تصعيد من العراق.. تبادل كثيف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل

تصعيد من العراق.. تبادل كثيف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل

عواصم – رويترز

تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار الكثيف اليوم الأحد إذ نفذت طائرات حربية إسرائيلية أعنف قصف منذ ما يقرب من عام من الحرب عبر جنوب لبنان، في حين أطلقت الجماعة اللبنانية صواريخ على عمق شمال إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب نحو 290 هدفا أمس السبت بما في ذلك آلاف من فوهات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله. وأضاف أنه سيواصل ضرب مزيد من الأهداف.

وأغلقت إسرائيل المدارس وفرضت قيودا على التجمعات في الكثير من المناطق الشمالية وأمرت المستشفيات هناك بنقل عملياتها إلى مرافق تتمتع بحماية إضافية من نيران الصواريخ والقذائف.

وتصاعد الصراع بشكل حاد خلال الأسبوع الماضي، وكان قد اندلع منذ أن فتح حزب الله جبهة ثانية أمام إسرائيل بعد أن شنت حربا على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة الفلسطيني ردا على هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

ودوت صفارات الإنذار طوال الليل بعد إطلاق العديد من الصواريخ والقذائف من لبنان والعراق، وقال الجيش الإسرائيلي إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت معظمها.

وتعرض عدد من المباني في إسرائيل للقصف، بما في ذلك منزل تضرر بشدة بالقرب من مدينة حيفا. وعالجت فرق الإنقاذ الجرحى، لكن لم ترد أنباء عن سقوط قتلى، وصدرت تعليمات للسكان بالبقاء بالقرب من الملاجئ والأماكن الآمنة.

وقال حزب الله على قناته على تيليجرام “قامت المقاومة ‏الإسلامية يوم الأحد باستهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات من الصواريخ من ‏نوع فادي 1 وفادي 2، وذلك ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف ‏المناطق اللبنانية”.

وتعد الهجمات الصاروخية على رامات ديفيد أعمق ضربات يعلن حزب الله المسؤولية عنها منذ بدء الأعمال القتالية.

وقال مسؤول في المقاومة الإسلامية في العراق، وهي مجموعة من فصائل مسلحة متحالفة مع إيران، إنها شنت هجمات بصواريخ كروز وطائرات مسيرة متفجرة على إسرائيل فجر اليوم الأحد في إطار “مرحلة جديدة في جبهة الإسناد” مع لبنان.

وأضاف المسؤول أن “التصعيد في لبنان يعني تصعيدا من العراق”.

ومن شأن هذه الخطوة إثارة المخاوف من امتداد الصراع في غزة ولبنان إلى بقية أنحاء المنطقة.

وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت في منشور على منصة إكس “لا يوجد حل عسكري من شأنه أن يجعل أيا من الجانبين أكثر أمانا مع اقتراب المنطقة من كارثة وشيكة”.

* تصعيد الهجمات

جاء تصعيد الهجمات قبل مرور 48 ساعة على غارة جوية إسرائيلية استهدفت قادة في جماعة حزب الله يوم الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقالت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الأحد إن عدد القتلى جراء الغارة ارتفع إلى 45.

وقال حزب الله إن القياديين إبراهيم عقيل وأحمد وهبي من بين 16 من أعضائه سقطوا قتلى في الضربة التي تعد الأعنف خلال ما يقرب من عام من الصراع مع إسرائيل.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن الضربة استهدفت اجتماعا تحت الأرض ضم عقيل وقادة في قوة الرضوان، وهي وحدة لقوات النخبة في حزب الله، وأنه فكك بشكل تام تقريبا تسلسل القيادة العسكرية للجماعة.

وقال مصدر أمني إن الهجوم دمر مبنى سكنيا متعدد الطوابق في الضاحية الجنوبية المكتظة وألحق أضرارا بروضة أطفال مجاورة. وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن من بين القتلى ثلاثة أطفال وسبع نساء.

ويمثل الهجوم ضربة أخرى للجماعة بعد هجمات على مدى يومين الأسبوع الماضي بتفجير أجهزة اتصال لاسلكية تعرف باسم (بيجر) وأجهزة لاسلكية أخرى (ووكي توكي) يستخدمها أعضاؤها.

وارتفع إجمالي عدد القتلى في تلك الهجمات إلى 39 بينما تجاوز عدد المصابين ثلاثة آلاف.

ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي التي نفذت الهجمات بتفجير أجهزة الاتصال لكنها لم تؤكد أو تنف ضلوعها في الهجمات.

وقالت جماعة حزب الله اليوم الأحد عبر قناتها على تيليجرام إنها هاجمت مجمعا إسرائيليا للصناعات العسكرية في شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا في رد أولي على تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي.

وسرعان ما رد الجيش الإسرائيلي قائلا إنه قصف أهدافا لحزب الله في لبنان.

* مرحلة جديدة

يقول حزب الله إنه سيواصل قتال إسرائيل حتى توافق على وقف إطلاق النار في حربها مع حركة حماس في قطاع غزة.

ويستبعد مسؤولون أمريكيون التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قريبا. وتريد إسرائيل من جماعة حزب الله أن توقف إطلاق النار وتسحب مقاتليها من المنطقة الحدودية التزاما بقرار الأمم المتحدة لعام 2006، بغض النظر عن أي اتفاق في غزة.

وفي جنوب لبنان أمس، قال أشخاص إنهم سمعوا دوي انفجارات هائلة أضاءت سماء الليل وهزت الأرض بينما كانت إسرائيل تنفذ أحدث ضرباتها.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت على منصة إكس “سيستمر تسلسل الإجراءات في المرحلة الجديدة حتى نحقق هدفنا، وهو العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.

وكان جالانت قال الأسبوع الماضي إن إسرائيل تشن مرحلة جديدة من الحرب على الحدود الشمالية.

وترك عشرات الآلاف منازلهم على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ أن بدأت جماعة حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.

وتجاوز عدد القتلى في لبنان 750  شهيدا منذ أكتوبر  بعد مقتل 84 على الأقل الأسبوع الماضي. والاشتباكات الدائرة حاليا بين إسرائيل وحزب الله هي الأسوأ منذ أن خاض الطرفان حربا في 2006.

ملحوظة: مصدر الخبر الأصلي هو جريدة الرؤية العمانية