شراكة صحية متينة بين اليمن والسعودية

شراكة صحية متينة بين اليمن والسعودية

د. عبدالرقيب الحيدري
وكيل وزارة الصحة اليمنية

مع الاحتفال باليوم الوطني الـ94 للمملكة العربية السعودية، يتجدد التأكيد على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع اليمن والمملكة، والتي تتجلى بشكل واضح في التعاون الوثيق بين البلدين في مختلف المجالات، وخصوصًا في القطاع الصحي.

كانت المملكة دائمًا داعمًا رئيسيًا لليمن، حيث قدمت عبر مؤسساتها المختلفة، وخاصة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، دعمًا كبيرًا ساهم في تعزيز النظام الصحي اليمني وتخفيف المعاناة الصحية وخاصة التي نتجت عن الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي جراء انقلابها في 2015 م.

بعد انقلاب مليشيات الحوثي ، قدمت المملكة العربية السعودية دعمًا ملموسًا للقطاع الصحي في اليمن عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، والذي تضمن توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وإنشاء العيادات المتنقلة التي ساعدت في تقديم الرعاية الصحية في المناطق النائية. وقد ساهمت هذه العيادات في تحسين حياة ملايين اليمنيين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفيات نتيجة الحرب.

إلى جانب ذلك، كان لـ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن دور بارز في إعادة تأهيل البنية التحتية الصحية في العديد من المناطق المتضررة.

كانت السعودية حاضرة في دعم قطاع الصحة منذ عشرات السنين فقد أسهمت في بناء وتجهيز العديد من المستشفيات والمراكز الصحية، بما في ذلك مستشفيات في محافظات صعدة وحجة، ما أسهم في تحسين مستوى الخدمات الطبية المتاحة للمواطنين حتى في وجود الحرب كما كانت المملكه عبر البرنامج آلسعودي حريصة على توفير المرافق الطبية التي تعمل بكفاءة عالية، وضمان استمرارية الخدمات الصحية الأساسية.

ومن ابرز المشاريع الصحية المهمة التي تحققت في إطار هذه الشراكة، افتتاح مستشفى الأمير محمد بن سلمان في العاصمة المؤقته عدن، الذي أصبح مركزًا تخصصيًا لعلاج أمراض القلب. المستشفى قدم خدماته لآلاف المرضى وأجرى مئات العمليات الجراحية الناجحة في قسم القلب، وهذا يدل على التزام المملكة بتوفير نوعية الخدمات الصحية في بلادنا.

في مجال مكافحة الأوبئة، كان الدور السعودي حاسمًا أيضًا، حيث أسهمت المملكة عبر مركز الملك سلمان في حملات مكافحة وباء الكوليرا من خلال توزيع اللقاحات والأدوية على نطاق واسع. هذا الجهد لم يقتصر على وقف انتشار الوباء فحسب، بل أسهم في حماية آلاف الأرواح وتخفيف معاناة المتضررين.

في إطار المشاريع المستقبلية، تعمل المملكة على تنفيذ مدينة الملك سلمان الطبية في محافظة المهرة، وهو مشروع استراتيجي يهدف إلى توفير خدمات صحية متقدمة لسكان المهرة والمناطق المجاورة. بالإضافة إلى ذلك، تشمل الخطط إنشاء مستشفيات جديدة في محافظات تعز ومأرب، والتي تركز على تقديم الرعاية الطبية التخصصية وخدمات الطوارئ، مما سيسهم في تعزيز قدرة هذه المناطق على مواجهة التحديات الصحية المستمرة.

ولا يمكن إغفال دور البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في تقديم حلول شاملة لتطوير البنية التحتية الصحية. البرنامج يعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة اليمنية لتوفير الموارد اللازمة لبناء مستشفيات حديثة وتدريب الكوادر الطبية، مما يعزز من استدامة النظام الصحي في اليمن ويسهم في بناء قدرات محلية تمكنها من تلبية احتياجات الشعب اليمني بشكل أفضل.

هذه الجهود المشتركة بين اليمن والمملكة لا تقتصر على تقديم الدعم الفوري، بل تسعى لبناء نظام صحي متكامل ومستدام. من خلال تدريب الكوادر الطبية وتطوير السياسات الصحية، تستمر الشراكة في النمو بهدف تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة وتعزيز استدامة الرعاية الصحية في مختلف المحافظات اليمنية.

وفي هذه المناسبة الوطنية الغالية، نتوجه باسم وزارة الصحة اليمنية بخالص الشكر والتقدير إلى المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على الدعم السخي والمتواصل لليمن. هذا الدعم يعكس روح الأخوة الصادقة بين البلدين، ويسهم بشكل كبير في تعزيز الأمن الصحي والاستقرار في اليمن.

ختامًا، يمثل اليوم الوطني السعودي فرصة للتأكيد على أهمية الشراكة بين البلدين، والتي تمتد إلى مختلف المجالات، وخاصة في القطاع الصحي. ونتطلع إلى استمرار هذا التعاون المثمر الذي يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، ويعزز من قدرة اليمن على بناء نظام صحي قوي ومستدام بفضل الدعم السعودي السخي والمتواصل.

ملحوظة: مصدر الخبر الأصلي هو صحيفة الوئام السعودية