حماية الموروث السعودي ومسؤولية وزارة الثقافة

حماية الموروث السعودي ومسؤولية وزارة الثقافة

الكاتب عمر محمد رزق الله

تعد الثقافة بكل صورها، المادية وغير المادية، روح الأمّة الحقيقي، وإذا أردت أن تتعرّف على أي أُمّة، فعليك أولا بقراءة ثقافتها والتعرف على نتاجها الثقافي، بما في ذلك العلم والمعرفة والفنون بكل ألوانها.

وتفخر السعودية بحملها لموروث ثقافي كبير يمتد لمئات السنين؛ فبلادنا باتساع رقعتها الجغرافية وتنوّع خلفياتها، يجتمع أبناؤها تحت راية الإسلام والعروبة أولا، ويفتخرون بانتمائهم لهذه الدولة التي قامت على أُسس يُجمع عليها أبناؤها.

ومع التغيّرات الكبيرة، التي طالت وما زالت تطال العالم أجمع، وسط انحسار كثيرٍ من مظاهر الثقافات المحلية في كثيرٍ مِن البلاد؛ فإن أبناء السعودية، خاصّةً نخبة المُثقّفين منهم، مُطالبون بحماية موروث البلد الثقافي من الانحسار في الثقافات العالمية الغريبة عن بلادنا.

كما أن تشجيع المبدعين في مجالات الأدب بكل ألوانه وفي مجالات الفنون الأصيلة، خاصة فنون الدراما، تمثيلا وإخراجا، مع ربطهم بتراث البلد وتشجيعهم ليُمثّلوا تاريخ وواقع البلد في فنهم وأدبهم، كل ذلك من مسؤولية وزارة الثقافة، ويحتاج إلى تضافر جهود شتّى الجهات والهيئات والوزارات.

ما نشاهده من انحسارٍ لمظاهر الثقافة المحلية لصالح الثقافة الغربية والشرقية (الكورية كمثال)، يوجب على وزارة التعليم غرس الثقافة الأصيلة في نفوس الناشئين، ولا تُعفى وزارات الإعلام والسياحة وهيئة الترفيه من المسؤولية، بل حتى الأُسر مسؤولة كذلك عن تثبيت أُسس الثقافة الأصيلة في نفوس الأبناء؛ فأُمّة بلا ثقافة أصيلة، مصيرها في خطر.

 

ملحوظة: مصدر الخبر الأصلي هو صحيفة الوئام السعودية