاركة جماهيرية متوقعة لنحو 44.39 مليون ناخب مؤهل للتصويت على الانتخابات الرئاسية في البلاد.

 تأتي هذه الانتخابات الاستثنائية بعد 6 أشهر فقط من محاولة الرئيس السابق يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في ديسمبر 2024، والتي أطاحت به من السلطة عبر تصويت برلماني وإقرار المحكمة الدستورية بعزله في أبريل 2025 612. يُتوقع الإعلان عن النتائج الأولية بحلول منتصف الليل، مع انتقال السلطة فوراً للرئيس الجديد دون فترة انتقالية.

الأحكام العرفية وسقوط رئيس

في 3 ديسمبر 2024، أعلن يون سوك يول فرض الأحكام العرفية مُعللاً ذلك بـ”مواجهة القوى المناهضة للدولة” وتعطيل البرلمان. استدعى الجيش، وحظر التجمّعات السياسية، واتهم المعارضة بالتعاطف مع كوريا الشمالية.

وخلال ساعات، تجمّع آلاف المتظاهرين أمام البرلمان، وصوّت 190 نائباً (من أصل 300) على إلغاء القرار. وصفته المحكمة الدستورية لاحقاً بـ”الخيانة الدستورية”، وأصبح هان دوك-سو رئيساً مؤقتاً، وتوجه يون للمحاكمة بتهمة “التمرد”.

النظام الانتخابي في كوريا الجنوبية 

تنص المادة الدستورية على إجراء الانتخابات خلال 60 يوماً من شغور المنصب الرئاسي، عبر جولة واحدة تحسمها الأغلبية البسيطة، فيما يباشر الرئيس المنتخب مهامه فور إعلان النتائج، خلافاً للانتخابات المنتظمة التي تشمل شهرين انتقاليين.

المرشحون الرئيسيون.. صراع اليمين واليسار

أولا:  لي جاي ميونج (الحزب الديمقراطي – يسار الوسط)، وبرنامجه إصلاح الانقسام المجتمعي، نقل مقر الرئاسة والبرلمان إلى مدينة سجونغ، وتقليص صلاحيات الرئيس، إضافة إلى مراجعة التحالف مع واشنطن (خاصة تمويل الوجود العسكري الأمريكي)، وتبني موقف مرن تجاه الصين، مع دعم استمرار الحوار مع بيونغ يانغ رغم تعزيز الردع العسكري.

ثانيا:  كيم مون سو (حزب قوة الشعب – يمين محافظ)، وبرنامجه الحفاظ على التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، ومواصلة سياسات المواجهة مع كوريا الشمالية، وإصلاح الاقتصاد عبر جذب الاستثمارات، بينما تكمن التحديات الداخلية في انقسام الحزب بعد إلغاء ترشيحه لصالح هان دوك-سو ثم إعادته عبر تصويت الأعضاء، مما أثار اتهامات بـ”الانقلاب الداخلي”.

ثالثا: مرشحو الأحزاب الصغيرة، وهم لي جون سوك (حزب الإصلاح)، والذي  يطرح نفسه كبديل للشباب، وكوان يونج-غوك (حزب العمل الديمقراطي)، ويمثل اليسار الراديكالي.

تحالفات على المحك

يهدد ترامب (في ولايته الثانية) بسحب القوات الأمريكية إذا لم تدفع سيول 10 مليارات دولار سنوياً (8 أضعاف المبلغ السابق). بينما يرفض لي جاي ميونغ هذه المطالب، قد يلجأ كيم مون سو للتفاوض، فيما تلوح بكين بإلغاء العقوبات غير الرسمية المفروضة منذ 2023 (رداً على نشر منظومة “ثاد” الأمريكية)، مما قد يعزز التعامل الاقتصادي مع سيول إذا فاز لي، ويُتوقع أن تستغل بيونج يانج الفترة الانتقالية لاختبار الصواريخ، مما يزيد الضغط على الرئيس الجديد 9.

توقعات وتداعيات محتملة

في حال سيناريو فوز لي جاي ميونغ قد يشهد العلاقات الأمريكية-الكورية توتراً مؤقتاً، مع انفتاح على بكين، وإحياء سياسة “الشمس المشرقة” تجاه الشمال، أما إذا فاذ كيم مون سو، فيتوقع  استمرار المواجهة مع بيونج يانج، وتعزيز التحالف الثلاثي (الولايات المتحدة–اليابان–كوريا)، لكنه يواجه معارضة برلمانية شرسة.

==

مصادر التقرير :

شينخوا

الإمارات اليوم

اليوم السابع

الخليج


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *