في ظل الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم، أصبح التحول الرقمي في التعليم ضرورة حتمية لا يمكن تجاهلها، خاصة مع تطور أساليب التعلم والاعتماد المتزايد على التقنيات الحديثة داخل المدارس، ولم يعد الأمر رفاهية، بل أصبح ركيزة أساسية لتطوير المنظومة التعليمية وتحقيق جودة التعليم.

وفي هذا السياق، يناقش موقع “كشكول” مع نخبة من الخبراء والمتخصصين أهمية التحول الرقمي، ومتطلبات تطبيقه، والتحديات التي تواجه المدارس والمعلمين لضمان نجاح هذه الخطوة المصيرية.

خبير تربوي يطرح حلولًا لمواجهة تحديات التحول الرقمي في التعليم

الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، يقول في تصريحات خاصة لموقع كشكول، إن هناك مجموعة من الحلول التي يجب تنفيذها للتغلب على التحديات التي تواجه تطبيق التحول الرقمي في التعليم بمصر، أبرزها:

1. تجهيز المدارس بالبنية التكنولوجية

وأوضح شوقي أن الخطوة الأولى تتمثل في تجهيز المدارس بالأجهزة الرقمية اللازمة، مثل أجهزة الكمبيوتر والسبورات الذكية، بما يضمن بيئة تعليمية تواكب التطور التكنولوجي.

2. دعم الطلاب وتوفير أجهزة مجانية للمتفوقين

وأشار الخبير التربوي إلى أهمية دعم الطلاب خلال المراحل الدراسية الحرجة، مثل المرحلة الإعدادية وبداية المرحلة الثانوية، من خلال منح الأجهزة الرقمية للطلاب المتفوقين كحافز لتشجيعهم على مواصلة التميز.

3. تحسين البنية التحتية لشبكات الإنترنت

وأكد شوقي، ضرورة تطوير البنية التحتية التكنولوجية في المدارس من حيث جودة الإنترنت وسرعته، خاصة في ظل المشكلات الحالية مثل البطء وانقطاع الخدمة بشكل متكرر، والتي تعيق تجربة التعليم الرقمي.

4. تفعيل التعليم عن بُعد

وأوضح أن توفير الأجهزة لا يكفي، بل يجب تعزيز ثقافة التعليم عن بُعد داخل المدارس، خاصة في المرحلة الثانوية، بحيث لا يُشترط الحضور اليومي للطلاب، مع اعتماد آليات تقنية تضمن التزام الطلاب بالمشاركة عبر المنصات الإلكترونية.

5. تدريب المعلمين على المهارات الرقمية

وشدد شوقي، على ضرورة تدريب المعلمين الحاليين على التعامل مع الأجهزة والمنصات التعليمية، وإنشاء خطط إلكترونية وإجراء التقييمات الرقمية للطلاب، كما أكد على أهمية أن يكون المعلمون الجدد حاصلين على دورات في تكنولوجيا التعليم والتحول الرقمي قبل الالتحاق بالمنظومة التعليمية.

تربوي يكشف 5 تحديات رئيسية تواجه تطبيق التحول الرقمي في المدارس

وفي السياق، قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، إن التحول الرقمي ضرورة وليس خيارا  ولذلك فإن التحديات التي تعوق عملية التحول الرقمي في التعليم ينبغي أن يتم الإسراع في تجاوزها حتى تأخذ المنظومة التعليمية مكانها المناسب في مسيرة التطور.

وأضاف في تصريحاته لموقع “كشكول”، أن هناك العديد من التحديات التي تواجه تطبيق التحول الرقمي في التعليم ومنها:

_ ضعف البنية التحتية في كثير من المدارس.

_ نقص العنصر البشري المدرب.

_ ضعف البرامج التدريبية المقدمة للمعلمين والطلاب.

_ تحديات ثقافية تؤدي للتشبث بالطرق القديمة ورفض التغيير.

_ قيود إدارية والتمسك بروتين يقضي على الإبداع ويقلص فرص الاستفادة من المستحدثات التكنولوجية.

ومن الحلول التي يمكن من خلالها مواجهة هذه التحديات:

_ تعيين متخصصين في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

_ الاهتمام بتقديم برامج تدريبية مكثفة في تكنولوجيا التعليم والذكاء الاصطناعي لكافة عناصر المنظومة التعليمية.

_ التعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات الخيرية لدعم المدارس وتطوير البنية التحتية وتعظيم الاستفادة من المجتمع المحلي.

_ تكثيف برامج التوعية بأهمية التحول الرقمي.

_ العمل على التخلص من القيود الإدارية التي تعوق استخدام الأدوات التكنولوجية ويمكن الاعتماد على نماذج مجانية ومفتوحة المصدر ونماذج الذكاء الاصطناعي.

التحول الرقمي يفرض واقعًا جديدًا.. وتربوي يحدد متطلبات النجاح

قال الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم التربوي، إن التحول الرقمي في التعليم أصبح ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها، موضحًا أن التطوير التكنولوجي لم يعد خيارًا بل شرطًا أساسيًا لضمان استمرارية النظام التعليمي ومواكبته للتغيرات العالمية، حتى لا تتعرض المجتمعات للتأخر العلمي أو الانعزال عن التطور.

وأوضح في تصريحات لموقع “كشكول”، أن نجاح هذه الخطوة يتطلب تجهيز بنية تحتية قوية وبيئة تعليمية قادرة على استيعاب التطوير الرقمي دون مخاطر الفشل، كما شدد على أهمية بناء قدرات المعلمين من خلال برامج تدريبية متخصصة وحقيقية، إلى جانب تحفيزهم على تطوير أدواتهم التعليمية بأنفسهم وعدم الاكتفاء بما تقدمه الوزارة فقط.

ودعا الدكتور فتح الله، إلى أن تقوم كل مدرسة بعمل تقييم ذاتي وتدريب داخلي لمعلميها، مع الاستفادة من الخبرات العالمية المتاحة عبر الوسائط الرقمية، مؤكدًا أن هذه الجهود المشتركة بين الدولة والمدارس والمعلمين هي السبيل لتحقيق تعليم عصري يواكب التقدم التكنولوجي ويضمن مستقبلًا أفضل للوطن.