صُناع الأفلام في العراق يخططون لحقبة سينمائية جديدة

يشهد العراق حالياً حراكاً سينمائياً لافتاً عبر مشاريع حكومية وخاصة تستهدف بدء حقبة سينمائية جديدة، تضع البلاد على خريطة السينما العربية والعالمية الغائبة عن الفن السابع لحد كبير.
وانطلقت في بغداد، فعاليات مهرجان بغداد السينمائي الدولي، وقد تضمن مبادرات وخططا تتعلق بصناعة السينما في الفترة المقبلة، بينما يواصل السينمائيون العراقيون تجارب خاصة بعضها لافت.
ويمتلك العراق تاريخا سينمائيا قديما يعود لبداية القرن الماضي، حيث افتتحت دور العرض وقدمت الأفلام الصامتة. وفي حقبة الأربعينيات كانت هناك أفلام عراقية تعرض للجمهور، لتصل إلى مستوى متقدم فيما بعد عبر أفلام طويلة بينها “الظامئون” في بداية السبعينيات.
لكن منذ نحو 25 عاماً، عانت السينما العراقية من غياب الإنتاج المتواصل والغزير للأفلام، بفعل الظروف التي مرّت بها البلاد من حروب وأزمات اقتصادية وأمنية، غير أن جيلاً جديداً يبدو متحمساً لكسر ذلك الجمود.
وقرر منظمو مهرجان بغداد السينمائي في نسخته الثانية، إطلاق مبادرة “أيام بغداد لصناعة السينما” ضمن فعاليات المهرجان، والتي ستبدأ غداً الأربعاء وعلى مدى أربعة أيام.
وتستهدف المبادرة، دعم وتطوير صناعة سينمائية عراقية مستدامة، قادرة على المنافسة إقليميا ودوليا، عبر منصة مهنية وخطة استراتيجية تهدف إلى خلق بيئة احترافية متكاملة وفق مديرها المخرج العراقي “وارث كويش”.
وقال كويش على هامش المهرجان إن فعالية “أيام بغداد لصناعة السينما” تربط المشاريع السينمائية العراقية بفرص التمويل والإنتاج المشترك والتوزيع، ضمن برنامج متنوع يشمل سوق المشاريع للأفلام الطويلة والقصيرة في مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج.

كما يشمل البرنامج، جلسات تقديم أمام لجان من المنتجين والخبراء وورش عمل احترافية في كتابة السيناريو، التسويق السينمائي، ودخول الأسواق الدولية وجلسات “ماستر كلاس” يقدمها صناع أفلام بارزون.
وأوضح مدير الفعالية، أن البرنامج يتضمن أيضاً لقاءات ثنائية مباشرة بين صناع المشاريع والمنتجين والمستثمرين وجوائز تطوير ومنح إنتاج مقدمة من مؤسسات وشركات راعية.
وتتزامن تلك المبادرة مع إنتاجات سينمائية عراقية خاصة، حقق بعضها النجاح وثناء النقاد، وكشفت عن جيل جديد من السينمائيين العراقيين الذي صنعوا بمشاركة المخضرمين أعمالهم السينمائية الجديدة.
ومن بين تلك الأعمال، ما سيعرض في مهرجان بغداد السينمائي الحالي، مثل “ندم” للمخرج ريكا برزنجي و”أناشيد آدم” للمخرج عدي رشيد بجانب ثلاثة أفلام ستعرض للمرة الأولى في المهرجان، وهي: “ابن آشور” للمخرج فرانك كلبرت، و”القناني المسحورة” للمخرج أنس الموسوي، و”جريرة” للمخرج عمار الحمادي.
ويقول القائمون على مهرجان بغداد السينمائي، إن فعالية “أيام بغداد لصناعة السينما” تمثل ركيزة محورية في برنامج المهرجان، ومبادرة مستمرة تتجاوز حدود الفعالية لتشكل مشروعا استراتيجيا طويل الأمد.
وقال حكمت البيضاني، مدير المهرجان، إن أيام المهرجان السبعة لن تقتصر على العروض السينمائية، بل ستتضمن ورشا تدريبية وتطويرية للسينمائيين العراقيين، يقدمها نخبة من نجوم وصُناع الفن العربي، بهدف دعم المواهب الشابة وتطوير قدراتهم الفنية والإخراجية.
وأضاف البيضاني على هامش المهرجان، أن فعالية “أيام بغداد لصناعة السينما” ستشهد اختيار 10 مشاريع أفلام عراقية طويلة في مرحلة التطوير ومرحلة ما بعد الإنتاج، واختيار 10 مشاريع أفلام عراقية قصيرة في مرحلة التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج عبر مبادرة دعم السينما”.
ومن اللافت أن افتتاح مهرجان بغداد السينمائي بدأ بعرض الفيلم العراقي “سعيد أفندي” الذي أنتج قبل 70 عاماً بعد ترميمه الفني، في إشارة رمزية لامتلاك العراق تاريخاً سينمائياً لافتاً يستند عليه في مشروعه السينمائي المستقبلي الطموح.
مهرجان بغداد السينمائي الدولي
يشهد المهرجان في نسخته الثانية مشاركة سينمائية عربية واسعة من كل من السعودية والكويت وتونس ومصر ولبنان والأردن وسورية والمغرب، وأفلام روائية طويلة وقصيرة ووثائقية إضافة إلى أفلام الرسوم المتحركة “الأنميشن”.
وتشارك تونس في المهرجان بصفة ضيف شرف المهرجان، حيث يتم تسليط الضوء على تجربتها السينمائية، من خلال الأفلام المشاركة والفعاليات المصاحبة.
ويضم المهرجان أربع مسابقات رئيسة، تشمل 16 فيلما لمسابقة الفيلم الروائي الطويل، و25 فيلما لمسابقة الفيلم الروائي القصير، و20 فيلما لمسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة، و10 أفلام لمسابقة أفلام (الأنميشن).
نقلاً عن: إرم نيوز