الـ AI يعيد تشكيل إيرادات المواقع الإلكترونية وسوق الإعلانات

الـ AI يعيد تشكيل إيرادات المواقع الإلكترونية وسوق الإعلانات

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تقنية مساعدة، بل تحوّل، اليوم، إلى لاعب رئيس يعيد رسم ملامح صناعة الإعلام والإعلان الرقمي على مستوى العالم.

ومع الانتشار المتسارع للتقنيات الذكية، مثل المحركات التوليدية، وأنظمة التوصية، وأدوات تحليل البيانات، بدأت مواقع الإنترنت تواجه تحولات جذرية في مصادر دخلها وإستراتيجياتها الإعلانية.

تقليص حركة المرور

ومن أبرز التحديات التي فرضها الذكاء الاصطناعي على المواقع الإخبارية والترفيهية، انخفاض عدد الزيارات المباشرة. فقد أصبح المستخدمون يعتمدون، بشكل متزايد، على محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي، أو على روبوتات الدردشة، للحصول على إجابات فورية بدلًا من زيارة المواقع بشكل مباشر.

وهذا التحول يقلّل من فرص عرض الإعلانات التقليدية، ويؤثر سلبًا على الإيرادات التي تعتمد على عدد النقرات والمشاهدات.

استهداف إعلاني أكثر دقة

في المقابل، يقدم الذكاء الاصطناعي فرصًا ثمينة لشركات الإعلان الرقمي. فبفضل قدرته على تحليل كميات هائلة من البيانات، أصبح بإمكان المنصات تحديد اهتمامات وسلوكيات المستخدمين بدقة غير مسبوقة، هذا التطور أسهم برفع فاعلية الحملات الإعلانية، مما أتاح للشركات المعلنة تحقيق عائد أعلى مقابل استثمار أقل.

لكن هذه الدقة تأتي، أحيانًا، على حساب الناشرين، إذ تقل الحاجة إلى نشر الإعلانات على نطاق واسع عبر مواقع متعددة، وتتركز الميزانيات بشكل أكبر في المنصات الكبرى، مثل: “غوغل” و”ميتا”.

تراجع قوة الناشرين

تواجه المواقع الصغيرة والمتوسطة تحديًا مضاعفًا. فبينما تستفيد الشركات العملاقة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء وزيادة الإيرادات، يجد الناشرون المستقلون أنفسهم أمام تراجع حاد في حصتهم من السوق، إذ يفضّل المعلن، اليوم، الاستثمار في منصات تضمن له بيانات دقيقة وجمهورًا مستهدفًا، بدلًا من توزيع إعلاناته على مواقع متفرقة لا تقدّم نفس العائد أو الكفاءة.

أشكال إعلانية جديدة

إلى جانب التحديات، أسهم الذكاء الاصطناعي في ابتكار أشكال جديدة من الإعلانات، مثل الإعلانات التفاعلية والمحتوى المُخصص الذي يتكيف مع المستخدم لحظة بلحظة. هذه الابتكارات تفتح الباب أمام مصادر دخل جديدة يمكن للمواقع الاستفادة منها، بشرط الاستثمار في تطوير بنيتها الرقمية، والتكيف مع هذا الواقع المتغير.

أهمية التكامل

يرى خبراء أن الحل لا يكمن في مقاومة الذكاء الاصطناعي، بل في دمجه بذكاء داخل منظومات العمل. فالمواقع الإلكترونية قادرة على الاستفادة من هذه التكنولوجيا في تخصيص المحتوى، وتحسين تجربة المستخدم، وتقديم فرص إعلانية مبتكرة.

 وفي حال تمكنت من تحقيق توازن بين توظيف التكنولوجيا وحماية حقوق النشر، قد يتحول الذكاء الاصطناعي من تهديد إلى فرصة واعدة.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف