ترمب ومودي يتفقان على الحوار سعياً لحل المأزق التجاري

تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالحديث معاً واستئناف المفاوضات التجارية، ما يؤشر إلى إنفراجة محتملة بعد أسابيع من خلافات حادة حول الرسوم الجمركية وشراء النفط الروسي.
قال ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الثلاثاء “يسعدني أن أعلن أن الهند والولايات المتحدة الأميركية تواصلان المفاوضات لمعالجة الحواجز التجارية بين بلدينا. أتطلع للتحدث مع صديقي العزيز رئيس الوزراء مودي، خلال الأسابيع المقبلة. وأنا واثق تماماً من أننا سنتوصل بسهولة إلى خاتمة ناجحة تخدم بلدينا العظيمين”.
و ردّ مودي بعد وقت قصير عبر منشور على منصة “إكس”، مشيراً إلى تطلعه للتحدث مع ترمب، مشدداً على أن الولايات المتحدة والهند “صديقان مقرّبان وشريكان طبيعيان”. وقال “أثق أن مفاوضاتنا التجارية ستفتح المجال أمام إطلاق الإمكانات غير المحدودة للشراكة بين الهند والولايات المتحدة”، مضيفاً “فرقنا تعمل على إتمام هذه المناقشات في أقرب وقت ممكن”.
فرض رسوم أوروبية على الهند
جاء أداء الأسواق الهندية متحفظاً، حيث تراجعت الروبية بنسبة 0.1% إلى 88.15 مقابل الدولار عند الساعة 9:40 صباحاً بالتوقيت المحلي، فيما ظل العائد على السندات لأجل عشر سنوات مستقراً عند 6.49%، في حين ارتفع مؤشر “بي إس إي سينسيكس” بنسبة 0.5%.
وتأتي تصريحات ترمب الإيجابية عن العلاقات بين واشنطن ونيودلهي في وقت يواصل الضغط على قادة الاتحاد الأوروبي للانضمام إليه في فرض رسوم جمركية إضافية على الهند والصين، لمعاقبتهما على شراء الطاقة الروسية.
وكان أشخاص مطلعون أفادوا أن ترمب أبلغ مسؤولي الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع عُقد صباح الثلاثاء أنه مستعد للانضمام إليهم إذا ما فرضوا رسوماً جمركية شاملة على الهند والصين، في إطار مسعى لزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للانخراط في محادثات وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وأشار أحد الأشخاص إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لمطابقة أي رسوم يفرضها الأوروبيون على أي من البلدين.
غير أن هذه الخطوة تهدد بمزيد من التعقيد في مساعي حلّ خلاف ترمب التجاري مع ونيودلهي الذي تفاقم الشهر الماضي بعدما ضاعفت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على كثير من السلع الهندية لتصل إلى 50%، على خلفية مشتريات الهند من النفط الروسي.
بدا أن ترمب يلين موقفه تجاه الهند الأسبوع الماضي، حين قال إنه “لا داعي للقلق” فيما يخص العلاقات الثنائية. لكن مسؤولين في نيودلهي تعاملوا مع هذه التصريحات بحذر، وقالوا إنهم يترقبون مزيداً من الإشارات من البيت الأبيض.
شراكة الهند وأميركا
قالت ترينه نغوين، كبيرة الاقتصاديين في “ناتيكسيس” (Natixis) “تُعَدّ الولايات المتحدة السوق الأكبر لصادرات الهند بفارق شاسع، وتتجاوز قيمة الصادرات الهندية إليها كلّ قيمة الشحنات الهندية إلى دول مجموعة بريكس مجتمعة. بالتالي، واشنطن ونيودلهي شريكان تجاريان طبيعيان بفضل تكامل ميزاتهما التنافسية، ما يمنح كلاً من مودي وترمب دوافع قوية لإصلاح العلاقات”.
ورغم أن الهند كانت من أوائل الدول التي بادرت إلى فتح محادثات تجارية مع إدارة ترمب، فإن فرض رسوم مرتفعة على صادراتها جاء بمثابة صدمة لمسؤولي نيودلهي. في المقابل، أعرب مسؤولون أميركيون عن استيائهم من الرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها الهند على الواردات، فضلاً عن الحواجز غير الجمركية الأخرى.
وكان ترمب فرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات الهند، قبل أن يضاعفها لاحقاً بسبب استمرار نيودلهي في شراء الطاقة الروسية. وانتقدت الهند هذه الخطوة، مؤكدة أنها ستواصل شراء النفط الروسي ما دام مجدياً اقتصادياً. وتُعَدّ نيودلهي أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحراً، إذ ساعدتها البراميل مخفَّضة السعر على كبح فاتورة الواردات، كونها ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وتأتي المؤشرات الإيجابية الصادرة عن ترمب ومودي بعد أسبوع فقط من زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى الصين، حيث عقد محادثات مع بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ. وكان الرئيس الأميركي قد وجّه انتقادات لذلك الاجتماع، معتبراً أنه “خسارة” لصالح الصين.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج