شهد اجتماع مجلس الوزراء أمس الأربعاء لأول مرة تحرك وإعلان رسمي حول مادة الذكاء الاصطناعي وتوجيه رئيس الجمهورية في شهر مايو الماضي الى رئيس الوزراء ووزير الصحة حول هذا الملف بضرورة وجود مادة الزامية للذكاء الاصطناعي واستغلال أمكانيات الـ AI في المجال الطبي.

خلال الاجتماع الذي شارك فيه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، تم عرض تصور إدخال موضوع الذكاء الاصطناعي في التعليم، كأحد توجهات الدولة المصرية.

وأعلن الوزير أنه تم التوافق مع أكبر منصة تعليمية متخصصة في هذا المجال في اليابان، حيث سيتم عمل توأمة بحيث إدراج مادة الذكاء الاصطناعي اعتبارا من الصف الأول الثانوي للعام الدراسي القادم، لتدرس للطلبة، دون أن يتم احتسابها في المجموع، موضحا أن هذه الخطوة تؤهل الطالب وفقا لمعايير المؤسسة اليابانية لاكتساب مهارات العمل في هذا المجال من خلال شهادة مؤهلة، وهي خطوة مهمة جدا تقوم بها الدولة المصرية في إطار مواكبة المستجدات في المجال التكنولوجي.

رئيس الوزراء والاستجابة لـ “تحيا مصر”
وهنا لابد أن نشكر رئيس مجلس الوزراء على التحرك الرسمي والسريع حول ملف الذكاء الاصطناعي وتوجيهات الرئيس والرد على مطلبنا عبر مقالنا المنشور بموقع “تحيا مصر” السبت 16 أغسطس والموجه الى رئيس الوزراء تحت عنوان ” تعليمات الرئيس.. ومادة الذكاء الاصطناعي بالمدارس والجامعات 2025/2026 ” والذي يتسأل عن أين الخريطة الدراسية للعام الجديد وتنفيذ توجيهات وتعليمات رئيس الجمهورية حول مادة الذكاء الاصطناعي.

تصريحات وزير التربية والتعليم وملف الذكاء الاصطناعي
أولا: تصريح الوزير في 30 أكتوبر 2024 
ما اعلنه وزير التربية والتعليم في اجتماع مجلس الوزراء أمس الأربعاء ليس بجديد وسبق واعلنه في الندوة التي نظمتها الهيئة الوطنية للصحافة لمناقشة سبل النهوض بالمنظومة التعليمية في 30 أكتوبر 2024 حيث أعلن الوزير أن الذكاء الاصطناعي والبرمجة ستصبح مادة أساسية يدرسها طلاب الصف الأول الثانوي بداية من العام الدراسي المقبل حتى يمتلك مهارات مبادئ البرمجة عند تخرجه من المدارس المصرية.

ثانيا: تصريح الوزير في المنتدى العربي السنوي الأول للذكاء الاصطناعي
وفى نفس اليوم الذي صرح فيه الوزير بما قاله بمجلس الوزراء تحدث عن أشياء اخري في فعاليات المنتدى العربي السنوي الأول للذكاء الاصطناعي، والذي عقد برعاية الدكتور أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ، وأوضح الوزير أن الوزارة قامت بإعداد مصفوفة المعايير والمؤشرات الخاصة بمادة الذكاء الاصطناعي، لمرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي، كما تم دمج مناهج تقنية الذكاء الاصطناعي، في بعض الصفوف الدراسية بمرحلة التعليم الأساسي، اعتبارًا من العام الدراسي (۲۰۲٦/٢٠٢٥) مع التأكيد على الاستمرار في تدريس مادة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمرحلة الإعدادية والثانوية، على اعتبار أن علوم الذكاء الاصطناعي هو أحد علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وهي التصريحات التي لم تعلن رسمياً عبر البيان الإعلامي لمجلس الوزراء والذي أكدت أن مادة الذكاء الاصطناعي ستكون للصف الأول الثانوي فقط ! وهو عكس تصريحات الوزير بانها ستكون مادة فعاله بالمرحلة الإعدادية والثانوية بالإضافة لبعض الصفوف الدراسية بمرحلة التعليم الأساسي وهو أيضا لم يذكر في اجتماع مجلس الوزراء طبقا للبيان الإعلامي!؟

ثالثاً تصريح الوزير عن أعداد المعلمين
أعلن الوزير ايضاً خلال المنتدي العربي السنوي أن الوزارة تقوم جنبا إلى جنب بإعداد المعلمين والخبراء المتخصصين في البرمجة؛ حيث أنهم الأساس في تطوير العملية التعليمية، مشيرًا إلى أنه تم العمل على إعداد وتجهيز البنية التحتية التكنولوجية المتمثلة في معامل التطوير التكنولوجي؛ لتدريس مناهج الذكاء الاصطناعي.

وهنا لم يذكر الوزير مع هي الاليات التي تم استخدامها في التجهيز اللوجستي للمدارس والمعامل وما هي الاليات التي تم اختيار واعداد المعلمين المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي وهي أيضا التصريحات التي لم تذكر رسميا في اجتماع مجلس الوزراء طبقاً للبيان الإعلامي لمجلس الوزراء!؟

ومن هنا نحق لنا ان نتسأل الأتي:
• أين هي الحقيقية والتفاصيل في تصريحات وزير التربية والتعليم المختلفة من بيان مجلس الوزراء الى تصريحاته في المنتدي العربي؟ هل الذكاء الاصطناعي في كل المراحل التعليمية كما قال في المنتدي العربي؟ ام في الصف الأول الثانوي كما قال في بيان مجلس الوزراء ؟
• أين كتاب مادة الذكاء الاصطناعي ومن هم المسئولين عن المادة النظرية وآليات التدريب العملي؟
• من هما الخبراء والدكاترة والباحثين الذين أشرفوا على وضع المادة النظرية والعلمية لمادة الذكاء الاصطناعي؟
• أين الخطة الدراسية وآليات تدريس مادة الذكاء الاصطناعي؟
• ما هي تفاصيل التجهيز اللوجستي للمدارس لتأهيلها لتدريس مادة الذكاء الاصطناعي؟
• كيف تم اختيار الكوادر التي ستقوم بتدريس مادة الذكاء الاصطناعي؟
• ما هي الخطة التدريبية الذي خضع لها هذه الكوادر قبل بداية العام الدراسي الجديد ومن المشرف عليها؟
• لماذا لم يتم الانتباه لمرحلة رياض الأطفال بشكل واضح ضمن الخطة الدراسية للذكاء الاصطناعي وتدريسها وهم المستقبل للتوعية بمميزات ومخاطر الذكاء الاصطناعي على هذه الفئة التي تستخدم يوميا الألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي التي تحكمها أدوات الذكاء الاصطناعي؟
• أين دور المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي حول ملف تدريس مادة الذكاء الاصطناعي وتفعيل تعليمات الرئيس ضمن الاستراتيجية الوطني للذكاء الاصطناعي 2025 – 2030 !

وبعد أن تحرك مجلس الوزراء حول هذا الملف هو تحرك إيجابي ولكن يجب ان تكون كل تفاصيلها واضحة معلنه وبخطة واستراتيجية فعالة وليس كلام نظري واعلامي وهو ما اكد عليه الرئيس الأسبوع الماضي خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بوضع استراتيجيات واضحة وقابلة للتنفيذ لتطبيق الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على البحث والتطوير والتدريب، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وتعظيم الاستفادة منها.

أخيرا مصر تمتلك رؤية حقيقية من قبل رئيس الجمهورية حول ملف الذكاء الاصطناعي ولدي الدولة المصرية استراتيجية متكاملة للذكاء الاصطناعي 2025 – 2030 أصدرها المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي يتبقي فقط التنفيذ الجيد والفعال من أجل مصر التي نريدها أفضل وأجمل وارقي.

د. محمد كمال
باحث في مجال الذكاء الاصطناعي