رواية “عزازيل”.. هل تورط يوسف زيدان في “السرقة الأدبية”؟

رواية “عزازيل”.. هل تورط يوسف زيدان في “السرقة الأدبية”؟

تعد رواية “عزازيل” للكاتب المصري البارز والباحث التاريخي المعروف يوسف زيدان واحدة من أشهر الأعمال الأدبية على الساحة العربية في السنوات الأخيرة.

وتصدرت قوائم “الأكثر مبيعاً” وحصدت “الجائزة العالمية للرواية العربية – البوكر”العام 2009، كما حصدت كذلك جائزة “أنوبي” البريطانية لأفضل رواية مترجمة إلى الإنجليزية 2012.

ومنذ صدورها، العام 2008، عن دار “الشروق” بالقاهرة، لم يتوقف الجدل بشأن مدى مصداقية وأصالة العمل في ظل اتهام قوي لمؤلفها يوسف زيدان بالتورط في “السرقة الأدبية” ونقل العمل عن رواية “هيباتيا – أو أعداء جدد بوجه قديم” للكاتب البريطاني تشارلز كينغسلي الصادرة العام 1853.

وبهذا الصدد، أصدر الناقد والباحث الأكاديمي المصري الدكتور عبد الكريم الحجراوي دراسة ذهب فيها إلى “وجود قواسم مشتركة وأوجه تشابه قوية بين العملين”، مؤكدًا أن “الأمر لم يصل إلى حد السرقة الأدبية كجريمة إبداعية تتضمن سطواً كاملاً على أفكار وأسلوب الآخرين”.

وبيّن أنه من أبرز أوجه التشابه الشكلية، أن كلا العملين يتكون من 30 فصلاً، حمل كل منها عنواناً مستقلاً،  أما على مستوى الحبكة الدرامية، فيتلاقى بطلا الروايتين، “فيلامون” و”هيبا”، في كونهما راهبين من صعيد مصر يعيشان في القرن الخامس الميلادي.

ويسعى كل منهما إلى اكتشاف العالم عبر الإقامة في مدينة الإسكندرية، التي كانت عاصمة عالمية للمعرفة والفلسفة وتموج بصراعات عنيفة على خلفيات فكرية وطائفية، حيث يجد البطلان نفسيهما أمام خيارات حادة، إما الانخراط في دعوات العنف التي يطلقها بعض المتطرفين أو التمسك بالقيم السمحة التي تربّيا عليها.

فيما تختلف الخلفية العرقية بين بطلي الروايتين، حيث إن “فيلامون” يوناني يجهل أصله، إذ بيع صغيراً مع أخته “بلاجيا” التي استقرت في الإسكندرية،  أما “هيبا”، فهو مصري قُتل والده ونشأ في كنف عمه، وتلقى علومه الفلسفية في مدينة أخميم بجنوب مصر قبل أن يرحل إلى الإسكندرية ليدرس الطب.

 ويكمن جوهر الاختلاف بين العملين، بحسب الحجراوي، في طبيعة كل عمل، فرواية كنغسلي كُتبت بروح غربية، غارقة في الأساطير اليونانية، أما “عزازيل” فجاءت ابنة واقعها الشرقي، بطلها مصري من الجنوب، لا يوناني، يرى الإسكندرية بعين الداخل، شخصية مولعة بتعلّم اللغات المشرقية كالسريانية، ومهتم بدراسة الطب.

ويشبه بطل “عزازيل” في تلك الجزئية يوسف زيدان نفسه، الذي ترك بصمة قوية عبر تحقيقاته ودراساته في تراث الأطباء مثل غالينوس وأبقراط وابن النفيس وابن سينا، فضلاً عن إبداعاته الروائية ذات البعد التاريخي الإسلامي، حتى أصبح حضور الطب والأطباء ملمحاً أصيلاً في تجربته البحثية والإبداعية.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف