ظفار.. ماذا بعد المليون زائر؟

ظفار.. ماذا بعد المليون زائر؟

 

رامي بن سالم بن ناصر البوسعيدي

@Ramialbusaidi

أكثر من مليون زائر لموسم خريف ظفار 2024 بنسبة زيادة بلغت 9% بالمقارنة مع موسم العام الماضي، وهي نسبة ارتفاع مطمئنة جدًا خاصة مع الفارق الكبير الذي لامسه السُياح من داخل السلطنة وخارجها في مستوى زيادة وجودة الخدمات والبرامج والفعاليات، ولا يمكن لأي فرد أن ينكر التطور الذي تشهده محافظة ظفار في جميع المستويات، ابتداءً من البنية الأساسية، إلى المرافق العامة وخاصة المستحدثة منها، بجانب الخدمات في مختلف المواقع السياحية، في رسالة واضحة للجميع بأن عجلة التطوير مستمرة، مع وجود قيادات شابة تفرض إرادتها في التطوير والتنفيذ على رأس المؤسسات الحكومية بالتعاون مع المجتمع المحلي والقطاع الخاص، وفي مقدمتهم صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار.

وهنا نطرح سؤالًا: ماذا بعد المليون زائر، وماذا سيحدث للمواقع السياحية والمرافق الموجودة فيها، وهل سننتظر موسم خريف ظفار 2025، لماذا لا نعمل على تحويل محافظة ظفار إلى وجهة سياحية طوال العام؟

أستطيع أن أجزم بأن محافظة ظفار هي المحافظة الأكثر حظًا في الممكنات السياحية التي يمكن أن تُستغل طوال أشهر العام، بدايةً من موسم الخريف الذي يجذب الزوار بفضل أجوائها الفريدة والطبيعة الخلابة، وموسم الصرب الذي يمكن أن يكون وجهة أخرى لا تقل أهمية عن موسم الخريف، ثم مكوناتها الثقافية المحلية الغنية والمميزة، بجانب تراثها وتاريخها، وهذا يجعلنا أمام فرصة توسيع نطاق الجذب السياحي ليشمل فصول السنة كلها من خلال تعزيز الأنشطة والفعاليات المرتبطة بالطبيعة والتراث والثقافة المحلية.

تعد السياحة المستدامة نهجًا ضروريًا في تطوير القطاع السياحي بطريقة تحافظ على الموارد الطبيعية والثقافية للأجيال القادمة، ولتحقيق هذا الهدف في محافظة ظفار ينبغي التركيز على تطوير البنية التحتية للسياحة مثل المتنزهات والحدائق واستغلال المحميات الطبيعية، إضافة إلى دعم بنية الفنادق والمنتجعات وتعزيز الفعاليات الثقافية والمهرجانات طوال العام لجذب أنواع مختلفة من السياح، مثل السياحة الثقافية والرياضية والبيئية، كما يمكننا صناعة فعاليات كثيرة واستحداث برامج جديدة مستدامة، والتعامل معها كمواسم لا تتوقف، ولدينا شباب عماني قادر على الابداع والتفكير خارج الصندوق، ما أن نؤمن بهم ونسل الطرق أمامهم.

نعم  يُمكن تحقيق ذلك، ويمكن أن نبدأ بموسم أو مهرجان ظفار الشتوي، وأن تكون وجهة سياحية مثالية للسياح الأوروبيين الهاربين من برد الشتاء القارس والثلوج، في ظل مناخ ظفار المعتدل خلال فصل الشتاء، ويمكن الترويج لها كبيئة دافئة ومريحة تجذب الزوار الباحثين عن أشعة الشمس والطقس اللطيف، ويمكن للأوروبيين الاستمتاع بشواطئ ظفار الهادئة والممتدة، والقيام بالأنشطة الخارجية مثل رحلات السفاري في الصحراء، والمشي في الجبال وتضاريسها وتنوعها البيولوجي وحياتها الفطرية، وزيارة المواقع التاريخية التي تعكس التراث الثقافي الغني للمنطقة، ولا ننسى السياحة البيئية وتنوع المحميات والخيران البحرية وغيرها، إضافة إلى تجربة ثقافية متنوعة من خلال أسواقها التقليدية والمهرجانات التي تعكس الأصالة العُمانية.

مع قرب ظفار من أوروبا وتوافر الرحلات الجوية المريحة، يمكن أن تصبح وجهة مفضلة للسياح الأوروبيين الذين يسعون للهروب من الشتاء والاستمتاع بمزيج فريد من الطبيعة والثقافة والدفء في قلب شبه الجزيرة العربية، ولا ننسى أنَّ السلطنة ولله الحمد تُعد نموذجًا مثاليًا للأمن والاستقرار، لذا فهي الوجهة التي نحتاج أن نظهر للعالم إمكانياتها الاستثنائية في المنطقة.

إنَّ تحويل محافظة ظفار إلى وجهة سياحية مستدامة طوال العام سيسهم في دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة، والحفاظ على هوية المدينة البيئية والثقافية والطبيعية، ظفار جاهزة ومستعدة، ولدينا كل الممكنات لتحقيق ذلك فور ما نقرر.

ملحوظة: مصدر الخبر الأصلي هو جريدة الرؤية العمانية