4 إجابات للسؤال الشائك.. هل ندم الأهلي على التعاقد مع زيزو؟
							لم تكن صفقة انتقال أحمد سيد زيزو من الزمالك إلى الأهلي مجرد صفقة انتقال لاعب؛ بل كانت زلزالاً هز أرجاء الكرة المصرية.
صفقة القرن كما أطلق عليها الكثيرون، مثّلت تحولاً دراماتيكياً في موازين القوى، وانتقالاً مجانياً للاعب كان الأبرز والأهم في صفوف المنافس التقليدي لسنوات.
مرت أشهر على هذا التوقيع المزلزل، ومع انطلاق الموسم الجديد (2025-2026)، بدأ الهمس يتحول إلى صوت مسموع. الأداء الباهت، التمريرات المقطوعة، وغياب الفاعلية الهجومية التي عُرف بها، كل هذا دفع جماهير الأهلي قبل المحللين لطرح السؤال الأكثر إحراجاً: هل بدأت إدارة الأهلي تشعر بالندم على إتمام الصفقة؟
الإجابة عن هذا السؤال ليست بنعم أو لا بسيطة، بل هي مركبة وتحتمل أربعة أوجه مختلفة.
1. الإجابة الفنية: نعم، هو خارج نطاق الخدمة
من منظور فني بحت، الإجابة تميل إلى نعم. زيزو الذي يرتدي القميص الأحمر ليس هو زيزو الذي حمل الزمالك على كتفيه. في الزمالك، كان زيزو هو النظام بأكمله؛ هو المنفذ الأول لركلات الجزاء، واللاعب الذي تُبنى عليه الهجمة، والنجم الأوحد.
في الأهلي، وجد زيزو نفسه ترسًا في منظومة جماعية لا تعتمد على النجم الواحد. ظهر اللاعب تائهاً في الملعب، غير قادر على إيجاد شراكته مع زملائه الجدد، ومفتقداً للحلول الفردية التي كانت تميزه. الانتقادات اللاذعة من محللين كبار، ووصف أدائه بأنه خارج نطاق الخدمة، يؤكد أن العائد الفني حتى الآن صفر، وهو ما قد يبرر شعوراً بالندم التكتيكي.
2. الإجابة الإستراتيجية: لا، الصفقة ضربة معلم
الإجابة الثانية تتجاهل ما يحدث على العشب الأخضر تماماً. من منظور إستراتيجي وإعلامي، الإجابة هي لا قاطعة. نجاح الأهلي في خطف النجم الأول من غريمه التقليدي، وفي صفقة انتقال حر، يمثل انتصاراً إدارياً ومعنوياً لا يُقدر بثمن.
لقد أثبت الأهلي بهذه الصفقة هيمنته المطلقة على سوق الانتقالات، ووجه ضربة نفسية قاسية للزمالك وجماهيره. هذه الشوكة في ظهر المنافس، والنشوة الجماهيرية التي صاحبت التوقيع، قد تكون وحدها كافية لتبديد أي شعور بالندم، حتى لو استمر تراجع مستوى اللاعب.
3. الإجابة المالية: نعم، هو استثمار خاسر حتى الآن
لا يوجد شيء اسمه صفقة مجانية في عالم كرة القدم. انتقال زيزو مجاناً يعني أن الأهلي دفع على الأرجح مكافأة توقيع ضخمة وراتباً سنوياً هو ضمن الأعلى في تاريخ الكرة المصرية. هنا يبرز الندم المالي.
عندما تدفع الإدارة راتباً فلكياً، هي لا تدفع مقابل الاسم، بل مقابل العائد في الملعب. حتى الآن، العائد مقابل الاستثمار سلبي تماماً. الأهلي يدفع راتب نجم سوبر ليحصل على أداء لاعب متوسط. هذا الخلل المالي يمثل عبئاً على خزينة النادي وقد يخلق مشاكل داخل غرفة الملابس، وهو بالتأكيد مبرر قوي للندم من الناحية الإدارية البحتة.
4. الإجابة الواقعية: لا، الوقت مبكر جداً
الإجابة الأكثر عقلانية هي لا، ليس بعد. الحكم على صفقة بحجم زيزو بعد أشهر قليلة هو ظلم بيّن. اللاعب يمر بمرحلة تأقلم هي الأصعب في مسيرته؛ لقد غيّر بيته، وجماهيره، وزملاءه، والأهم أنه انتقل من ناد إلى النادي المنافس بكل ما يحمله ذلك من ضغوط نفسية وإعلامية هائلة.
تاريخ الأهلي مليء بنجوم بدؤوا بداية متعثرة ثم انفجروا. تراهن الإدارة والجهاز الفني على أن زيزو يحتاج فقط لـ وقتاً لاستعادة الثقة والانسجام. الموسم لا يزال طويلاً والاختبارات عديدة.
في النهاية، يظل الندم شعوراً مؤجلاً. الإجابات الأربع مطروحة على الطاولة، لكن الإجابة الحاسمة تبقى في قدَمَي زيزو وحده. هل سينجح في تحويل صافرات الاستهجان إلى تصفيق، ويُثبت أنه كان الرهان الرابح؟ أو سيتحول إلى صفقة القرن التي ندم عليها الأهلي أشد الندم؟
نقلاً عن: إرم نيوز
