المعركة الأخيرة في صراع الأفضل.. هل ينجح رونالدو في مهمة ميسي السهلة؟

المعركة الأخيرة في صراع الأفضل.. هل ينجح رونالدو في مهمة ميسي السهلة؟

لعقود من الزمان، دار الصراع بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي داخل المستطيل الأخضر في أكبر ملاعب أوروبا وأعرق بطولاتها.

لكن مع انتقال الأسطورتين إلى مسارح عمليات جديدة في آسيا وأمريكا الشمالية، لم تنته المعركة، بل تطورت لتأخذ بعدًا جديدًا وأكثر تعقيدًا، معركة إثبات القوة التجارية والتأثير الشخصي، في اختبار قد يكون هو الأخير والحاسم في سباقهما نحو لقب “الأفضل في التاريخ”.

 

مهمة ميسي السهلة.. لماذا كانت أمريكا أرضًا خصبة؟

عندما حط ليونيل ميسي رحاله في الولايات المتحدة، أحدث زلزالًا إعلاميًا وتجاريًا يُعرف الآن بـ”تأثير ميسي”، لقد نجح في رفع قيمة الدوري الأمريكي وكأس الدوريات إلى مستويات غير مسبوقة من الاهتمام العالمي.

لكن عند تحليل الموقف بعمق، يمكن وصف مهمة ميسي بـ”السهلة نسبيًا”، لماذا؟ لأنه ببساطة لم يبدأ من الصفر. لقد كان بمثابة الوقود النووي الذي تم وضعه في صاروخ جاهز للانطلاق.

فالدوري الأمريكي هو المنتج الكروي الأول في سوق تجاري ضخم وجذاب بطبيعته، وبشراكة استراتيجية مع عملاق تكنولوجي مثل “آبل”، كانت كل أدوات النجاح العالمي متوفرة بالفعل. مهمة ميسي كانت تحويل منتج كبير إلى منتج ضخم وهو ما نجح فيه بامتياز.

 

 

تحدي رونالدو المستحيل.. رهان على الاسم لا البطولة

على الضفة الأخرى من العالم، يواجه كريستيانو رونالدو تحديًا من نوع مختلف تمامًا، مهمة “هرقلية” تجعل من مهمة ميسي تبدو كالنزهة.

رونالدو لا يشارك في البطولة الآسيوية الأهم والأكثر بريقًا، بل في “دوري أبطال آسيا 2″، وهي بطولة مستحدثة وتُعتبر “الدرجة الثانية” قاريًا، ولا تحظى بزخم إعلامي أو جماهيري كبير حتى داخل قارتها. 

هنا يكمن جوهر الاختبار الحقيقي والأصعب، رونالدو لا يطلب من العالم متابعة منتج جذاب بالفعل، بل يطلب منهم متابعة منتج جديد وغير معروف، والسبب الوحيد لهذه المتابعة هو “كريستيانو رونالدو” نفسه.

إنه رهان تاريخي على قوة علامته التجارية الشخصية. فالسؤال لم يعد “هل يستطيع رونالدو الفوز بالبطولة؟”، بل “هل جاذبيته كفيلة بخلق قيمة لبطولة من العدم؟”. هل سيجلس الملايين في أوروبا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا لمشاهدة مباراة للنصر في طاجيكستان أو أوزبكستان بنفس الشغف الذي تابعوا به الكلاسيكو؟ إنه أشبه بتحدٍ غير مسبوق، يقول فيه رونالدو للعالم: “أنا الحدث، أنا البطولة، أينما ذهبت يصبح الاهتمام عالميًا”.

 

 

الحكم الأخير.. معركة لا تُحسم بالأهداف

إذا نجح رونالدو في هذه المهمة المستحيلة، وحوّل بطولة “ثانوية” إلى حديث العالم، فإنه لن يضيف مجرد لقب إلى خزائنه، بل سيضيف دليلًا قاطعًا على تفوق جديد في صراعه مع ميسي. 

سيثبت أن تأثيره لا يعتمد على حجم المنصة التي يقف عليها، بل إن اسمه وحده هو المنصة، فبينما نجح ميسي في تلميع جوهرة كانت موجودة بالفعل، يحاول رونالدو تحويل حجر عادي إلى ألماسة تتهافت عليها أنظار العالم. إنها المعركة الأخيرة التي لا تُحسم بالأهداف، بل بأرقام المشاهدات والاهتمام العالمي، وقد يكون الفوز فيها هو الإرث الأعظم على الإطلاق.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف