– أسيوط وسوهاج على رأسها.. المحافظات الأكثر احتياجًا المستفيد الأول من الوجبات الساحنة
– الوجبات تضمن بيض أو دواجن أو بقوليات بجانب خبز وأرز وبطاطس وخضروات وفواكه ومكسرات
– خبير تغذية: الوجبات الساخنة مهمة للنمو السليم والتركيز الذهني طوال اليوم الدراسي
– التعليم: الوجبات المدرسية الساخنة يعدها بنك الطعام المصري
– التعليم تدرس تخصيص غرفة للإطعام تسع 50 طالبًا وتخصيص خيمة في فناء المدارس ذات الكثافة المرتفعة
– تخصيص 50 دقيقة خلال أو بعد اليوم الدراسي لتوزيع الوجبات الساخنة
تستعد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتعميم تجربة تقديم الوجبات المدرسية الساخنة لطلاب المرحلة الابتدائية في المحافظات الأكثر احتياجًا، والتي تضم: أسيوط، سوهاج، المنيا، والأقصر، ويُقدر عدد المستفيدين منها بنحو 3 ملايين تلميذ.
ويأتي ذلك بعد نجاح التجربة المبدئية لتقديم الوجبات المدرسية الساخنة في محافظة الفيوم، خلال شهري أبريل ومايو 2025، بالتنسيق بين مديريات التربية والتعليم، والتضامن الاجتماعي، والصحة والسكان بالفيوم، وبالشراكة مع بنك الطعام المصري.
وشملت المرحلة التجريبية 9 مدارس ابتدائية تابعة لإدارة غرب الفيوم التعليمية، واستفاد منها 10،585 تلميذًا، بالإضافة إلى 542 عاملًا من العاملين بهذه المدارس، حيث تم في هذا الإطار تقديم 40،744 وجبة ساخنة خلال أيام التشغيل التي استمرت 6 أيام دراسة.
ومن جانبه، أوضح استشاري التغذية العلاجية وعلاج السمنة الدكتور محمد خيري، أن فكرة تقديم وجبات ساخنة داخل المدارس الابتدائية ليست رفاهية، بل قد تكون ضرورة صحية وتعليمية في الوقت نفسه.
وأشار إلى أن الطفل في هذه المرحلة العمرية يحتاج إلى تغذية متوازنة تضمن له النمو السليم والتركيز الذهني طوال اليوم الدراسي، وهو ما يصعب أن يقدمه “اللانش بوكس” التقليدي أو الوجبات الجافة التي تقتصر على البسكويت والعصائر ورقائق البطاطس والنودلز.
استشاري تغذية يوضح احتياجات الطفل في المرحلة الابتدائية
أضاف خيري أن الطفل ما بين 6 و12 عامًا يمر بمرحلة نمو حاسمة، سواء في الطول أو الكتلة العضلية أو تطور القدرات العقلية، وهو ما يستدعي توفير وجبة يومية متوازنة.
وأكد أن هذه الوجبة يجب أن تحتوي على البروتينات مثل البيض أو الدواجن أو البقوليات، إلى جانب الكربوهيدرات المعقدة كالخبز والأرز والبطاطس التي تمنح الطفل طاقة مستمرة، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه كمصدر للفيتامينات والمعادن، ومنتجات الألبان للكالسيوم، مع الدهون الصحية التي تدعم نمو الدماغ مثل زيت الزيتون أو المكسرات.
وشدد على أن الوجبة الساخنة تمنح قيمة مضاعفة مقارنة بالوجبة الجافة، لأنها تتيح تقديم عناصر غذائية متكاملة في طبق واحد، وتحقق الإشباع لفترة أطول، مما يقلل اعتماد الطفل على الأطعمة السريعة بعد انتهاء اليوم الدراسي.
وأشار أيضًا إلى أن للوجبة الدافئة بعدًا نفسيًا مهمًا، فهي تعطي إحساسًا بالاهتمام والاحتواء، وهو ما يرفع معنويات الطفل ويزيد تفاعله مع الدراسة.
كما أوضح أن الطفل الذي يعتاد على تناول وجبات ساخنة متوازنة في المدرسة يكتسب عادة غذائية سليمة تلازمه حتى مرحلة المراهقة والشباب، مما يقلل من مخاطر السمنة والأمراض المزمنة في المستقبل.
تحذيرات من الوجبات الجافة مثل البسكويت والعصائر المحفوظة
وحذر خيري من الاعتماد طويل الأمد على الوجبات الجافة مثل البسكويت والعصائر المحفوظة، موضحًا أنها وإن كانت سهلة التوزيع ورخيصة التكلفة، إلا أنها فقيرة غذائيًا وغنية غالبًا بالسكريات والدهون المشبعة، بينما تفتقر إلى البروتين والفيتامينات الأساسية.
وأضاف أنها قد تسبب تقلبات في مستوى الطاقة والتركيز، حيث تمنح الطفل دفعة سريعة من السكر يعقبها هبوط في النشاط، مما يضعف تحصيله الدراسي.
وأكد أن الاعتماد المستمر على الوجبات الجافة يسهم في زيادة معدلات السمنة وضعف المناعة وتسوس الأسنان بين الأطفال، وهو ما يجعلها حلًا قصير المدى لا يصلح كخطة غذائية لتلاميذ في مرحلة التأسيس.
ولفت إلى أن تطبيق فكرة الوجبات الساخنة في المدارس يواجه تحديات واقعية، منها الحاجة إلى تجهيز مطابخ مجهزة أو التعاقد مع مطابخ مركزية، بجانب ضمان نقل الطعام بشكل آمن وسريع، مؤكدًا أن التكلفة المادية بالطبع أكبر مقارنة بالبسكويت، إلا أن الفوائد الصحية والتعليمية تجعلها استثمارًا في صحة المجتمع على المدى الطويل.
كما شدد على أن الرقابة على جودة الطعام وسلامته مسألة أساسية حتى لا تتحول الفكرة إلى مصدر للمشكلات الصحية. لكنه أكد أن وجود هذه التحديات لا يعني التخلي عن المشروع، بل التعامل معه بجدية، لأن خسائر سوء التغذية بين التلاميذ أكبر بكثير من تكلفة تطبيق منظومة غذائية متكاملة.
ونوّه بأن توفير وجبة ساخنة متوازنة للتلاميذ لن ينعكس على صحة الطفل فقط، بل سيؤثر إيجابًا على الأسرة بأكملها، ويقلل من أعباء العلاج، كما يعزز قدرة التلاميذ على التعلم والإبداع.
وأضاف أن الاستثمار في الوجبة الساخنة ليس رفاهية ولا مجرد فكرة تجريبية، بل خطوة جادة نحو بناء جيل أكثر صحة وقدرة على المنافسة مستقبلًا، فالتغذية السليمة في عمر صغير هي البذرة التي تحدد ملامح الصحة العامة للمجتمع لعقود قادمة.
وفي السياق ذاته، أوضح الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي أن فكرة تقديم وجبات ساخنة للأطفال في المرحلة الابتدائية بالمدارس في المناطق الأكثر احتياجًا من الأفكار الجيدة التي تتفق مع توجه الدولة المصرية ورؤية مصر 2030، والتي تركز على بناء الإنسان المصري من كافة الجوانب الجسمية والصحية والعقلية وغيرها.
وأكد شوقي أن هذا البناء يبدأ منذ سنوات الحياة المبكرة، فالطفل الذي يتمتع بالصحة والحيوية سيكون كذلك في شبابه، أما الطفل المريض ففي الغالب يظل يعاني طوال مراحل حياته.
فوائد الوجبات الساخنة للأطفال
وعدد شوقي، فوائد الوجبات الساخنة للأطفال في المناطق الأكثر احتياجًا، كالتالي:
- جذب الأطفال للعودة إلى المدارس وتقليل أيام غيابهم.
- تقليل معدلات التسرب من التعليم عبر تخفيف أعباء تغذية الأبناء على أولياء الأمور في ظل ارتفاع الأسعار، مع دعم الأسر الأكثر احتياجًا وإعفائهم من المصروفات الدراسية.
- توفير العناصر الغذائية اللازمة لنمو الطفل في هذه المرحلة المبكرة.
- محاربة الأمراض الناتجة عن سوء التغذية مثل الأنيميا وفقر الدم التي تؤثر على التحصيل الدراسي والتركيز.
- رفع معدلات الانتظام والاستيعاب وتحسين نتائج الطلاب في الامتحانات.
- غرس قيم الانتماء للوطن لدى الطلاب من خلال الفعل والواقع.
- تعزيز قيم المحبة والتعاون بين الطلاب.
