4 عوامل تدفع سوق السيارات الجديدة في المغرب نحو رقم قياسي

تشهد سوق السيارات الجديدة في المغرب نمواً شهرياً برقمين عشريين منذ بداية العام، ما يُؤهلها لتحقيق رقم قياسي جديد، ويدعم ذلك عدة عوامل أبرزها النمو الاقتصادي وانخفاض أسعار الفائدة وانتعاش الطلب، إضافة إلى الأداء الاستثنائي لقطاع السياحة.
سجلت مبيعات السيارات الجديدة في المملكة بنهاية أغسطس الماضي 146590 سيارة ارتفاعاً بنسبة 35% على أساس سنوي، مدعومةً بزيادة مبيعات أغلب العلامات التجارية التقليدية، إضافة إلى دخول عدة علامات تجارية صينية إلى السوق.
حققت هذه السوق العام الماضي رقماً قياسياً من المبيعات بنحو 176401 سيارة، بزيادة بنحو 9.2% على أساس سنوي، بحسب بيانات جمعية مستوردي السيارات في المغرب، وذلك بعد فترة ركود سجلتها بعد جائحة كوفيد.
أربع عوامل داعمة
يرى عصام الشرايبي، مؤسس منصة “واندالو.كوم” (Wandaloo.com) المتخصصة في إعلانات السيارات الجديدة والمستعملة، أن العامل الأبرز وراء النمو الاستثنائي هو الاستقرار الاقتصادي لعدة سنوات. سجل اقتصاد المغرب نمواً بنسبة 4.8% في الربع الأول من العام الجاري، في أفضل أداء فصلي منذ الربع الأخير من عام 2021، وتتوقع الحكومة هذا النمو نمواً بنسبة 4.6%.
العامل الثاني يتمثل في انخفاض أسعار الفائدة والتحكم النسبي في التضخم، مقارنةً بدول أخرى في المنطقة، بحسب الشرايبي في حديث لـ”الشرق”.
أبقى بنك المغرب المركزي سعر الفائدة في آخر اجتماع في يونيو عند 2.25% ويتوقع أن يجتمع الثلاثاء المقبل لاتخاذ قرار جديد، وقد نجحت البلاد في كبح التضخم إلى أقل من المستهدف 2% حيث سجلت اسعار المستهلكين في شهر يوليو الماضي ارتفاعاً بنسبة 0.5% أساس سنوي، مقابل أعلى وتيرة مسجلة هذا العام في فبراير بنحو 2.6% على أساس سنوي.
كما ساهم تأجيل قرارات العملاء لخطط الشراء من 2020 إلى العامين الحاليين إلى الدفع بنمو سوق السيارات الجديدة، حيث أشار الشرايبي إلى أن طلب المستهلكين شهد انتعاشاً منذ العام الماضي بعد فترة فتور. أضف إلى ذلك النمو الذي يشهده قطاع تأجير السيارات ويعود ذلك إلى زيادة عدد السياح، والذي يتوقع أن يزداد مع استضافة البلاد لفعاليات رياضية عديدة، على رأسها كأس العالم 2030.
اقرأ أيضاً: كيف يستعد المغرب لكأس العالم 2030؟
استقبل المغرب حتى نهاية شهر أغسطس 13.5 مليون سائح، بزيادة قدرها 15% مقارنة بسنة 2024، بحسب بيانات وزارة السياحة. وتأتي هذه الأرقام بعدما صُنفت المملكة العام الماضي الوجهة السياحية الأولى في القارة بعد استقطاب 17.4 مليون سائح، وتستهدف المملكة رفع الرقم إلى 26 مليون سائح بحلول نهاية العقد.
اقرأ أيضاً: المغرب يتجاوز مصر ليصبح الوجهة الأكثر زيارة في أفريقيا
ارتفاع الأسعار ومنافسة الصين
على مستوى الأسعار فقد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً منذ 2020. قال الشرايبي إن أسعار السيارات الجديدة شهدت ارتفاعاً، إذ يُمكن تقدير هذه الزيادة بحوالي 20-25% للعلامات التجارية الرئيسية (رينو، بيجو، هيونداي) و30-35% للعلامات الفاخرة (أودي، بي إم دبليو، مرسيدس). أرجع ذلك إلى التضخم العالمي بشكل عام، وأزمة أشباه الموصلات بعد جائحة كوفيد، والتطورات التكنولوجية في أنظمة سلامة المركبات ومساعدة السائق، من العوامل التي أدت إلى هذه الزيادة.
شهدت السوق المغربية خلال في السنوات القليلة الماضية دخول علامات تجارية صينية عديدة منافسة العلامات الأوروبية التي ظلت مستحوذة على حصة كبيرة من السوق. ويقدر عدد العلامات الصينية الجديدة بنحو 15 علامة تجارية، وتتراوح حصتها السوقية بين 6% و8% بحسب الشرايبي، ومن المتوقع أن تتوسع مستقبلًا.
رغم تواضع هذه الحصة السوقية للعلامات الصينية نسبياً، إلا أنها ساهمت في نمو السوق خلال العامين الماضيين. قفزت أرباح شركة “أوطو نجمة” الموزعة الحصرية لعلامات “مرسيديس” الألمانية و”بي واي دي” الصينية في النصف الأول من العام بنسبة 75% على أساس سنوي إلى 140 مليون درهم (15.5 مليون دولار)، مدعومةً بمبيعات طرازات العلامة الصينية، وفقاً لإفصاح للشركة على موقع البورصة.
باعت الشركة حوالي 3329 سيارة جديدة في النصف الأول بزيادة 70% على أساس سنوي، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن الشركة.
اقرأ أيضاً: مبيعات السيارات في المغرب عام 2024 تعود لمستوى ما قبل كورونا رغم ارتفاع الأسعار
ولا تزال العلامات الفرنسية “رينو” و”بوجو” تتربع على رأس مبيعات السيارات الجديدة في المغرب، وتحتضن البلاد مصنعين لشركتي “رينو” و”ستلاينتس” بقدرة إنتاجية تناهز مليون سيارة سنوياً ويوجه أغلب الإنتاج نحو السوق الأوروبية.
شركة “أوطو هول”، الموزعة لعدة علامات صينية مثل “شيري” وفوتون” و”دي إي إس كي” إضافة إلى “فورد” و”نيسان”، سجلت هي الأخرى ارتفاعاً في مبيعاتها من السيارات الجديدة في الأشهر الستة الأولى 23% إلى 9414 سيارة، بزيادة 14% على أساس سنوي وذاك ذلك مدفوعاً بالعلامات الآسيوية وفق بيان النتائج المالية للشركة. تجاوز إيراداتها 10 مليارات درهم (1.1 مليار دولار) في النصف الأول.
وفقاً للعديد من خبراء السوق، من المتوقع بيع ما يقارب 230 ألف وحدة بحلول نهاية العام الجاري، أي بزيادة قدرها 30% مقارنةً بالعام الماضي.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج