طرحت الدكتورة حنان إسماعيل، الخبيرة التربوية، تساؤلًا مهمًا: هل التحاق خريجي الثانوية العامة بالكليات التكنولوجية يُعد فرصة حقيقية أم مخاطرة؟ وأجابت بأن التوجه نحو التعليم التكنولوجي لم يأتِ من فراغ، بل هو جزء من رؤية الدولة نحو تطوير البنية التحتية الرقمية وميكنة الخدمات، وهو ما بدأ منذ سنوات بدعم مباشر من القيادة السياسية.
أشارت الدكتورة حنان، في تصريحاتها لموقع “كشكول”، إلى أن الرئيس السيسي خلال افتتاحه مركز المعلومات المتكاملة، أوضح أن هذا المركز يمثل قاعدة بيانات موحدة لجميع الوزارات، وهو ما يسهل الإجراءات الحكومية ويعزز كفاءة الخدمات ولكي تنجح هذه المنظومة، لا بد من وجود كوادر مؤهلة تعمل في وحدات IT داخل كل وزارة ومن هنا جاءت الحاجة إلى الكليات التكنولوجية التي تُخرّج عمالة بشرية مدربة قادرة على إدخال وإدارة البيانات ودعم البنية التكنولوجية.
وأكدت الدكتورة، أن الثورة الصناعية الخامسة لا تستغني عن البشر، بل تدفع نحو العمل المشترك بين الإنسان والتكنولوجيا ولهذا السبب، جاءت التوصيات الرئاسية لتقليل الالتحاق بالكليات التقليدية التي لا تضمن فرص عمل، مثل الحقوق والآداب، والتوجه بدلًا منها نحو التخصصات التكنولوجية وقد انعكس هذا التوجه في انتشار كليات الحاسبات والتوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية، التي وصل عددها إلى 10 جامعات على الأقل حتى عام 2024.
واشارت إلى أنها تتميز بالتركيز على التدريب العملي، وبتوفير أعضاء هيئة تدريس ذوي كفاءة عالية وتشمل هذه الكليات تخصصات دقيقة تخدم سوق العمل مثل:
• تكنولوجيا الأغذية، والزراعة، والتعبئة والتغليف
• تكنولوجيا الأشعة، والأجهزة الطبية، والاتصالات
• البرمجة، والشبكات، والهندسة الميكانيكية والكهربائية
وأوضحت الدكتورة حنان، أن الجيل الحالي نشأ في بيئة تكنولوجية من خلال استخدام الألعاب الرقمية والأجهزة الذكية، وبالتالي فإن توجيه هذا الشغف ليصبح مهارة مهنية يُعد خطوة ذكية فالتعليم فيها عملي، يكسر ملل النظريات الجافة، ويمنح الطالب فرصة لاكتساب مهارات حقيقية تؤهله لسوق العمل مباشرة بعد التخرج.
وأكدت الدكتورة، أن سوق العمل حاليًا شره للتخصصات التكنولوجية، وأن الخريجين من هذه الكليات غالبًا ما يجدون فرصًا فورية، خاصة في ظل التوسع في ميكنة المؤسسات وتحديث البنية التكنولوجية، فكل وزارة أصبحت تعتمد على تقنيات تكنولوجية متقدمة، وتحتاج إلى كوادر قادرة على تشغيلها وتأمينها.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الكليات التكنولوجية تسهم في دعم التحول الرقمي للمجتمع، من خلال إعداد متخصصين قادرين على إدارة المنصات الرقمية، مثل تلك المستخدمة في التعليم السحابي، بالإضافة إلى أن هذه الكليات تُعزز مفهوم “التعلم مدى الحياة”، كون التكنولوجيا في تطور مستمر، ولا بد من متابعة تحديثاتها بشكل دائم.
نقلاً عن : كشكول
لا تعليق