مؤتمر «المهارات الخضراء» يناقش التحول المستدام للاقتصاد

مؤتمر «المهارات الخضراء» يناقش التحول المستدام للاقتصاد

عُقِد، أمس، مؤتمر المهارات الخضراء، وهي فعالية رفيعة المستوى تركز على دفع التحول المستدام لاقتصاد الكويت، وذلك برعاية الهيئة العامة للبيئة في الكويت وبعثة الاتحاد الأوروبي لدى البلاد.

وتعتبر هذه الفعالية الأولى من نوعها، وقد نظمتها شركة «مراس للاستشارات – الكويت» ومؤسسة «فيفتي شيدز غرينر»، وهما مؤسستان تعملان على تعزيز مفاهيم تعلم المهارات الخضراء والتنمية المستدامة في الكويت ودول مجلس التعاون. وشارك في هذا الحدث مجموعة من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين لدى البلاد.

الكندري: ندعم جهود التعاون لبناء حجر الأساس لمستقبل واقتصاد أكثر استدامة

واعتبرت المديرة العامة بالوكالة للهيئة العامة للبيئة سميرة الكندري أن «تبني المهارات الخضراء لم يعد خيارا، بل أصبح ضرورة ملحة لمواجهة التحديات البيئية الراهنة، وأن انعقاد هذا المؤتمر يعد فرصة قيمة لتبادل الأفكار والخبرات حول كيفية دمج هذه المهارات في مختلف القطاعات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، ونقل المعرفة من الدول الصديقة، خصوصا الاتحاد الأوروبي».

وأضافت الكندري: «إننا ندعم جهود التعاون المشترك مع كل الجهات الحكومية والأهلية من أجل بناء حجر الأساس لمستقبل واقتصاد أكثر استدامة، نضمن من خلاله ازدهار كوكبنا للأجيال القادمة، وأن نجعل من وعينا البيئي سلوكا يوميا، نُربي عليه أجيال الغد، ونبني به مستقبلاً أخضر».

الدعيج: خطوة مهمة في إعداد القوى العاملة بالكويت للتحول الأخضر

من ناحيتها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى البلاد آن كويستينن: «أنا فخورة برؤية المؤسسات الكويتية والأوروبية البارزة، والشركات، ومنظمات المجتمع المدني، وهي تعمل معا من أجل تبادل أفضل الممارسات وزيادة الوعي بأهمية بناء مستقبل أخضر وأكثر استدامة للجميع».

وأوضحت كويستينن أن «الاتحاد مستعد لمواصلة العمل مع الكويت لإيجاد حلول خضراء ومستدامة. وأن هذه المبادرة تبنى على تعاوننا السابق المتميز في مجال التحول الأخضر العادل والاستدامة مع المؤسسات الكويتية، بما في ذلك هيئة البيئة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والجامعات».

بدورها، قالت مسؤولة المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في «مراس» سامية الدعيج، إن «مؤتمر المهارات الخضراء يمثل خطوة مهمة جدا في إعداد القوى العاملة في الكويت للتحول الأخضر، ومع النمو السريع للوظائف الخضراء على مستوى العالم، يتوجب أن تكون القوى العاملة في الكويت مستعدة لاغتنام هذه الفرص ودفع ريادة الكويت في مجال الاقتصاد الأخضر».

نوبوا: دمج تعليم المهارات وتمكين الأفراد لإعداد المجتمعات للاقتصاد الأخضر

وأعربت مؤسسة «فيفتي شيدز غرينر» راكيل نوبوا والتي: «إنه لشرف كبير لي أن أتيحت لي فرصة ان اشارك في تنظيم هذه الفعالية في الكويت، إذ إن الاستدامة تتمحور حول التعاون وإيجاد حلول مشتركة».

أضافت: «نحن ملتزمون جدا بمهمتنا في دمج تعليم المهارات الخضراء عبر القطاعات المختلفة، من خلال تمكين الأفراد وإعداد المجتمعات للاقتصاد الأخضر. ولذا فإن الشراكة مع مراس للاستشارات تتيح لنا الفرصة للمساهمة في بناء اقتصاد أخضر مستدام في الكويت».

جمال الدين: مهارات مطلوبة لتحقيق مستقبل آمن


لمى جمال الدين

أكدت شريك «مراس للاستشارات» لمى جمال الدين، أن المهارات الخضراء هي مهارات عطاء لإيصال الكويت نحو اقتصاد مستدام يحمل في طياته التنمية المستدامة، بالتالي هي مهارات مطلوبة في محيط العمل لتغيير طبيعته الحالية نحو مستقبل آمن، مشيرة إلى أنه يجب أن نكون أكثر جاهزية لمستقبل أكثر استدامة.

وأشارت في كلمة لها بالمؤتمر الى أن أبرز المتطلبات نحو تطوير المهارات الخضراء تتمحور حول التفكير في الاستدامة، ليس فقط في تقليل الانبعاث الكربوني أو التخفيف من الاحتباس الحراري، مؤكدة ضرورة مساعدة البيئة والمجتمع للوصول لحياة مستدامة تقلل من الاستخدامات الضارة، وإيجاد بدائل للمواد التي تؤثر بشكل سلبي على البيئة، خصوصا أن الكويت إحدى الدول التي تستهدف استراتيجيتها على المدى الطويل للوصل نحو صفر من الانبعاثات الكربونية.

أكدت لـ «الجريدة•» ضرورة استثمار طاقة الشباب وتوعيتهم لغدٍ أكثر استدامة

وبينت أن آلية وضع حجر الأساس وتكوين الخطوة الأولى للتوعية بالمهارات الخضراء، تبدأ من المراحل الدراسية، ثم تعميمها في الجامعات وبيئة العمل لتعريف الأجيال ووضع منهج إعادة تأهيل نحو بيئة مستدامة، ووضع إطار للمهارت الخضراء للدفع نحو المستهدفات البيئية لحياة أكثر ملاءمة، مؤكدة أن البداية في نشر التوعية تعد أهمية قصوى، واليوم بدأت جهات كثيرة في المجتمع المدني في نشر برامجها حول المهارات الخضراء، والعدد في ازدياد بشكل تدريجي سنوياً.

وقال جمال الدين «تمكنا اليوم في جمع صناع القرار وقادة الصناعة والمعلمين ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات العامة ومحركي التغيير والشباب وطلاب المدارس والجامعات والخريجين الجدد».

وأضافت «لقد حددنا اليوم ما نعتبره وظيفة خضراء كما اتضح أن كل وظيفة هي خضراء. لقد أنشأنا رؤى وتوصيات قابلة للتنفيذ لأصحاب المصلحة لدعم الانتقال العادل.

وقالت: أكدت مناقشاتنا اليوم الحاجة الملحة لدمج المهارات الخضراء في قطاعي التعليم والتدريب مع انتقال الكويت إلى اقتصاد اخضر نابض بالحياة ومتنوع ومواجهة التحديات البيئية الحالية.

كما أكدت المناقشات انه لا يمكننا العمل في صوامع بل نحتاج الى تعزيز الشراكة والتعاون بين اصحاب المصلحة الرئيسيين لدفع التحول الأخضر، والسماح بتبادل المعرفة وافضل الممارسات.

وذكرت «مع تقدمنا الى الامام فلنتعهد بتحويل هذه المناقشات الى استراتيجيات قابلة للتنفيذ، ولنختتم اليوم بتعهد بمواصلة هذه الفعالية في العام المقبل، ونتعهد بمواصلة تمكين الأفراد في خلال التعليم والتدريب».

وأضافت ان المؤتمر نتاج حرص الحكومة على التقدم العلمي والاستدامة والابتكار، ونشكر الوفد الأوروبي لدى الكويت ولوياك على الدعم والتعاون المستمر في تحقيق التحول الأخضر العادل والاستدامة.

وقالت جمال الدين في تصريح لـ«الجريدة»: الهدف هو تسليط الضوء على المهارات الخضراء وأثرها في بيئة العمل. نحاول محاورة المعنيين لتبيان أهمية المهارات الخضراء في تنمية الاقتصاد المستدام.

وعن الوظائف المستدامة والأعمال قالت «تشمل كل الأعمال ولا تقتصر على نوع معين».

وحول الأشخاص المؤهلين للدخول في هذه المهمة قالت إن «ذلك يشمل الجميع انطلاقا من ضرورة اقتراح حلول فيها استدامة أكثر ونتبع اقتصادا أخضر، وعلى الجميع أن يكون لديهم هذه المهارات، وسنبدأ بالمدارس ليكبر الطلاب في ضوء هذه التوعية. علينا استثمار طاقة الشباب وتوعيتهم في هذا العلم والمهارة، ونعمل لتعزيز هذه المهارة وتطبيقها في مجالات العمل».

ملحوظة: مصدر الخبر الأصلي هو صحيفة الجريدة