“الأستاذ والزعيم”.. فؤاد المهندس يمنح عادل إمام “أسرار” النجومية

“الأستاذ والزعيم”.. فؤاد المهندس يمنح عادل إمام “أسرار” النجومية

رغم مرور 19 عاما على رحيله عام 2006، إلا أن هناك العديد من الجوانب في مسيرة أيقونة الكوميديا في الفن العربي فؤاد المهندس لا تزال غير مطروقة ولم تأخذ حقها من تسليط الضوء كما ينبغي، في تجربة الفنان الذي تحل ذكرى وفاته هذه الأيام.

ومن تلك الجوانب الدور العميق الذي لعبه المهندس في اكتشاف موهبة عادل إمام وتقديمه في تجاربه الأولى، فضلا عن منحه أسرار وقواعد النجومية التي سيطبقها “الزعيم” بحذافيرها لاحقا مثل: “الجدية الشديدة في العمل، وتقديس المواعيد، وامتلاك مشروع متكامل في عالم الفن، وعدم الغرور أو التراخي بمجرد تحقيق عمل، أو عملين، لنجاح جماهيري ساحق”. 

فؤاد المهندس وعادل إمام

حين كان المهندس يبحث عن ممثل يقدم شخصية “المحامي دسوقي أفندي” لمسرحية “أنا وهو وهي” التي لعب بطولتها مع زوجته الفنانة شويكار عام 1964، تقدم إليه 20 ممثلا مبتدئا، لكنه اختار من بينهم شابا نحيل القوام، شديد الخجل، لكن عينه تلمع ببريق الذكاء والموهبة هو عادل إمام.

ويصف فؤاد المهندس إمام بعبارة مؤثرة عاطفية للغاية وهي “تلميذي البكري” على غرار “الابن البكري”، مؤكدا أنه اختاره لهذا الدور؛ لأنه رأى فيه “موهبة من العيار الثقيل”، فيما يرد الثاني التحية بأحسن منها ويعترف بفضل الأول عليه قائلا: “أستاذ فؤاد صاحب فضل كبير، وهو أول نجم يكون صاحبي”.

وتعلم المهندس أصول الفن و”سر المهنة” وشروط النجاح على يد رائد المسرح والأب الروحي للكوميديا نجيب الريحاني، حين ذهب إليه وهو طالب بكلية التجارة في الأربعينيات ليطلب منه إخراج مسرحية للهواة يقدمها هو وعدد من زملائه من الطلبة الجامعيين، ثم توطدت العلاقة بينهما بقوة لاحقا. 

وأراد “الأستاذ”، وهو اللقب الشهير للمهندس، أن ينقل ما سبق أن تعلمه على يد أستاذته إلى الأجيال الجديدة التي كانت تتطلع إليه باعتباره “أسطورة” في عالم الكوميديا سواء عبر السينما أم المسرح، فساهم في اكتشاف وتقديم أسماء أخرى لمعت في المسرح الكوميدي مثل سناء يونس ومحمد أبو الحسن. 

ويشيد باحثون في السيرة الذاتية لفؤاد المهندس بأنه لم يسع كي يجعل من نجوم “الضحك الجدد” نسخة منه، أو يفرض عليهم أسلوبه الشخصي في الفكاهة والارتجال، بل كان يشجعهم على “التمرد عليه واكتشاف أسلوبهم وصوتهم الخاص”، مؤكدا أن “العالم لا يريد نسخا كربونية من تجارب السابقين مهما كانت ناجحة”، وهو ما استوعبه عادل إمام جيدا.

احتفلت الأوساط الفنية العام الماضي بمرور مئة عام على ميلاد فؤاد المهندس في 6 سبتمبر 1924 بحي “العباسية “بالقاهرة، والذي رحل في يوم  16 من الشهر نفسه، بعد أن تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها في الأداء الكوميدي الراقي الذي لا يعرف الإسفاف أو الترخص ويحمل رسائل اجتماعية وإنسانية، إلى جانب الضحك والترفيه. 

من أبرز أعماله المسرحية “سك على بناتك”، “سيدتي الجميلة”، “السكرتير الفني”، أما في السينما فقدم عشرات الأفلام الشهيرة منها “شنبو في المصيدة”، “أخطر رجل في العالم”، ” عائلة زيزي”، “ربع دستة أشرار”و”فيفا زلاطة”. 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف