17 عامًا من التراجع| صناديق التحوط تخفض رهانات النفط إلى 29,686 عقدًا.. ماذا يعني؟


في عالم يموج بالتحولات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية، تراجعت ثقة صناديق التحوط في صعود أسعار النفط إلى أدنى نقطة منذ ما يقارب عقدين.

التقلبات في السياسات التجارية الكبرى

هذه الخطوة تعكس حالة من الحذر الشديد في أسواق الطاقة العالمية، التي باتت تتحرك وفق إيقاع الحرب الروسية الأوكرانية والتقلبات في السياسات التجارية الكبرى.

فقد أظهرت بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع أن صافي مراكز الشراء على خام غرب تكساس الوسيط هبط إلى 29,686 عقدًا فقط، بعد انخفاض تجاوز 19 ألف عقد خلال أسبوع واحد، وهو المستوى الأضعف منذ أكتوبر 2008. 

وهذا التراجع يعكس انحسار المخاوف من فرض عقوبات جديدة على الخام الروسي، ما فتح باب النقاش مجددًا حول وفرة الإمدادات النفطية في نهاية 2025.

قصف مصفاة روسية ومحطة ضخ على خط أنابيب “دروجبا” الذي يغذي أوروبا

في الوقت نفسه، لا تزال الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا تتصدر المشهد، فقد شنت موسكو هجومًا جويًا قرب الحدود مع الاتحاد الأوروبي، بينما أعلنت كييف قصف مصفاة روسية ومحطة ضخ على خط أنابيب “دروجبا” الذي يغذي أوروبا، وهذا التصعيد يهدد بتوقف الإمدادات المتجهة إلى المجر وسلوفاكيا لعدة أيام.

أسواق النفط العالمية تعيش مرحلة ضبابية

من جانبه، يلوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمحاولات لترتيب قمة تجمع بوتين وزيلينسكي أملاً في التوصل إلى اتفاق سلام، في الوقت الذي أعلن فيه فرض رسوم إضافية بنسبة 25% على واردات من السلع الهندية، عقابًا لشراء نيودلهي نفطًا روسيًا يشكل 35% من احتياجاتها.

وسط هذه التطورات، يبدو أن أسواق النفط العالمية تعيش مرحلة ضبابية، حيث تتقاطع القرارات السياسية مع رهانات المستثمرين، لتعيد تشكيل ملامح مستقبل الطاقة خلال السنوات المقبلة.

وشهدت أسواق الطاقة العالمية هزة جديدة بعد أن خفضت صناديق التحوط رهاناتها على صعود أسعار النفط لأدنى مستوياتها منذ 17 عامًا، إذ هبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط إلى 29,686 عقدًا فقط بانخفاض 19,578 عقدًا خلال أسبوع واحد. 

التراجع يعكس تلاشي المخاوف من فرض عقوبات جديدة على الخام الروسي، في وقت تتزايد فيه الهجمات المتبادلة بين موسكو وكييف، بينما يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيجاد مخرج دبلوماسي.

تراجع رهانات صناديق التحوط على النفط يفتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول مستقبل أسواق الطاقة في ظل صراع طويل الأمد بين روسيا وأوكرانيا وتوترات متصاعدة مع الهند، وبينما يراهن المستثمرون على استقرار الإمدادات، فإن المشهد يزداد تعقيدًا مع تشابك القرارات السياسية والاقتصادية.

ففرض رسوم أمريكية جديدة بنسبة 25% على واردات الهند بسبب اعتمادها على النفط الروسي يزيد الضغط على حركة التجارة، ويضع السوق أمام احتمالات متباينة، قد تعني وفرة في المعروض أو صدمة في الأسعار، وهكذا تبقى أسعار النفط أسيرة لعبة التوازنات الدولية والرهانات الاستثمارية الحذرة.

 


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف