شرفة نرى منها كل شيء (4)

شرفة نرى منها كل شيء (4)

 

 

مُزنة المسافر

 

 

تعلَّق وحلَّق هذا البهلوان.

ووجد أنه يملك قدرة السعادين في الحركة.

آوه.. إنها الطريقة التي يحبها.

إنه يقفز مرة أخرى.

 

“هولا هوب” ويجد السبل والحيل.

ليكون فوق حبل السيرك.

وكيف هو الدَرك من هناك؟

يسأله الجمهور.

الذي يود التصفيق له ألف مرة.

وهل يرسلون له الباقات؟

أم البالونات؟

 

لن ينزل.

عاهد نفسه ألف مرة.

 أنه سيكمل مسير الحبل.

دون وجل.

إنه بهلوان أبي.

قوي، سعيد، عتيد.

يرغب في إسعاد الآخرين.

 

وهل يعيد الكَّرة؟

ويكون هناك فوق.

لآخر مرة.

ويصعد، ليُسعد الصغار.

الشطار، والكبار طبعًا.

لأن أستاذ الحلبة قال له ألف مرة.

أن الكبار هم من يدفعون التذاكر وليس الصغار.

لكن على البهلوان أن يُسعد الجميع.

 

وأن يهب عمره لهذا السيرك الجميل.

المدهش والمؤنس.

والمبهج لكل الناس.

حتى للفيلة.

 

والآن تأتي فقرة الفيل الضخم.

فيرفع الفيل خرطومه عاليًا.

ويستعرض قدراته الهائلة.

إنه يصدر صوتًا غريبًا ليرحب بالصغار.

إنه فيل لطيف، ظريف، خفيف الظل.

 

لكن أستاذ الحلبة يذكر الفيل دومًا و يهمس في أذنه.

أن الكبار من يدفع التذاكر وليس الصغار.

لكن على الفيل أن يُسعد الجميع.

 

 

يقف أستاذ الحلبة سعيدًا بقوة الفيل.

فقد وقف فوق قرص دائري صغير.

باحثًا عن توازنه.

إنه متزن.

ويجد في مهنته هذه كل المتعة.

يا له من فيل جميل.

أنيق، رقيق.

 

الجمهور يصفق له من جديد.

ويبتسم الفيل أمام لطف الصغار الشطار.

والكبار طبعًا لأن أستاذ الحلبة قال له ألف مرة.

إنهم هم من يدفعون التذاكر ولكن عليه إسعاد الجميع.

فهو فيل بديع، وديع، مطيع.

ملحوظة: مصدر الخبر الأصلي هو جريدة الرؤية العمانية