ثعبان الموت ينجو من سمعته السيئة.. كيف أصبح أداة لمراقبة التلوث؟

تمامًا كما استخدم عمال المناجم في القرن العشرين طيور الكناري لاكتشاف الغازات السامة، يعتقد العلماء الآن أن ثعبان المامبا الأسود، أحد أخطر الثعابين في العالم، قد يؤدي دورًا مشابهًا في مراقبة البيئة.
ووفقًا لدراسة جديدة من جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا، يمكن أن تكون ثعابين المامبا السوداء مؤشرات حيوية على التلوث بالمعادن الثقيلة. فقد أظهرت دراسة أجريت على ثعابين تم اصطيادها في مدينة ديربان أن قشور الثعبان تحتوي على آثار من معادن سامة. وتنتقل هذه المعادن إلى جسم الثعبان عندما يتغذى على فرائس كالقوارض والطيور التي سبق لها التعرض لتلوث بيئي.
وشرح البروفيسور غراهام ألكساندر، أخصائي الزواحف، أن وجود مستويات مرتفعة من المعادن الثقيلة في أنسجة الثعبان يعد مؤشرًا قويًا على وجود تهديد بيئي في المنطقة المحلية.
وبسبب تغير المناخ وتزايد النفايات في المناطق الحضرية، أصبحت المامبا السوداء تدخل الأحياء السكنية، حيث تجذبها القوارض التي تبحث عن الطعام بين القمامة. ورغم سمعتها المخيفة، فإن المامبا السوداء تميل إلى الانعزال وعدم العدوانية بطبعها، وتؤدي دورًا بيئيًا مهمًا في مكافحة الآفات. كما أنها تفضل البقاء في نفس الموقع طوال حياتها، مما يجعلها مثالية لمراقبة التغيرات البيئية على المدى الطويل.
ورغم أن لدغتها قاتلة خلال 20 دقيقة وسرعتها قد تصل إلى 20 كم/ساعة، فإنها نادراً ما تهاجم الإنسان إن تُركت وشأنها. ويدعو مؤلفو الدراسة إلى تغيير النظرة العامة تجاه هذا الكائن من الخوف إلى التقدير لقيمته البيئية.
وقال البروفيسور مارك همفريز، أحد المشاركين في الدراسة، إن هذه الطريقة آمنة لكل من الإنسان والثعبان، ويمكن استخدامها في مدن أفريقية عديدة حيث يتم بالفعل إعادة توطين الثعابين بعيدًا عن المنازل، مما يجعلها أداة فعالة لمراقبة مستويات التلوث الحضري.
نقلاً عن: إرم نيوز