في ذكرى “طوفان الأقصى”

في ذكرى “طوفان الأقصى”

 

 

سالي علي

 

في ذكرى معركة طوفان الأقصى؛ حيث شهدت فلسطين موجة احتجاجات واسعة النطاق، كانت ردود الفعل تجاه التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وتحديدًا في القدس المحتلة في غاية القوة، تميّزت هذه المعركة بتفاعل شبابي كبير ومشاركة فعالة من قبل نساء فلسطينيات، اللاتي وقفن بشجاعة للدفاع عن المصليّن في المسجد الأقصى، كما قاموا بالتصدي لسياسات الاستيطان والتهويد التي تتبّعها اسرائيل في المدينة المقدسة، عبرَ تظاهرات سلمية ونضالٍ مستمر ضدَ الظلم والاضطهاد.

بدأت المظاهرات السلمية التي نظّمها الشباب الفلسطيني في القدس المحتلة كاستجابة لارتفاعِ التوترات بينَ المستوطنين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ حيث كانت بادئة لتحركٍ شعبي يمتد على نطاق واسع، خرجَ الشعب الفلسطيني بكافة فئاتهِ لينددَ بشدة على الاعتداءات الإسرائيلية، وليطالب بوقف الاحتلال واحترامِ الحقوق الفلسطينية المشروعة، تجمّع الناس في شوارع القدس للتعبير عن رفضهم الشديد للظلم والاضطهاد الذي يتعرضون له، وأكدوا على استمرارية نضالهم السلمي من أجل تحقيق العدالة والحرية.

ومع تصاعد القمعِ الإسرائيلي واستخدامِ القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين، شهدت المواجهات تصاعد في الحدة والعنف و بالرغم من ذلك فإنّ الشبان الفلسطينيون استمروا في مظاهر صمودهم وبقاء قويتهم النضالية حتى النهاية، فتحولت المظاهرات السلمية إلى صراع مسلح بسببِ القمع الذي مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأسفرَ ذلك عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى بين الفلسطينيين. وعلى الرغم من هذه الأحداث المأساوية إلاّ أنّ روحَ المقاومة والصمود استمرت في قلوب الشبان الفلسطينيين، مما دفعهم للتصدي للقمع بكل إصرار وعزيمة، وبهذا تعكسُ هذه الواقعة قدرة الشعب الفلسطيني على التصدي للظلم والإجراءات القمعية بكّل شجاعة وإصرار، وتؤكّد على استمرارهم في النضال من أجلِ حقوقهم وكرامتهم المسلوبة.

خلال معركة “طوفان الأقصى”، تمكّن الشعب الفلسطيني من إحداث وعي دولي بشأنِ الأحداث الجارية في فلسطين؛ حيث استطاع لفتَ انتباه وسائلِ الإعلام العالمية إلى معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، وللحقيقة يعودُ هذا الوعي الدولي إلى جهود الناشطين والمتظاهرين الفلسطينيين الذين عملوا بجدٍ لتسليطِ الضوء على الظلم الذي يتعرضون له والحقوق التي يسعون لتحقيقها.

إضافة إلى ذلك، حققت معركة “طوفان الأقصى” بعض الانتصارات الدبلوماسية؛ حيث نجحت في تعزيز دورِ الفلسطيني في المحافل الدولية وجذبِ دعمٍ دولي لقضيتهم.

وتمثّل هذه الانتصارات خطوة إيجابية نحو تحقيق العدالة والحقوق للشعب الفلسطيني، وتُبرز أهمية التضامن الدولي والجهود الدبلوماسية في دعمِ القضية الفلسطينية وإنصافها على الساحة الدولية.

وفي النهاية، إن الوقوف بجانبِ الشعب الفلسطيني في رحلتهم نحو تحريرهم وتحقيق حقوقهم الوطنية والإنسانية، يُمثِّل واجبًا إنسانيًا وأخلاقيًا يجب على المجتمع الدولي تحمله.

وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتطلب التمسك بمبادئ العدالة والمساواة لجميع الأطراف، والالتزام بالقوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان وتعزز السلام والاستقرار.

ومن خلال مساندة قضية الفلسطينيين، يبني المجتمع الدولي جسرًا للسلام والتعايش المشترك في المنطقة، ويعبر عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في مطالبهم العادلة والمشروعة، ويجب على الدول والمنظمات الدولية أن تبني مواقف صارمة ضدَ أيّ انتهاكات لحقوق الإنسان في فلسطين وضمان حماية الشعبِ الفلسطيني من الظلم والعنف، بالتضامن والتعاون يمكن تحقيق السلام والعدالة في المنطقة، وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني نحوَ حياة كريمة وحرة.

ملحوظة: مصدر الخبر الأصلي هو جريدة الرؤية العمانية