شرفة نرى منها كل شيء (2)

شرفة نرى منها كل شيء (2)

 

 

مُزنة المسافر

 

هل ترى دوامة الخيل التي نحبها جميعًا؟

والتي تصنع للقلب كل مهجة.

 

ماذا عن بائع التذاكر فيليب؟

هل يبيع أخرى؟

وماذا عن البطاقات الصغرى؟

التي سكنت جيبه سنوات طويلة.

ورصدت بين حنايا أصابعه أيامًا مثيرة.

وماذا عن الختم والحبر؟

الذي ختم به تذاكرنا التي ركضنا بها نحو سيرك المدينة.

 

ماذا عن جيان؟

وألبير؟

حين قدما ليلعبا معنا.

وحين كنا نرى ماري بنفس الكعب العالي.

المتعالي فوق سلالم عتيقة.

وهل ستقف على الشرفة لترى منها النور؟

وماذا عن المسطور من اسمها فوق جدران بالية.

ماري التي تعرف الغنج جيدًا.

تنظر للسماء وللصفاء.

ولكل وميض وضياء.

يأتي لمدينتنا الغنَّاء.

 

اسمعوا لمذياع دوامة الخيل البهيجة.

فلها أغانٍ عديدة، تبدو الآن سعيدة.

 

ينادي معها زمور مركبة.

استقلت رجلًا أضاع قبعة.

كانت فوق رأسه.

فشدتها الريح، نحو باب صريح.

يحكي قصة السيرك.

وبداياته العظيمة.

اعتَقدَ الرجل أنها مزحة ثقيلة.

دون أن يدرك أنها باتت لحظات متوالية.

متتالية عاشت في بكرة قديمة.

جاء الوقت أن نتذكرها معًا.

 

أنا وأنت وكل من زار سيرك المدينة المضيئة.

المليئة بالأحداث العجيبة.

الغريبة، القريبة من قلوبنا.

الوجلة من أن نفقد حلاوة الماضي.

الذي وضعناه في صندوق صغير.

يسكن السيرك، وكل أفعوانية.

تدرك فصول الدوران دون توهان.

وهل سينام كل بهلوان هناك فوق الحبال؟

أم سيعودون لطي ذواتهم في صناديق النوم الصغيرة.

وسيكون لهم في الغد عروض بأساليب غريبة.

وربما مريبة، لكنها جالبة للدهشة.

والمتعة.

ملحوظة: مصدر الخبر الأصلي هو جريدة الرؤية العمانية