التوترات الجيوسياسية ونجاحات الاقتصاد السعودي

التوترات الجيوسياسية ونجاحات الاقتصاد السعودي

الدكتور السيد خضر – الخبير الاقتصادي ومدير مركز الغد للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية

تمرّ منطقة الشرق الأوسط بمنعطفات خطيرة على المستويين السياسي والاقتصادي، وبالرغم مما تُمثّله المخاطر الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، لا سيما خلال الأشهر الأخيرة، فإن الاقتصاد السعودي حافظ على قوة أدائه، ويمضي قدما نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، إذ بيّنت اختبارات القدرة على تحمّل الضغوط، التي أُجريت في إطار برنامج تقييم القطاع المالي، قدرة البنوك والشركات غير المالية السعودية على الصمود في مواجهة أي صدمات.

يشهد الشرق الأوسط العديد من الحروب والتوترات، فهناك الحرب المشتعلة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، والمستمرّة للعام الثاني على التوالي، فضلا عمّا يشهده لبنان من أزمة كبيرة، جرّاء اشتباكات حزب الله وإسرائيل، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية اللبنانية.

كما تمرّ القضية الفلسطينية بمنعطفٍ هو الأكثر خطورة منذ عام 1948 وتهديدا وجوديا لمستقبل الدولة، في ظل حرب شاملة إسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى الأوضاع في اليمن، وانعكاس ذلك على الأوضاع في الملاحة بالبحر الأحمر وأمن حركة التجارة العالمية، وكلها عوامل تسبّب الكثير من التأزم الاقتصادي وانكماش الاستثمارات، انعكاسا للتوتر الجيوسياسي.

لكن استطاع الاقتصاد السعودي تحقيق نجاحات واعدة، وسط توقّعات لصندوق النقد الدولي، ضمن تقاريره الأخيرة، أن يصل نمو القطاع غير النفطي بالسعودية إلى 4.4% على المدى المتوسّط، وهو ما يرجع في الغالب إلى نمو قوّة الطّلب المحلي مع تسارُع معدلات تنفيذ المشروعات.

وتباطأ معدّل التضخّم في السعودية سريعا، فبعد أن بلغ ذروته مُسجّلا 3.4% في يناير 2023، تراجَع على أساس سنوي مقارن إلى 1.6% في مايو 2024، أيضا نمت الإيجارات بمعدّل قدره 10% تقريبا، في ظلّ تدفّقات العمالة الوافدة وخطط إعادة التطوير الكبيرة في جدة والرياض، كما وصل معدّل البطالة لأدنى مستوياته على الإطلاق خلال الفترة الأخيرة من العام الجاري، وكلها مؤشّرات مُبشّرة ودالة على تجاوز الاقتصاد السعودي تأثير التوترات الجيوسياسية.

ملحوظة: مصدر الخبر الأصلي هو صحيفة الوئام السعودية