أسهم التكنولوجيا الصينية تقفز بدعم من صعود الذكاء الاصطناعي

أسهم التكنولوجيا الصينية تقفز بدعم من صعود الذكاء الاصطناعي

واصلت أسهم شركات التكنولوجيا الصينية صعودها القوي يوم الأربعاء، مدفوعة بتجدد الرهانات على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما دفع مؤشراً رئيسياً إلى أعلى مستوى له منذ نحو أربع سنوات.

ارتفع مؤشر “هانغ سنغ للتكنولوجيا” الذي يضم كبريات شركات التكنولوجيا المدرجة في بورصة هونغ كونغ، بنسبة 3.9% خلال التداولات الصباحية، ليسجل أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2021.

قادت الشركة المشغلة لمحرك البحث “بايدو” (Baidu) المكاسب بقفزة بلغت 19%، فيما لحقت بها شركات عملاقة أخرى، أبرزها “مجموعة علي بابا القابضة” و”سميكونداكتور مانيفاكتشورينغ إنترناشونال كورب” (Semiconductor Manufacturing International Corp) و”جيه دي.كوم” (JD.com) التي سجلت جميعها ارتفاعات ملحوظة مع بداية الجلسة.

تسريع الإنفاق على الذكاء الاصطناعي

يواصل المؤشر  صعوده للأسبوع السابع على التوالي، في أطول سلسلة مكاسب منذ سنوات، مدفوعاً بانحسار التوترات بين بكين وواشنطن، وعودة الزخم إلى أسهم الذكاء الاصطناعي في كبرى شركات التكنولوجيا الصينية.

وارتفع المؤشر بنسبة 41% منذ بداية العام، متفوقاً على المؤشرات الإقليمية المشابهة الأخرى.

قالت شارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في “ساكسو ماركتس” (Saxo Markets) إن “شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى تعيد تسريع إنفاقها على الذكاء الاصطناعي، وتكثف إطلاق النماذج والتقنيات الجديدة، من الروبوتاكسي إلى الرقائق المطوّرة داخلياً، مع إثبات قدرتها على تحقيق العوائد من الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من المتوقع”.

وأضافت “مع تراجع التقييمات مقارنة بالأسهم الأميركية، بدأ المستثمرون يعيدون النظر”.

وبحسب بيانات بلومبرغ، يُتداول مؤشر “هانغ سنغ للتكنولوجيا” عند مضاعف ربحية متوقعة يبلغ 20.5 مرة، وهو دون متوسطه خلال السنوات الخمس الماضية البالغ 23.3 مرة، وأقل من مضاعف “ناسداك 100” الذي يبلغ 27 مرة.

“ديب سيك” قلب المعادلة

يمكن لاستمرار التعافي أن يفتح الباب أمام عودة تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الصينية، بعد سنوات من التقلبات التي سببتها الحملة التنظيمية المشددة والمشاق الاقتصادية في فترة ما بعد الجائحة.

وكان الإطلاق المفاجئ لنموذج الذكاء الاصطناعي “ديب سيك” مطلع العام الجاري جذب الاهتمام مجدداً بعالم الذكاء الاصطناعي الصيني، وأعاد وضع البلاد على خارطة قيادة هذا القطاع.

سارعت شركات الوساطة إلى رفع توقعاتها السعرية، إذ رفعت “غولدمان ساكس” مستهدف سهم “علي بابا” مع تحسّن التوقعات لوحدة الحوسبة السحابية. كما رفعت “أريت ريسيرتش” تصنيفها لشهادات الإيداع الأميركية الخاصة بـ”بايدو” من “بيع” إلى “شراء”، بفضل النمو المتوقع في نشاط الرقائق المصنعة داخلياً.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، رفعت “جيه بي مورغان” تقييمها لشركة “كاتل” (Contemporary Amperex Technology) المصنعة للبطاريات.

في موازاة ذلك، بدأت بعض الرياح المعاكسة التي واجهها قطاع الإنترنت الصيني في الانحسار. إذ قفز سهم “جيه دي.كوم” بأكثر من 6% بعد تقرير محلي نقل عن رئيس مجلس الإدارة، ريتشارد ليو، تأكيده عدم رغبته في الدخول في حرب أسعار داخل قطاع الفنادق، وهو ما انعكس إيجاباً أيضاً على أسهم منافسين مثل “ميتوان” (Meituan) و”تريب.كوم” (Trip.com).

إنفاق ضخم على الذكاء الاصطناعي

تنفق كبرى شركات التكنولوجيا الصينية مبالغ ضخمة على الذكاء الاصطناعي، في ظل منافسة محتدمة فيما بينها ومع نظيراتها الأميركية للسيطرة على سوق يُتوقع على نطاق واسع أن تُحدث ثورة في أسلوب حياة الناس وطريقة عملهم.

وبحسب تقرير من بلومبرغ إنتليجنس، من المتوقع أن يتجاوز إجمالي الإنفاق الرأسمالي لشركات الإنترنت الكبرى مثل “علي بابا” و”تينسنت” و”بايدو” و”جيه دي.كوم” نحو 32 مليار دولار في عام 2025، أي أكثر من ضعف ما أنفقته في 2023 والذي بلغ 13 مليار دولار.

وقد ساهم هذا الزخم في إطلاق موجة تمويل قوية في أسواق الأسهم والسندات. حيث جمعت “علي بابا” نحو 3.2 مليار دولار من إصدار ضخم لسندات قابلة للتحويل الأسبوع الماضي، فيما توجهت “تينسنت” إلى سوق السندات الصينية المقومة باليوان “ديم سام” لأول مرة منذ أربع سنوات، عبر إصدار بقيمة 9 مليارات يوان (1.27 مليار دولار) يوم الثلاثاء.

وزاد من موجة التفاؤل تقرير بثّه التلفزيون الصيني الرسمي مساء الثلاثاء، أفاد بأن مركز بيانات “سانجيانغيوان” التابع لشركة “تشاينا يونيكوم” (China Unicom) وقع عقوداً لتشغيل رقائق ذكاء اصطناعي من شركات محلية، من بينها وحدة الرقائق “T-Head” التابعة لـ”علي بابا”.

وأشار إلى أن تفاصيل المشروع عُرضت على رئيس الوزراء لي تشيانغ خلال زيارته هذا الأسبوع لمقاطعة تشينغهاي شمال غربي البلاد، والتي تضم موقع مركز بيانات سانجيانغيوان.

في تطور منفصل، قفزت أسهم شركة “SMIC”، الرائدة في تصنيع الرقائق، بأكثر من 6% بعد تقارير أفادت بأنها بدأت تجارب على أول معدات محلية الصنع لتصنيع الرقائق المتقدمة في الصين.

كما عززت بوادر الانفراج الدبلوماسي بين أكثر اقتصادين في العالم من معنويات المستثمرين، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عزمه التحدث مع نظيره الصيني شي جين بينغ يوم الجمعة، بالتزامن مع توصل الجانبين إلى اتفاق مبدئي يتيح استمرار تشغيل تطبيق “تيك توك” داخل الولايات المتحدة.

نقلاً عن: الشرق بلومبرج

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف