سياسي نيجري لـ”الوئام”: الصين ستسعى لحل أزمات دول الساحل والصحراء

سياسي نيجري لـ”الوئام”: الصين ستسعى لحل أزمات دول الساحل والصحراء

الوئام- خاص

يزداد اهتمام الصين بالقارة الأفريقية وتستمر في كسب المزيد من النفوذ أيضا، وتضخّ بكين المليارات من استثماراتها الكبيرة في القارة السمراء، كما أنها تعول على أفريقيا في العديد من القضايا السياسية والاقتصادية.

وتعدّ منطقة الساحل والصحراء من أهم المناطق التي تسعى الصين إلى توسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي وضخ الاستثمارات في بنيتها التحتية.

وفي السياق، يقول عمر مختار الأنصاري، عضو مؤسّس لحزب التجديد الديمقراطي والجمهوري بالنيجر، إن القارة الأفريقية القارة البكر وسلّة الغذاء العالمي ومنتجة مواد الخام، ولديها مخزون هائل مِن الثروات الطبيعية لم تُستَغَل؛ كما لديها ديموغرافية تجعلها أكبر سوق استهلاكية، وكل هذه المُقوّمات جعلتها محطّ أنظار العالميْن الغربي والشرقي اللذين يتنافسان حول مَن سيكون له نصيب الأسد مِن تلك الموارد، ويصدّرها مجدّدا للسوق الأفريقية بأسعار مضاعفة.

ويضيف مختار الأنصاري، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن الصين تنين الشرق الاقتصادي، وتُحاول السيطرة على السوق الأفريقية من ناحية استغلال مواردها الطبيعية، مشيرا إلى أن بكين حاضرة بقوّةٍ في جميع المجالات بالنيجر، خصوصا قطاع التعدين، فهي أوّل مَن بدأ في التنقيب عن النفط بالبلاد، وتستغل حقولا عدة شمال البلاد؛ كما تنشط شركاتها في مجال تعدين الذهب؛ وكذلك لديها حضور في البنية التحتية ومشروعات إنشاء الطرق وبناء الجسور.

ويؤكّد السياسي النيجري أن الصين تسعى إلى توسيع نفوذ اقتصادها عالميا، وربما استراتيجيتها السياسية، إذ إنّ مَن يُسيطر على الاقتصاد سوف يكتسب النفوذ السياسي تلقائيا، مُبيّنا أن بكين موجودة قبل مغادرة فرنسا وأمريكا لدول الساحل، لكن بمغادرة الغرب، ستطلب تلك الدول من الصين وغيرها سدّ الفراغ الذي تركته تلك الدول، لكن الفراغ الذي تركه الغرب يصعب على الصين سدّه؛ لأنَّ سياسة الغرب تختلف تماما عن سياسة الشرق؛ ولأخذ مكان الغرب بالساحل، اقتصاديا وسياسيا، تحتاج بكين إلى جهود لا أظن مُستعدّة لبذلها؛ أو لا ترى في دول الساحل تلك الأهمية التي تجعلها في صراع نفوذ شرس مع الغرب.

ويُنهي الأنصاري حديثه مبينا أن الصين كأي دولةٍ تسعى خلف مصالحها، سواء في السلم أو الحرب؛ لكن الاستثمارات الصينية في النيجر تتأثّر بالصراعات والمشاكل الأمنية؛ فلذلك مِن المتوقّع أن تسعى الصين إلى حل النزاع بالنيجر والساحل من أجل استمرار عملها، ومِن ذلك ما حدث مؤخّرا في وساطة الصين بين النيجر وبنين من أجل السماح بتصدير خام النيجر بميناء بنين؛ فبكين يجب عليها ذلك؛ لأن الخام النيجري تشرف عليه شركة صينية وهي التي حفرت أنبوبا من شرق النيجر إلى ميناء بنين أكثر من ألفي كيلومتر، وكذلك ربما تسعى الصين للتوسّط لإخماد حركات التمرد بالشمال التي جعلت من تلك الأنابيب هدفا مشروعا لها، ما لم يتم الإفراج عن الرئيس المعزول واستعادة الوضع الدستوري بالبلاد.

ملحوظة: مصدر الخبر الأصلي هو صحيفة الوئام السعودية