محلل سياسي لـ”الوئام”: الصراعات في دول الجوار تغذي الصراع في السودان

محلل سياسي لـ”الوئام”: الصراعات في دول الجوار تغذي الصراع في السودان

الوئام – خاص

تستمر الحرب في السودان، وسط تحذيرات من تأثيرها على السلم والأمن الدوليين، مع تضرر دول التماس الحدودي السبع  من تبعات اللجوء والتهريب والانفلات الأمني.

تهديد بالغ

وقال محمد الأمين أبا زيد المحلل السياسي السوداني، إن استمرار الحرب في السودان يشكل تهديدا بالغا للسلم والأمن بالمنطقة، حيث يحيط بالسودان جوار يتكون من سبع دول وترتبط بعضها مع السودان بتماس قبلي له امتدادته كإرتريا وتشاد ومصر، ومصالح اقتصادية كبيرة وممتدة كجنوب السودان وإثيوبيا، هذا التداخل بين السودان وجيرانه يجعل الحرب مهددا مستقبليا لأمن هذه البلاد، لاسيما إذا علمنا أن أغلبها باستثناء مصر توجد فيها جماعات مسلحة تصارع السلطة المركزية الأمر الذي سيكون له تأثيراته في تدفق السلاح إلى أطراف الحرب بالسودان.

وأضاف “أبا زيد” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أن طرفي الحرب يتهمان بعضهما البعض  بالاستعانة بمقاتلين أجانب حيث يتهم الجيش، الدعم السريع بوجود مقاتلين في صفوفه من تشاد والنيجر وجنوب السودان وبالمقابل يتهم الدعم السريع الجيش بوجود مقاتلين بصفوفه من إثيوبيا وخبراء أوكرانيين.

وتابع المحلل السياسي: “هذه الاتهامات المتبادلة توفر مناخا للتدخلات الخارجية لاسيما أن هنالك صراعات حدودية وأطماعا في الأراضي السودانية الغنية بالموارد كما يعتبر البحر الأحمر الذي يشاطيء فيه السودان 7 دول، منطقة تشهد صراعا دوليا بين روسيا وإيران من جهة وأمريكا من جهة أخرى وهو منطقة حيوية جدا بالنسبة للتجارة الدولية وتمثل أهمية قصوى للمصالح الأمريكية التي لن تسمح بأي تهديد لها من أي جهة كانت”.

وأوضح “أبا زيد”، أن حكومة الأمر الواقع في بورتسودان تسعى للعب على حساب هذه المصالح في سبيل الحصول على السلاح من خلال محاولة إحياء اتفاق القاعدة الروسية في البحر الأحمر الذي عقده الرئيس المخلوع عمر البشير مع روسيا 2018، وأيضا من خلال التسهيلات التي تريد منحها لإيران في البحر الأحمر والمياه الإقليمية السودانية هذا الاتجاه يمثل تهديدا للمصالح الغربية ولجيران السودان ولن يسمح به أحد.

واستكمل “أبا زيد”: “يضاف إلى ما سبق تأتي التوترات بين إثيوبيا والصومال وتدخل مصر حفاظاً على مصالحها الحيوية، والتحشيد العسكري التشادي خوفا من سقوط الفاشر في يد الدعم السريع وما يترتب عليه من توترات أمنية، كل هذه المعطيات مقرونة مع استمرار الحرب وتعاظم الكارثة الإنسانية تنذر باحتمال تحول كل المحيط إلى حرب شاملة تنعكس على الإقليم بمجمله”.

ملحوظة: مصدر الخبر الأصلي هو صحيفة الوئام السعودية