إعفاء المخالفين من بصمة مرحل 2024، تواصل المملكة العربية السعودية تنفيذ خططها الرامية لتحسين وتحديث نظام الإقامة والعمل داخل أراضيها، مع الأخذ بعين الاعتبار الحالات الإنسانية الخاصة ببعض الفئات المتأثرة بالأوضاع السياسية والأمنية في دول الجوار. ومن أبرز تلك الخطوات التي لاقت اهتمامًا واسعًا، هو إعفاء بعض المخالفين من بصمة “مرحّل”، وهو إجراء يتم من خلال منصة أبشر الرقمية، ويستهدف فئات محددة من المخالفين، ويأتي في إطار توجهات المملكة لدعم المتضررين ومعالجة أوضاعهم بشكل يحقق التوازن بين الأمن الداخلي والمرونة الإنسانية.
ما هي بصمة مرحّل؟
بصمة مرحّل هي إجراء تتخذه المملكة ضمن منظومتها الخاصة بتنظيم العمل والإقامة، ويعني تسجيل بصمة كل شخص مخالف لأنظمة الإقامة أو العمل قبل ترحيله من المملكة. يشمل ذلك الأفراد الذين تجاوزوا فترة الإقامة القانونية أو دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية. يهدف هذا النظام إلى ضمان عدم عودة المخالفين إلى المملكة إلا بعد مرور فترة زمنية محددة، مما يعزز من كفاءة النظام الأمني ويحد من تكرار المخالفات.
كانت المدة التي يتم فيها منع المخالف من العودة للمملكة بعد ترحيله تُقدر بثلاث سنوات، ولكن مع التعديلات الأخيرة في نظام الجوازات والهجرة، أصبحت هذه الفترة دائمة، إلا في حالة الحج والعمرة، حيث يُسمح لهم بالعودة لغرض أداء الشعائر الدينية.
إعفاء المخالفين من بصمة مرحّل الشروط
لم يكن قرار إعفاء المخالفين من بصمة مرحّل قرارًا شاملاً لكل من تم ترحيله، بل تم تخصيصه لفئات معينة، أبرزها المتأثرون بالأوضاع السياسية في اليمن. في ظل الحرب الدائرة هناك، تأثر عدد كبير من اليمنيين المقيمين في المملكة، مما دفع الحكومة السعودية إلى إصدار قرارات إنسانية تهدف إلى التخفيف عنهم وتوفير حلول بديلة تمنحهم الفرصة للاستمرار في المملكة بطرق قانونية.
بموجب قرار الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تم إعفاء بعض المواطنين اليمنيين من عقوبة بصمة مرحّل، مما يتيح لهم الحصول على تأشيرات زيارة لفترة تصل إلى ستة أشهر مع إمكانية التجديد. جاء هذا القرار كجزء من جهود المملكة لمساعدة الشعب اليمني في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، ومنحهم فرصًا للاستقرار المؤقت داخل الأراضي السعودية.
أهداف بصمة الرحل
يأتي قرار الإعفاء من بصمة مرحّل ضمن مجموعة من القرارات التي تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار الداخلي في المملكة، بالتوازي مع تلبية الاحتياجات الإنسانية للفئات المتضررة. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من خطة أوسع تعرف باسم وطن بلا مخالف، وهي حملة أطلقتها الحكومة السعودية بهدف تقنين أوضاع المقيمين غير النظاميين ودفعهم لتسوية أوضاعهم إما بمغادرة المملكة أو بتصحيح إقامتهم.
من خلال هذا القرار، تسعى المملكة إلى تحقيق عدد من الأهداف، كالتالي:
تحسين أوضاع المقيمين المتضررين:
تمثل الفئات المستفيدة من الإعفاء شريحة عانت من ظروف قاهرة حالت دون تمكنها من الالتزام بقوانين الإقامة والعمل في المملكة.
تعزيز الأمن الداخلي:
من خلال تنظيم أوضاع المقيمين غير النظاميين وتقديم حلول قانونية لهم، تتمكن المملكة من ضبط الأوضاع الأمنية بشكل أفضل وتقليل المخاطر المتعلقة بالإقامة غير القانونية.
دعم الاستقرار الإقليمي:
تهدف المملكة إلى دعم اليمنيين المتضررين من الحرب من خلال منحهم فرصًا للإقامة المؤقتة، مما يخفف الضغط الإنساني عن اليمن ويتيح للمملكة تقديم العون بطرق عملية.