- إزالة الفوارق بين الطلاب فيما يخص أنماط الأكل داخل المدارس من خلال توحيد الوجبات.
وأوضح شوقي أن الوجبات الساخنة تتكلف مبالغ طائلة ومضاعفة مقارنة بوجبات البسكويت، ولذلك فإن تعميمها على مدارس المحافظات عالية الكثافة مثل القاهرة والجيزة يتطلب دراسات دقيقة للمدارس والإدارات التعليمية الأكثر احتياجًا، لضمان وصول الوجبات إلى الطلاب المستحقين بالفعل.
محاذير يجب مراعاتها
اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لمنع وقوع حالات تسمم كما حدث سابقًا مع وجبات البسكويت، خاصة مع تدخل العنصر البشري في جميع مراحل إعداد الوجبات.
منع تسريب الوجبات وبيعها خارج المدارس.
ضمان وصول الوجبات إلى الطلاب المستحقين بالفعل وتجنب الهدر الناتج عن زيادة الكميات عن العدد الفعلي للتلاميذ.
وبدوره، أوضح الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن مبادرة الوجبة الساخنة لطلاب المدارس تهدف إلى إيجاد جيل صحيح البدن وسليم العقل من خلال الاهتمام بتقديم وجبة غذائية متكاملة العناصر.
وأضاف أن تنفيذ المبادرة يتم بالتعاون بين مديريات التربية والتعليم، وبنك الطعام المصري، ومديريات الصحة والتضامن الاجتماعي بكل محافظة.
وأشار الوزير إلى أنه يتم تشكيل لجنة لاستلام الوجبات من المورد، تضم مدير المدرسة كرئيس لجنة، ومسؤول التغذية بالمدرسة، وأربعة من العاملين بها.
مقترحات تنفيذ الوجبات المدرسية الساخنة
- تخصيص غرفة للإطعام تسع 50 طالبًا.
- توفير خيمة في فناء المدارس ذات الكثافة المرتفعة.
- تطبيق فكرة “الفصل الطائر” بالمدرسة.
- الإطعام داخل الفصل الدراسي.
- مقترحات توقيت التنفيذ
- تخصيص 50 دقيقة خلال اليوم الدراسي.
- تخصيص 50 دقيقة بعد انتهاء اليوم الدراسي.
- تنفيذ الإطعام خلال الفسحة.
ويهدف بنك الطعام المصري إلى تقديم وجبات صحية ساخنة للأطفال بالمدارس الأكثر فقرًا طوال فترة الدراسة، لتقليل الأعباء على أولياء الأمور وتوفير الغذاء الصحي لأبنائهم، نظرًا لأن الجوع يعد أحد الأسباب الرئيسية لتسرب الأطفال من التعليم أو ضعف التركيز والرسوب المتكرر، فضلًا عن تأثيره السلبي على الصحة العامة.
ويقوم البنك بإنشاء مطابخ متكاملة داخل المدارس الأشد فقرًا تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، بهدف توفير فرص عمل داخل كل مدرسة يطبق فيها البرنامج، وضمان تقديم طعام صحي ومتوازن للأطفال. ولتحقيق ذلك، ينظم البنك مسابقة بين أمهات التلاميذ الراغبات في العمل لزيادة دخلهن، ثم يتم تدريب الأمهات المختارات على فنون الطهي الصحي (عملي ونظري)، مع تعيين 5 طباخات في كل مدرسة، إلى جانب مشرفة عامة ومسؤول مشتريات لكل 20 مدرسة.
وأشار بنك الطعام المصري إلى أنه تم تطوير برنامج التغذية المدرسية بما يسمح بتوفير فرص استثمارية لصغار المستثمرين، عن طريق تمويل تجهيز مطابخ التغذية المدرسية وصيانتها من قبل الشباب المستثمرين، ثم يقوم البنك باستئجارها لمدة خمس سنوات مقابل قيمة إيجارية تشمل نسبة أرباح مجزية، على أن يقتصر دور البنك على تقديم الوجبات الغذائية الملائمة لتلاميذ المدارس.
نقلاً عن : كشكول
- خبيرة تربوية تكشف شرط نجاح مشروع الوجبات الساخنة - 25 أغسطس، 2025
- فتح باب الترشح لانتخابات مجلس النواب 13 سبتمبر - 25 أغسطس، 2025
- بيان حكومي جديد حول أزمة أرض الزمالك - 25 أغسطس، 2025