3 نقاط فارقة.. لماذا تختلف مباراة فلسطين وسوريا عن مؤامرة النمسا وألمانيا 1982؟

3 نقاط فارقة.. لماذا تختلف مباراة فلسطين وسوريا عن مؤامرة النمسا وألمانيا 1982؟

لم تتوقف ردود الأفعال في الأوساط الكروية العربية وحتى العالمية حول مباراة منتخبي سوريا وفلسطين أمس الأحد ضمن كأس العرب للمنتخبات (فيفا ـ قطر 2025) بعد النهاية المثيرة للكثير من الشبهات بين المنتخبين اللذين تأهلا معا للدور ربع النهائي.

واختتمت الأحد منافسات المجموعة الأولى لكأس العرب 2025، التي تقام في قطر حتى الثامن عشر من الشهر الجاري، بتأهل منتخب فلسطين في صدارة المجموعة، برفقة وصيفه منتخب سوريا بعد أن جمع كلاهما 5 نقاط من تعادلين وانتصار.

وفي مباراة لحساب الجولة الثالثة من المجموعة ذاتها، حقق المنتخب التونسي انتصارًا عريضًا (3 ـ 0) لكن ذلك لم يجنبه الخروج من السباق منذ الدور الأول بعد أن كان قبل 4 سنوات حلَّ وصيفًا ببلوغه النهائي ضد الجزائر. 

وأنهى نسور قرطاج الدور الأول برصيد 4 نقاط من خسارة وتعادل وفوز ليحتلوا المركز الثالث متقدمين بثلاث نقاط عن قطر، لكن المنتخبين غادرا البطولة في مفاجأة كبرى بتأهل المنتخبين القادمين من التصفيات: فلسطين وسوريا.

وشهدت مباراة فلسطين وسوريا التي انتهت بالتعادل  عديد المؤشرات واللقطات المثيرة للشبهات بأن هناك “تنظيمًا مسبقًا” لنتيجة التعادل التي تؤهل نسور قاسيون ومنتخب الفدائيين للدور ربع النهائي دون أي ضغوط.

وكانت الدقائق الأخيرة من المواجهة دليلًا قويًّا ـ بحسب الكثير من الملاحظين ـ على أن منتخبي سوريا وفلسطين اتفقا على التعادل لمرورهما معا، لأن نتيجة فوز أحدهما كانت ستؤهل تونس أو قطر مع المنتخب الفائز.

نقاط اختلاف

ووجهت الأوساط الكروية التونسية اتهامات خطيرة للاعبي المنتخبين بالمؤامرة لإقصاء نسور قرطاج، بل شبه الكثيرون ما حدث أمس الأحد بالمباراة الشهيرة في كأس العالم 1982 بين ألمانيا والنمسا، والتي تآمر فيها المنتخبان الأوروبيان على الجزائر لإقصائها والمرور معا للدور التالي. 

وفي تلك النهائيات المونديالية، وبعد انتهاء مباراة الجزائر وتشيلي في الدور الأول بفوز المنتخب العربي (3 ـ 2) اتفق منتخبا ألمانيا والنمسا على التأهل معًا في حالة فوز ألمانيا بأقل من 3 أهداف، وهو ما حدث بفوز المانشافت بالفعل (1 ـ 0).

وأنهى منتخبا ألمانيا والنمسا المباراة في ملعب خيخون في إسبانيا وهما يتبادلان التمريرات دون أي مجازفة هجومية.

وشبهت الجماهير التونسية مباراة فلسطين وسوريا بما حدث في مونديال 82 بين ألمانيا والنمسا، لكن 3 نقاط فارقة تجعل مباراة أمس في كأس العرب مختلفة عن “فضيحة خيخون”.

النقطة الأولى أن المنتخب التونسي كان يملك خيارًا واحدًا في مباراة سوريا وفلسطين للتأهل (بعد فوزه على قطر 3 ـ 0) وهو أن يحقق المنتخب السوري الفوز، لأن فوز فلسطين أو التعادل مع سوريا سيقصي أيضًا نسور قرطاج.

ولم يكن رفاق علي معلول قادرين على بلوغ ربع النهائي إلا في حال الفوز على قطر مع انتصار سوريا على فلسطين، في حين كان منتخب الجزائر في 1982 ينتظر عديد الفرضيات للتأهل (فوز النمسا ـ التعادل ـ فوز أحد المنتخبين بفارق 3 أهداف).

إقصاء مرير وفضيحة تاريخية

النقطة الثانية أن مباراة فلسطين وسوريا دارت في الوقت نفسه مع مواجهة قطر وتونس، خلافًا لما كان عليه الأمر في مونديال 1982، إذ كانت مواجهة النمسا وألمانيا هي الختامية للمجموعة ودارت بعد أن خاضت الجزائر كل مبارياتها.

أما النقطة الثالثة التي تختلف بين القضيتين، فهو أن المنتخب التونسي لم يفز على أي من منافسيه المتأهلين، حيث خسر مع سوريا وتعادل مع فلسطين (2 ـ 2) بعد أن كان متقدما (2 ـ 0).

وفي مونديال 82، كان المنتخب الجزائري حقق فوزًا تاريخيًّا على ألمانيا (2 ـ 1) بهدفي رابح ماجر ولخضر بلومي وكان إقصاؤه من بين أسوأ المؤامرات وفضائح التخاذل في تاريخ كرة القدم حتى الآن.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف