“ضي”.. فيلم يثير “التعاطف الإنساني” ويخسر شباك التذاكر

راهن صناع الفيلم المصري الجديد “ضي” على عبارة “مفهوم جديد للفيلم التجاري” بمعنى طرح عمل سينمائي يحمل عمقا ورسالة وقضية، بحيث يكون قادرا على المشاركة في المهرجانات العالمية والعربية، كما يكون قادرا بالوقت نفسه على تحقيق زخم قوي من حيث الإيرادات والإقبال الجماهيري.
تحقق الهدف الأول، حيث شهدت الدورة الرابعة من مهرجان “البحر الأحمر السينمائي” العرض الأول للفيلم ، كما عُرض بمهرجان “برلين السينمائي الدولي” ضمن قسم “أجيال” في فبراير الماضي، فضلا عن حصده 4 جوائز بمهرجان “هوليوود للفيلم العربي”، ومشاركته في مهرجان “مالمو للسينما العربية”.
في المقابل، مني الفيلم بفشل واضح في تحقيق الهدف الثاني وهو صناعة فيلم جماهيري يحصد إيرادات كبرى في شباك التذاكر، حيث اكتفى بعد نحو أسبوعين من العرض بمحصلة تقدر بنحو 4 ملايين جنيه، وهو مبلغ متواضع للغاية تحققه في يوم واحد الأفلام الجماهيرية الكبرى.
ويراهن الفيلم على تعاطف المتفرجين مع بطل العمل المصاب بمرض “الألبينو” النادر أو ما يُعرف بـ “عدو الشمس”، أي عدم قدرة المريض على مواجهة الشمس نهائيًا أو التعرض إلى ضوئها بسبب حساسيته الشديدة لها، التي تصل إلى حد تهديد حياته نفسها.
وإمعانا في تعميق تلك الحالة من التعاطف، لجأ صناع الفيلم إلى أحد مصابي مرض “الألبينو” وهو الشاب “بدر محمد” ليلعب دور البطولة الرئيس في شريط سينمائي يناقش التداعيات النفسية والاجتماعية للمرض ويبعث برسالة توعوية لافتة في هذا السياق.
وشهد الفيلم الذي أخرجه كريم الشناوي، تأليف هيثم دبور، مشاركة لافتة لفنانين وإعلاميين تعاطفوا مع بطل الفيلم وتحمسوا للمشاركة كضيوف شرف ومنهم محمد منير، أحمد حلمي، محمد ممدوح، لميس الحديدي.
لكن في المقابل، افتقر العمل إلى عوامل الجذب الجماهيري في قاعات دور العرض السينمائي والتي تتركز عادة حول وجود نجوم من أصحاب الشعبية الطاغية أو ممثلين أقل شهرة لكنهم قادرون على صنع حالة من البهجة والفكاهة، والأهم وجود نص قوي وحبكة درامية تتميز بالإثارة والتشويق وتصاعد الأحداث المحملة بالمفاجآت.
ويروي الفيلم قصة الفتى “ضي” خلال 48 ساعة يسافر فيها عبر محافظات مصر المختلفة، منطلقا من بلدته بإقليم “النوبة” بأقصى جنوب البلاد ليحقق حلم حياته ويصبح معروفا مثل معشوقه الفنان محمد منير.
وتعرض “ضي” لتنمر ومضايقات زملائه بالمدرسة، فينكفئ على نفسه وهو يشعر بالأسى والمرارة، لكن مدرسته “صابرين”، التي لعبت دورها الفنانة السعودية أسيل عمران، تكتشف موهبته في الغناء، وتصمم على مشاركته في مسابقة كبرى للموهوبين غنائياً.
وفي البداية ترفض والدته الفكرة ، التي لعبت دورها الفنانة السودانية إسلام مبارك، إشفاقاً عليه، لكنها في النهاية توافق وتتطور الأحداث.
نقلاً عن: إرم نيوز