أزمة الطماطم في مصر..خسائر فادحة للمزارعين وهجن جديدة مبشرة


تُعد الطماطم من أكثر المحاصيل الزراعية أهمية في مصر، لما لها من مكانة أساسية على موائد الأسر المصرية، حيث تدخل في إعداد معظم الوجبات اليومية. ومع تزايد الاعتماد عليها، يحرص الكثيرون على شرائها وتخزينها كلما سنحت الفرصة، ما يجعل استقرار إنتاجها وتسويقها أمرًا بالغ الأهمية. 

إلا أن المزارعين يواجهون هذا العام أزمة حادة بسبب الانهيار الكبير في أسعار المحصول، في مقابل الارتفاع المستمر في تكلفة الزراعة، ما أدى إلى خسائر ضخمة تهدد مستقبل زراعة هذا المحصول الاستراتيجي.

أولًا: الطماطم في مصر.. محصول رئيسي ومساحات واسعة

تُزرع الطماطم في مصر على مساحة تُقدَّر بنحو نصف مليون فدان، موزعة على ثلاث عروات رئيسية:

العروة الصيفية

العروة النيلية

العروة الشتوية

كما تُزرع الطماطم باستخدام أنظمة زراعية متعددة منها الزراعة المكشوفة، والزراعة داخل البيوت المحمية، والزراعات المزدوجة. وتتوفر أصناف عديدة تناسب الظروف البيئية المختلفة في أنحاء الجمهورية.

ثانيًا: أزمة الأسعار وخسائر الفلاحين

أوضح حسين عبدالرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، أن سعر قفص الطماطم (وزنه 25 كجم) لا يتجاوز حاليًا 50 جنيهًا، أي 2 جنيه للكيلو الواحد، في حين أن إنتاج الفدان يبلغ حوالي 800 قفص، بما يعادل 40 ألف جنيه فقط كإجمالي دخل.

تكلفة زراعة مرتفعة لا تغطيها الإيرادات

تبلغ تكلفة زراعة فدان الطماطم ما يقارب 140 ألف جنيه، وهو ما يعني أن المزارع يخسر ما يقرب من 100 ألف جنيه في الفدان الواحد.
وتتضاعف الأزمة عند زراعة مساحات كبيرة؛ إذ تصل خسارة 10 فدادين إلى نحو مليون جنيه.

ثالثًا: أسباب انخفاض الأسعار الحالية

عدد أبو صدام مجموعة من العوامل الجوهرية التي أدت إلى انهيار أسعار الطماطم:

الزيادة غير المتوقعة في المساحات المزروعة خلال العروة الحالية.

الطقس الحار ساهم في تسريع نضج الثمار، مما زاد من كميات المعروض.

ارتفاع تكلفة التخزين، الأمر الذي أدى إلى إغراق الأسواق بكميات ضخمة دفعة واحدة.

ضعف قدرة مصانع الصلصة على استيعاب الفائض من الإنتاج.

انخفاض الكميات المصدرة للخارج، ما زاد الضغط على السوق المحلي.

رابعًا: تحذيرات من مستقبل مجهول للمحصول

حذر نقيب الفلاحين من أن استمرار هذه الخسائر سيتسبب في:

عزوف الكثير من المزارعين عن زراعة الطماطم في العروات القادمة.

تذبذب أسعار الطماطم في السوق نتيجة قلة المعروض مستقبلاً.

احتمالية ظهور أزمات في وفرة المحصول ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.

ودعا الحكومة إلى تدخل فوري لإنقاذ المزارعين وتوفير دعم مباشر سواء في التسويق أو التصدير أو تخفيض تكاليف الإنتاج.

خامسًا: بصيص أمل.. أصناف جديدة من الطماطم عالية الجودة

في محاولة لمواجهة التحديات الزراعية وزيادة الإنتاجية، أعلن معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية عن استنباط هجن جديدة من الطماطم ضمن البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر، وهي:

1. الهجين “040”

إنتاجية عالية

جودة ممتازة

قدرة على تحمل الحرارة والتغيرات المناخية

بديل قوي للهجن المستوردة

2. الهجين “E73”

من الهجن المبشرة

يتم تجربته في مناطق مختلفة للتأكد من تفوقه

يُتوقع أن ينافس بقوة في السوق المحلي

3. الهجينان “F16” و “F35”

مسجلان رسميًا بوزارة الزراعة

تتوفر تقاويهما في معهد بحوث البساتين

يقدمان حلولاً جديدة للمزارعين الباحثين عن تحسين العائد


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *