العقود الآجلة للأسهم الأميركية تصعد بعد خفض الفيدرالي للفائدة

العقود الآجلة للأسهم الأميركية تصعد بعد خفض الفيدرالي للفائدة

ارتفعت العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية، ما يشير إلى تحسّن المعنويات في الأسواق بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، رغم استمرار الغموض بشأن وتيرة التيسير النقدي في المرحلة المقبلة.

وسجلت عقود مؤشر “إس آند بي 500” ارتفاعاً بنسبة 0.5%، فيما تقدمت عقود “ناسداك 100” بنسبة 0.7%، بعدما شهدت المؤشرات الأساسية تراجعاً طفيفاً في جلسة الأربعاء التي أعقبت قرار الفيدرالي. كما استعادت سندات الخزانة الأميركية بعض خسائرها، بينما ارتفع مؤشر الدولار لليوم الثاني على التوالي، بعدما وصف رئيس الفيدرالي جيروم باول الخفض بأنه “إجراء لإدارة المخاطر”.

اقرأ المزيد: أبرز الاستنتاجات من قرار الفيدرالي الأميركي خفض الفائدة

وصعدت الأسهم في اليابان والصين وكوريا الجنوبية، في حين حافظ النفط على تراجعه مع استمرار المستثمرين في تقييم أثر خفض الفائدة وارتفاع مخزونات الوقود الأميركية. في نيوزيلندا، ارتفعت السندات وتراجع الدولار المحلي بعد صدور بيانات اقتصادية ضعيفة عززت الرهانات على خفض كبير في الفائدة.

وكان مؤشر الأسهم العالمية قد بلغ مستوى قياسياً هذا الأسبوع، في ظل ترجيحات قوية لخفض بمقدار 25 نقطة أساس قبل اجتماع الفيدرالي. ورغم أن البنك المركزي نفذ الخفض، إلا أن المسؤولين أكدوا أن السياسة النقدية المستقبلية ستُحدد “اجتماعاً تلو الآخر”، محذرين في الوقت ذاته من أن “لا مسار خالياً من المخاطر”. ومع ذلك، باتت التوقعات الآن تشير إلى خفضين إضافيين هذا العام، أي أكثر بواحد مما كان متوقعاً في يونيو.

وقال أندرو جاكسون، رئيس استراتيجية الأسهم اليابانية لدى “أورتس أدفايزرز”: “السوق يتعامل مع الوضع وكأن شيئاً لم يتغير”. وأضاف: “ستتواصل عمليات الشراء في أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي دون تحركات كبيرة لجني الأرباح، رغم اقتراب المؤشرات من مستوياتها القياسية”.

وكان الفيدرالي قد قرر خفض سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية، مع إدراج خفضين إضافيين على مدار العام، عقب ضغوط شديدة من البيت الأبيض لخفض تكلفة الاقتراض. وصوّتت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بأغلبية 11 إلى 1 لصالح خفض النطاق المستهدف للفائدة إلى 4%-4.25%.

وكان الصوت المعارض الوحيد من حاكم البنك ستيفن ميران، الحليف المقرب للرئيس السابق دونالد ترمب، الذي دعا إلى خفض أعمق. أما الحاكمان كريستوفر والر وميشيل بومان، اللذان عارضا السياسة في يوليو لصالح خفض الفائدة، فقد أيدا القرار الأخير.

ارتفاع “مؤقت” للدولار

رأى محللو بلومبرغ أن صعود الدولار الأميركي في الوقت الحالي قد لا يستمر طويلاً، إذ يُتوقع أن تعود تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل بنبرة أكثر ميلاً للتيسير، ما قد يعيد الضغط على العملة.

وكتب مارك كرانفيلد، الاستراتيجي في منصة “MLIV” التابعة لـ”بلومبرغ”: “يجب أن يستفيد الدولار من الهدوء الحالي، لكنه على الأرجح لن يدوم. الأسبوع المقبل سيشهد عودة مكثفة لتصريحات مسؤولي الفيدرالي، وقد تكون لهجتهم أكثر تيسيراً مما عكسته قرارات هذا الأسبوع. ستيفن ميران دعا هذا الأسبوع إلى خفض بمقدار 50 نقطة أساس، وقد ينضم إليه آخرون لتسريع مسار التيسير خلال العام المقبل”.

وأشار رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى مؤشرات متزايدة على ضعف سوق العمل، لتبرير قرار خفض الفائدة بعد فترة جمود استمرت منذ ديسمبر الماضي، في ظل قلق متصاعد بشأن التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية.

وقالت أرمنيا روزنبرغ، الشريكة المؤسسة ومديرة المحافظ في “مينوتور كابيتال” في سيدني: “الفيدرالي تحرك أخيراً، لكن رد فعل السوق لم يكن مباشراً. الخفض بحد ذاته لم يكن مفاجئاً، لكن الدمج بين خطوة تيسيرية وتوجيه حذر في الوقت ذاته وضع المستثمرين في حالة ارتباك”.

وفي المقابل، رفض باول وجهة النظر التي تتوقع تحركاً حاداً من الفيدرالي عبر سلسلة من التخفيضات الكبيرة للفائدة لحماية الاقتصاد من التباطؤ، مشدداً على أنه لا يزال متمسكاً بنهجه الحذر، في ظل استمرار المخاطر التضخمية.

وقال دان سيلوك من شركة “جانوس هندرسون إنفستورز”: “المخطط النقطي (Dot Plot) يشير الآن إلى خفضين إضافيين هذا العام، لكن باول قلل من أهمية هذا التوجيه، نظراً إلى احتمال مزيد من التراجع في سوق العمل. الرسائل الصادرة لا تزال معقدة وبعيدة عن أي تحول كامل في السياسة.”

الصين: شركات الرقائق ترتفع بعد حظر استيراد شريحة “نفيديا”

في آسيا، قفزت أسهم شركات تصنيع أشباه الموصلات في الصين، بعد قرار بكين حظر استيراد شريحة من إنتاج شركة “انفيديا”، وهو إجراء قد يعزز توقعات النمو للمنافسين المحليين. إلا أن بعض المحللين حذروا من أن القيود قد تؤثر سلباً على وتيرة تطوير المنتجات لدى شركات الذكاء الاصطناعي في الصين.

وأفادت مصادر بأن إدارة الفضاء السيبراني في الصين طلبت من شركات، من بينها “مجموعة علي بابا القابضة”، وقف الطلبيات الخاصة بشريحة من “انفيديا” تُستخدم في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

نقلاً عن: الشرق بلومبرج

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف