بعد سقوط قتلى وإصابة المئات في لبنان.. كيف ينفجر جهاز البيجر؟

بعد سقوط قتلى وإصابة المئات في لبنان.. كيف ينفجر جهاز البيجر؟

وقعت عدة انفجارات غامضة لأجهزة اتصال من نوع “بيجر” في وقت واحد تقريبا في أجزاء من لبنان وسوريا، اليوم الثلاثاء، ما خلف 8 قتلى وأكثر 2800 مصاب، بينهم سفير إيران في لبنان، مجتبى أماني، وفق ما أعلنته مصادر إيرانية ولبنانية وسورية.

وقد أوردت وسائل إعلام محلية وعالمية أنه في حدود الساعة 3:30 مساء بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء، بدأت أجهزة الاستدعاء “بيجر” تسخن ثم تنفجر في جيوب وأيدي من يحملونها – لا سيما في ضاحية بيروت الجنوبية ومنطقة البقاع في شرق لبنان حيث لحزب الله وجود قوي، وفي دمشق، حيث أصيب العديد من أعضاء حزب الله، حسبما قال مسؤولون أمنيون لبنانيون ومسؤول في حزب الله، وفقًا شبكة “ABC News” الأمريكية.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن خبراء إن انفجارات جهاز النداء (بيجر) أظهرت علامات على أنها عملية مخطط لها منذ فترة طويلة – على الرغم من أن الوسائل لم تعرف بعد. ولم يكن لدى المحققين أي معلومات فورية عن كيفية تفجير أجهزة الاستدعاء أو ما إذا كانت المتفجرات قد تسللت بطريقة ما إلى كل جهاز بيجر.

وبينما طلبت وزارة الصحة اللبنانية من اللبنانيين الذين يمتلكون أجهزة اتصالات لاسلكية الابتعاد عنها فورًا والتخلص منها، اتجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل، ذكر مسؤولون من “حزب الله” اللبناني أن هذه الحوادث تمثل “أكبر خرق أمني” تعرضت له الجماعة خلال ما يقرب من عام من الحرب مع إسرائيل، وفق ما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء، التي نقلت أيضًا عن مسؤولين في الجماعة اللبنانية أن أجهزة البيجر التي انفجرت من احدث طراز وكانت مجهزة ببطاريات ليثيوم أيون.

ما هو جهاز البيجر؟

البيجر هو جهاز صغير يعمل بالبطارية، يستقبل إشارات لاسلكية تحفّز تنبيهًا صوتيًا أو اهتزازيًا عند تلقي الإشارة المناسبة. ويمكن أن يعرض رسالة رقمية مثل رقم هاتف، أو رسالة نصية إذا كان الجهاز مزودًا بلوحة مفاتيح نصية، على سبيل المثال، “اتصل بالمنزل”.

وقد شهد البيجر رواجًا كبيرًا من أواخر الثمانينيات وحتى أواخر التسعينيات، لكنه بدأ يفقد شعبيته في العقد الأول من الألفية، حيث تحول المستهلكون إلى الهواتف المحمولة الأصغر حجمًا والأقل تكلفة ذات البطاريات التي تدوم لفترات أطول.

يوجد نوعان رئيسيان من البيجر: البيجر ذو الاتجاه الواحد الذي يستقبل الرسائل فقط، والبيجر ذو الاتجاهين الذي يمكنه إرسال واستقبال الرسائل.

استُخدم البيجر بكثرة في قطاعات مثل الرعاية الصحية، وخدمات الطوارئ، والصحافة بسبب موثوقيته العالية.

وعلى الرغم من أن البيجر يُعتبر من أجهزة الماضي، فإنه لا يزال يلعب أدوارًا حيوية، لا سيما في المواقف التي تتطلب موثوقية وسرعة في الاتصال. إذ يتميز الجهاز بقدرته على توفير وسيلة اتصال احتياطية أثناء الطوارئ عندما تتعطل شبكات الهواتف المحمولة.

وعلى عكس الهواتف الذكية، صُمم البيجر خصيصًا للتواصل الحيوي، مما يجعله يلفت الانتباه إلى الإشعارات المهمة بسهولة بعيدًا عن الفوضى اليومية للإشعارات.

وإلى جانب موثوقيته، يتمتع البيجر بمجموعة فريدة من ميزات الخصوصية، فهو لا يحتوي على تقنية GPS أو Bluetooth، مما يجعله خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يفضلون الابتعاد عن تتبع المواقع. كما يتيح تجنب المكالمات الآلية غير المرغوب فيها، حيث يكون رقم البيجر متاحًا فقط لجهات اتصال محددة، مما يجعله وسيلة فعالة للتواصل في الحالات المهمة أو العاجلة.

كيف ينفجر جهاز بيجر؟

تُستخدم بطاريات الليثيوم أيون في العديد من الأجهزة مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وحتى السيارات الكهربائية، نظرًا لوزنها الخفيف وكفاءتها العالية.

ورغم هذه المزايا، فإن هذه البطاريات تحمل مخاطر كبيرة عند فشلها، حيث قد تؤدي إلى حرائق أو انفجارات بسبب التفاعلات الكيميائية الداخلية التي تؤدي إلى ارتفاع الحرارة وتلف الخلايا.

يحدث الانفجار في بطاريات الليثيون أيون بسبب ظاهرة تُسمى الهروب الحراري، وهو تفاعل كيميائي متسلسل يحدث عندما تواجه البطارية تغيرًا سريعًا في درجة الحرارة، حيث يؤدي هذا التفاعل الكيميائي، إلى إطلاق مفاجئ للطاقة يمكن أن يتسبب في انفجار الأجهزة بقوة وحرارة شديدين.

ويحدث الهروب الحراري عند ارتفاع درجة حرارة البطارية أو ثقبها أو شحنها بشكل زائد.

ومع ذلك، يقول البروفيسور بول شيرينغ، رئيس أكاديمية الهندسة الملكية بجامعة كلية لندن، والذي قاد فريقًا بحثيًا يعمل على دراسة حالات الانفجار في بطاريات الليثيوم أيون، إنها حالات نادرة جدًا، تُقدر بنحو حالة واحدة بين كل 10 إلى 40 مليون بطارية، وفق ما ينقله عنه موقع “Select Science“.

هل فعلتها إسرائيل؟

وكالة “أسوشيتد برس” عرضت صورًا من حوادث انفجار أجهزة البيجر على خبراء أسلحة، حيث أكد أليكس بليتساس، خبير الأسلحة في المجلس الأطلسي أنها علامات تدل على تفجير مفتعل محتمل. وقد أوضح أن “اندلاع حريق في بطارية ليثيوم أيون أمر معروف، لكن التفجير بهذا الشكل هو غير مسبوق ويبدو وكأنه نتيجة لعبوة ناسفة صغيرة”.

وأضاف “بليتساس” أن هذا يثير احتمال أن تكون إسرائيل قد علمت بشحنة من أجهزة الاستدعاء الموجهة إلى حزب الله وعدلت تلك الأجهزة قبل تسليمها.

في المقابل، طرح يهوشوا كاليسكي، عالم وباحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، نظرية أخرى تفيد بإمكانية إرسال نبضة إلكترونية من بعد، تسببت في تلف الأجهزة وانفجارها. وقال كاليسكي: “هذا ليس عملًا عشوائيًا، بل كان متعمدًا ومدروسًا”.

ولا يوجد إلى الآن أي تأكيد رسمي بشأن سبب انفجار أجهزة الاستدعاء في وقت واحد، ومع ذلك، أشارت مصادر عسكرية لبنانية إلى أن الأجهزة تم تفجيرها كجزء من هجوم إسرائيلي.

ملحوظة: مصدر الخبر الأصلي هو صحيفة الوئام السعودية