كيفية الاستفادة من الإعفاء عبر منصة أبشر
تتيح منصة أبشر، وهي المنصة الإلكترونية الرئيسية للخدمات الحكومية في السعودية، للأفراد الاستفادة من قرار الإعفاء من بصمة مرحّل بشكل ميسر وسريع. وفيما يلي خطوات الاستعلام عن حالة بصمة “مرحّل” وإجراءات الاستفادة من الإعفاء، كالآتي:
الدخول إلى منصة أبشر:
يمكن للأفراد زيارة الموقع الإلكتروني لمنصة أبشر من خلال أي متصفح.
اختيار أبشر أفراد:
بعد الوصول إلى المنصة، يجب على المستخدم اختيار بوابة “أبشر أفراد”، وهي البوابة المخصصة للخدمات الشخصية.
تسجيل الدخول:
يتم تسجيل الدخول عبر إدخال اسم المستخدم أو رقم الهوية وكلمة المرور. وفي حال عدم وجود حساب سابق، يمكن إنشاء حساب جديد بسهولة.
الانتقال إلى دليل الخدمات:
بعد تسجيل الدخول، يجب على المستخدم الضغط على دليل الخدمات، حيث يتم عرض جميع الخدمات المتاحة عبر المنصة.
اختيار خدمة الاستعلام عن البصمة:
ضمن قائمة الجوازات، يتم اختيار “الاستعلام عن البصمة”، وهي الخدمة التي تتيح للمستخدم معرفة حالة بصمته.
تعبئة البيانات:
يتعين على المستخدم إدخال البيانات الشخصية المطلوبة بدقة.
تنفيذ الخدمة:
بعد إتمام البيانات، يتم الضغط على تنفيذ الخدمة، ومن ثم تظهر للمستخدم معلوماته المتعلقة بالبصمة.
إذا كانت حالة البصمة تظهر على أنها محدثة، فهذا يعني أن البصمة مسجلة بالفعل ولا حاجة لإعادة التسجيل. أما إذا كانت الحالة تظهر “غير محدثة”، فإن ذلك يعني عدم تسجيل البصمة، ويجب على المستخدم مراجعة الجهات المختصة لتحديث بياناته.
الاستثناءات والعقوبات المتعلقة ببصمة مرحّل
في الوقت الذي تُمنح فيه فئات محددة من المخالفين إعفاءً من بصمة “مرحّل”، فإن النظام لا يزال يفرض عقوبات صارمة على المخالفين الآخرين. وتعتبر بصمة “مرحّل” جزءًا من الإجراءات القانونية التي تهدف إلى الحفاظ على النظام والالتزام بالقوانين داخل المملكة. وتشمل العقوبات المفروضة بناءً على هذا النظام:
عقوبة بصمة الحج:
يتم منع الأفراد الذين يخالفون أنظمة الحج من العودة إلى المملكة لمدة تصل إلى عشر سنوات. هذا يشمل الأشخاص الذين يدخلون المملكة بغرض الحج بدون تصاريح رسمية أو بطريقة غير قانونية.
عقوبة بصمة مرحّل:
بالنسبة للأفراد الذين يخالفون أنظمة الإقامة أو العمل ويتم ترحيلهم، فإن العقوبة تتمثل في منعهم من العودة إلى المملكة لمدة ثلاث سنوات. ومع ذلك، يُسمح لهم بالعودة في حالات خاصة مثل أداء مناسك الحج والعمرة.
التوجهات المستقبلية لنظام بصمة مرحّل
تعمل الحكومة السعودية باستمرار على تحديث وتطوير أنظمة الهجرة والإقامة بما يتماشى مع رؤيتها المستقبلية 2030، التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. من المتوقع أن يشهد نظام بصمة مرحّل تحديثات أخرى تهدف إلى تحقيق مزيد من التوازن بين الحاجة إلى تطبيق القانون والاعتبارات الإنسانية للفئات المتضررة.
من خلال الاعتماد على منصات رقمية مثل أبشر، تسعى المملكة إلى تسهيل الوصول إلى الخدمات الحكومية وجعلها أكثر شفافية وكفاءة، مع توفير حلول فعالة للمخالفين تمكنهم من تصحيح أوضاعهم وفقًا للقوانين المعمول بها.
ويمثل قرار إعفاء المخالفين من بصمة مرحّل خطوة مهمة ضمن جهود المملكة لتنظيم أوضاع المقيمين وتحقيق توازن بين الأمن والاعتبارات الإنسانية. من خلال هذا القرار، تتاح للفئات المتضررة فرصًا جديدة لتصحيح أوضاعهم والبقاء في المملكة بطرق قانونية، وهو ما يعزز من استقرار البلاد ويسهم في تحقيق أهدافها الوطنية على المدى الطويل.
نقلاً عن صوت الدايرة