وسط عاصفة من المؤشرات الاقتصادية المقلقة، وجد النفط نفسه عالقًا في دوامة من التراجع، تائهًا بين تدهور التصنيفات الأمريكية وتباطؤ النمو في العملاق الآسيوي.
طبقا لـ تحيا مصر ، فما بين تقارير تشير إلى اهتزاز ثقة المستثمرين في الولايات المتحدة، وأرقام تُعلن أن انتعاش الصين لم يعد مضمونًا، تلقت أسواق الطاقة ضربة موجعة جعلت أسعار الخام تهوي وسط ضبابية قاتمة لا يبدو أنها ستنقشع قريبًا.
تدهور ثقة المستثمرين.. موديز توجه ضربة للاقتصاد الأمريكي
في مشهد يعكس عمق القلق المتنامي، خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة، مشيرة إلى تفاقم أزمة الديون الحكومية التي بلغت مستويات قياسية قاربت 36 تريليون دولار.
وهذه الخطوة لم تكن مجرد رقم في تقرير مالي، بل شكّلت صفعة قاسية للأسواق، حيث تراجعت الثقة بمستقبل الاقتصاد الأمريكي، مما دفع المستثمرين إلى الهروب نحو أصول أكثر أمانًا، بعيدًا عن قطاع الطاقة، وهو ما ساهم في تراجع أسعار خام برنت بنسبة 0.8% ليصل إلى 64.90 دولار، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.7% إلى 62.04 دولار، في حركة تعكس حالة التذبذب التي تسيطر على السوق.
تباطؤ النمو الصيني.. أرقام مقلقة تهدد الطلب العالمي
في الطرف الآخر من العالم، لم تكن الأخبار أفضل، إذ كشفت بيانات رسمية صينية عن تباطؤ في الناتج الصناعي ومبيعات التجزئة، ورغم أن الأرقام جاءت أفضل قليلاً من توقعات بعض المحللين، إلا أنها لم تُخفِ القلق بشأن قدرة الصين على استعادة زخمها الاقتصادي.
وبما أن بكين تعد أكبر مستورد للنفط في العالم، فإن أي تعثر في أدائها الاقتصادي يُترجم مباشرة إلى انخفاض في الطلب العالمي على الخام، ما يضيف طبقة أخرى من الضغوط على الأسواق المتوترة أصلًا.
محادثات نووية عالقة.. الملف الإيراني يدخل على الخط
في الخلفية، تتواصل المحادثات النووية بين واشنطن وطهران في أجواء متوترة، مع تصاعد الحديث عن إدراج قيود صارمة على تخصيب اليورانيوم.
وبينما تسعى الولايات المتحدة لوضع سقف لطموحات إيران النووية، ترفض الأخيرة أي تنازلات كبيرة، مما يجعل التوصل لاتفاق ناجح أمرًا صعب المنال.
وهذا الجمود ساهم بدوره في خلق بيئة من عدم الاستقرار، حيث بات مستقبل تدفقات النفط الإيراني مرهونًا بمفاوضات قد تمتد لفترات أطول مما تحتملها الأسواق.
اضطرابات جيوسياسية أوروبية.. روسيا تعيد خلط الأوراق
وفي أوروبا، أضافت موسكو مزيدًا من التعقيد على المشهد، بعد أن احتجزت ناقلة نفط يونانية كانت قد غادرت من ميناء إستوني، مما أثار ردود فعل غاضبة وزاد من التوترات السياسية.
هذه الحادثة، التي تزامنت مع تقليص عدد منصات النفط النشطة في الولايات المتحدة إلى 473 منصة، غذّت المخاوف من اضطرابات في الإمدادات، ما ألقى بظلال إضافية على أسعار الطاقة.
خريطة ضبابية للسوق العالمي
في ظل هذه المعطيات المتشابكة، تتشكل أمام سوق النفط خريطة ضبابية تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، فخفض التصنيف الائتماني الأمريكي يُفقد السوق جزءًا من الثقة، وتباطؤ الاقتصاد الصيني يهدد الطلب العالمي، بينما لا تزال الأزمات الجيوسياسية تضع السوق تحت سطوة اللايقين.
العنوان المقترح:
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق