وفقاً للدراسة، أظهرت جراحة السمنة تأثيرًا ملحوظًا على تحسين الخصوبة من خلال عدة عوامل، أهمها استعادة الانتظام الطبيعي للدورة الشهرية، فقد تبيّن أن النساء اللاتي خضعن لهذه الجراحة شهدن تحسنًا كبيرًا في انتظام الحيض، حيث أظهرت التحليلات انخفاضًا واضحًا في حالات عدم انتظام الدورة الشهرية بنسبة كبيرة (p = 0.01).
وعلى صعيد العقم، أوضحت الدراسة أن جراحة السمنة أدت إلى انخفاض كبير في معدلات العقم، حيث انخفضت النسبة بحوالي 45% (RR 0.55)، مما يشير إلى تحسن ملموس في قدرة النساء على الحمل بعد الجراحة، كما أن جراحة السمنة قللت بشكل كبير من معدلات الإجهاض، التي انخفضت بنسبة 49% (p = 0.01)، وهو ما يمثل تطورًا إيجابيًا لصحة الأم والجنين.
تحسين الخصوبة
أكد الباحثون أن تحسين فرص الحمل لدى النساء المصابات بالعقم نتيجة السمنة يعود إلى عدة عوامل متداخلة، من بينها استعادة التوازن الهرموني وتحسين وظائف المبايض، ما يساهم في استعادة الدورة الشهرية المنتظمة وزيادة فرص الحمل التلقائي، كما تم رصد انخفاض في معدلات الخلل الخلقي لدى الأجنة، على الرغم من أن هذا التأثير لم يصل إلى درجة دلالة إحصائية قوية.
توصيات مهمة
في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة، أوصى الباحثون بضرورة تقديم رعاية ما قبل الحمل ومشورة طبية شاملة للنساء اللواتي يخططن للحمل بعد الخضوع لجراحة السمنة، وذلك لضمان تحقيق أفضل النتائج الصحية للأم والجنين. كما دعت الدراسة إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث المستقبلية التي تركز على أنواع محددة من جراحات السمنة، بهدف تحديد النوع الأكثر فعالية في علاج العقم لدى النساء المصابات بالسمنة.
تأثير الدراسة
تُعد هذه الدراسة خطوة هامة نحو فهم أعمق لتأثير جراحة السمنة على الصحة الإنجابية، حيث تبرز الأهمية المتزايدة لهذه الجراحات ليس فقط في إنقاص الوزن وتحسين الصحة العامة، بل أيضًا في تحسين فرص الحمل والإنجاب لدى النساء اللاتي يعانين من السمنة، وتفتح هذه النتائج آفاقًا جديدة لعلاج العقم عبر التدخلات الجراحية، مما يتيح للنساء فرصة تحقيق حلم الأمومة مع تحسين جودة حياتهن الصحية.
نفلاً عن الوطن السعودية