محادثات أميركية صينية رفيعة المستوى تمهيداً للقاء ترمب وشي

عقدت الصين والولايات المتحدة سلسلة من المحادثات رفيعة المستوى أجراها وزيرا الدفاع والخارجية في البلدين، في خطوة تمهّد الطريق للقاء محتمل بين الرئيسين الصيني شي جين بينغ والأميركي دونالد ترمب.
في اتصال هاتفي جرى الثلاثاء، أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث لنظيره الصيني أن واشنطن لا تسعى إلى صراع مع بكين ولا تستهدف تغيير نظام الحكم، بحسب بيان صادر عن البنتاغون. من جهته، دعا الأدميرال دونغ جون، في أول محادثة له مع هيغسيث، إلى إقامة علاقة مستقرة ومنفتحة بين البلدين، محذراً في الوقت نفسه من أن أي محاولة لدعم استقلال تايوان مصيرها الفشل، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع الصينية.
وبعد ساعات، أجرى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي سبق أن فرضت بكين عليه عقوبات مرتين قبل تولّيه منصبه اتصالاً بنظيره الصيني وانغ يي، شدد خلاله على أهمية “الحوار المنفتح والبنّاء حول مختلف القضايا الثنائية”، وفق ما ورد في البيان الأميركي.
محادثات أميركية صينية
استحضر كبير الدبلوماسيين الصينيين التاريخ قائلاً إن البلدين النوويين “حاربا جنباً إلى جنب خلال الحرب العالمية الثانية”، داعياً إلى العمل معاً من أجل ترسيخ السلام العالمي. وجاءت تصريحاته بعد أيام من عرض عسكري أقامته بكين إحياءً لذكرى نهاية الحرب، كشفت خلاله عن صواريخ بعيدة المدى قادرة على بلوغ الأراضي الأميركية، وذلك في مناسبة استضاف خلالها الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والكوري الشمالي كيم جونغ أون، وكلاهما يخضع لعقوبات أميركية.
اقرأ أيضاً: مستشار صيني: الوقت ينفد للإعداد لاجتماع بين شي وترمب
وأكد وانغ على أهمية “الدبلوماسية على مستوى رأس الدولة” من أجل إدارة الخلافات بين البلدين، وحث واشنطن على “توخي الحذر” في تعاملها مع ملف تايوان، الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتُعدّها الصين جزءاً من أراضيها. من جانبها، وصف الجانب الأميركي المحادثات التي أجراها الوزيران بـ”الصريحة والبنّاءة”، وأكد التزامه بمواصلة التنسيق والتواصل بين وزيري الدفاع.
وتأتي هذه المحادثات في مرحلة دقيقة من العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم، وسط هدنة تجارية مدتها 90 يوماً تأجلت خلالها زيادات الرسوم الجمركية حتى مطلع نوفمبر. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، لم يلتقِ الرئيس دونالد ترمب بنظيره الصيني شي جين بينغ وجهاً لوجه، رغم أن الأخير وجّه له دعوة رسمية لزيارة بكين خلال اتصال هاتفي في يونيو، في محاولة لاحتواء الخلافات التجارية المتصاعدة.
لقاء شي وترمب لم يُحسم بعد
من المرتقب أن يشارك الرئيسان في قمة تُعقد في كوريا الجنوبية الشهر المقبل، ما يشكّل فرصة محتملة لعقد لقاء بينهما. إلا أن إبلاغ ترمب مسؤولين أوروبيين هذا الأسبوع أنه مستعد لفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على الصين بسبب دعمها لروسيا، قد تُقوّض فرص عقد مثل هذه المحادثات على مستوى الرئيسيين الضرورية من أجل التوصّل لاتفاق تجاري أوسع.
وخلال الاتصال الأخير، تناول روبيو ملفات إقليمية ودولية، استكمالاً لأول لقاء جمعه بوانغ في يوليو الماضي في كوالالمبور، حيث أشار حينها إلى إمكانية عقد قمة بين الزعيمين. ومع ذلك، لم تتضمّن البيانات الرسمية الصادرة عن الجانبين في هذه الجولة أي إشارة إلى اجتماع محتمل على مستوى القادة.
تحدث وزيرا الدفاع عبر رابط الفيديو، وهما لم يلتقيا شخصياً بعد. وكان الأدميرال دونغ قد غاب عن منتدى أمني رفيع المستوى في سنغافورة هذا العام، ما فوّت فرصة أول لقاء وجهاً لوجه مع نظيره الأميركي. وكان هيغسيث دعا خلال منتدى “شانغري-لا” حلفاء بلاده إلى تعزيز الإنفاق الدفاعي لمواجهة التهديدات الصينية، ما استدعى احتجاجاً رسمياً من وزارة الخارجية الصينية.
خلافات بحر الصين الجنوبي
طمأن هيغسيث نظيره الصيني الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة لا تسعى إلى “خنق” الصين، مؤكداً في الوقت نفسه تركيز بلاده الاستراتيجي على المنطقة. وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، إن هيغسيث “نقل بشكل صريح أن للولايات المتحدة مصالح حيوية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي تُعدّ ساحة ذات أولوية، وستدافع عن تلك المصالح بحزم”.
من جانبه، دعا الأدميرال دونغ إلى الحفاظ على الاستقرار في بحر الصين الجنوبي، حيث تطالب الصين بالسيادة على أجزاء منه، ما أدى إلى توترات مع حلفاء واشنطن، من بينهم الفلبين. وقال إن الصين “تعارض بشدة أي أعمال تعدٍّ أو استفزاز من بعض الدول، وكذلك محاولات بعض القوى الخارجية لإثارة الاضطرابات”.
وفي مؤشر على استمرار قنوات التواصل، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية في تصريح منفصل لبلومبرغ إن الملحق العسكري الأميركي في بكين سيمثّل الوزارة الأسبوع المقبل في “منتدى شيانغشان”، وهو أبرز ملتقى أمني سنوي تنظّمه الصين.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج