37عامًا من الرهبنة كيف غيّر البابا تواضروس مسار حياته من الصيدلة إلى البطريركية


تواضروس . في أغسطس من سنة 1988، اتخذ شاب ناجح في مهنته قرار غير مسار حياته بالكام ل. ترك خلفه مهنته كصيدلي بارع، وتوجّه إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، ليبدأ رحلة روحية في الرهبنة بعيدًا عن ضوضاء الحياة. ذلك الشاب كان وجيه صبحي، الذي عرفه العالم بعد ذلك  باسم البابا تواضروس الثاني .

 

البابا تواضروس
البابا-تواضروس

ولد فى يوم 4 من نوفمبر 1952، وحصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية في عام 1975 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. كما حصل في وقت لاحق على دبلوم في إدارة الأعمال، وعمل مديرًا بمصنع أدوية تابع لوزارة الصحة. لكن في سنة ، قرر دخول الدير حابب للرهبنة، ثم تمت رهبنته بشكل رسمي في 31 يوليو 1988، تحت اسم الراهب ثيؤدور.

 

البابا تواضروس من الصمت إلى القيادةالبابا تواضروس من الصمت إلى القيادة
البابا تواضروس من الصمت إلى القيادة

البابا تواضروس من الصمت إلى القيادة

عاش الراهب ثيؤدور حياة تأمل وصمت في الدير، بعيدًا عن الأضواء، مكرّسًا وقته للقراءة والصلاة. اتّسمت خدمته بالهدوء والانضباط، وأصبح سريعًا من الرهبان البارزين بثقافته الواسعة وسلوكه المتزن. وفي سنة 1990، أُوفد للدراسة اللاهوتية في الكلية الإكليريكية، وساهم في تأسيس فرع لها في دمنهور، كما اهتم بخدمة الشباب والتعليم الكنسي.

في 15 يونيو من عام 1997، تم رسامته أسقف عام لإيبارشية البحيرة باسم الأنبا تواضروس، ليخدم إلى جوار الأنبا باخوميوس. وأثبت في تلك المرحلة حكمته في الإدارة، واهتمامه بالتعليم الكنسي، وكتب عددًا من المؤلفات التربوية واللاهوتية. كما كان قريبًا من الشباب والخدام، ما أكسبه حب واحترام أهل الإيبارشية.

 

البابا تواضروس بطريرك راهبالبابا تواضروس بطريرك راهب
البابا-تواضروس-بطريرك-راهب

البابا تواضروس بطريرك راهب.. لم يتخلَ عن خلوته

في 18 نوفمبر 2012، وبعد 24 عامًا من الرهبنة، تم اختياره بابا للإسكندرية خلفًا للبابا شنودة الثالث، من خلال القرعة الهيكلية، وسط قداس شعبي ورسمي كبير. وكان عمره وقتها 60 عامًا.

ورغم انتقاله من حياة الدير إلى الكرسي البابوي، لم تفارقه روحه الرهبانية. ظلّ محافظًا على بساطة الملبس، وحرصه على الخلوات الروحية داخل الأديرة، وعُرف بتواضعه وهدوئه وزهده في المظاهر. يؤكد دائمًا أن “الرهبنة هي التي تحفظ البطريرك في الطريق”.

واليوم، في يوليو 2025، يحتفل قداسته بمرور 37 عامًا على رهبنته. وهي ليست مجرد سنوات عاشها في الصحراء، بل كانت الأساس الروحي والعملي لمسيرته كبطريرك. فكما بدأ حياته بالتجرد والصمت، استمر راهبًا في قلبه وروحه، حتى وهو يقود كنيسة عريقة تمتد جذورها لآلاف السنين.

نقلاً عن : صوت المسيحي الحر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *