
أكد وزير الخارجية الإسباني، خلال كلمته في افتتاح منتدى الأعمال المصري الإسباني، الذي عُقد صباح اليوم بحضور ملك إسبانيا ورئيس مجلس الوزراء المصري، أن مصر أصبحت صوتًا مسموعًا ومؤثرًا في المحافل الدولية.
وأوضح أن مدريد والقاهرة يتقاسمان هدفًا مشتركًا يتمثل في بناء نظام عالمي أكثر اندماجًا، يقوم على التعاون والشراكة العادلة بين مختلف الدول. وأشار الوزير إلى أن إسبانيا تدرك جيدًا أهمية الدور المصري في دعم الاستقرار الإقليمي والدولي، بما يجعلها شريكًا لا غنى عنه في مختلف الملفات الحيوية.
مصر شريك استراتيجي لإسبانيا
شدد الوزير الإسباني على أن بلاده تنظر إلى مصر باعتبارها شريكًا استراتيجيًا أساسيًا، ليس فقط في المنطقة العربية والأفريقية، وإنما على مستوى العلاقات بين الشرق والغرب. وأضاف أن هناك التزامًا مشتركًا بين البلدين لتعزيز أواصر التعاون الثنائي، بما يسهم في ربط ضفتي البحر المتوسط ويعزز جسور التواصل الحضاري والاقتصادي. وأكد أن العلاقات بين البلدين ليست وليدة اللحظة، بل لها جذور تاريخية تعكس الروابط الثقافية والاقتصادية الممتدة عبر مئات السنين.
إشادة بجهود التنمية الاقتصادية المصرية
أشاد وزير الخارجية الإسباني بالتجربة المصرية في تحقيق التنمية الاقتصادية خلال السنوات الأخيرة، معتبرًا أنها نموذج يُحتذى به في المنطقة. وأكد أن إسبانيا تُقدر بشدة ما تبذله مصر من جهود لتعزيز بيئة الاستثمار، وإطلاق مشروعات قومية كبرى تهدف إلى دعم النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة. وأضاف أن هذه الخطوات تمثل حافزًا قويًا للشركات الإسبانية للنظر بجدية أكبر نحو الاستثمار في السوق المصرية، باعتبارها سوقًا واعدة تتمتع بإمكانات بشرية واقتصادية ضخمة.
آفاق جديدة للتعاون المشترك
تأتي تصريحات الوزير الإسباني متماشية مع ما أعلنته الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي المصرية، والتي أكدت أن اتفاقية الشراكة مع إسبانيا تفتح آفاقًا رحبة للتعاون المستدام. وأوضحت أن هذه الاتفاقية ستتيح فرصًا للتوسع في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة والتعليم والتكنولوجيا، بما يدعم التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة. كما أنها تمثل فرصة ذهبية لتعزيز التبادل التجاري، وزيادة حجم الاستثمارات المشتركة، وفتح مجالات جديدة للشراكة بين رجال الأعمال في البلدين.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين مصر وإسبانيا ليست حديثة العهد، بل تعود إلى عقود طويلة شهدت تعاونًا في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة. فقد لعبت إسبانيا دورًا بارزًا في دعم الجهود المصرية على المستوى الأوروبي، بينما حرصت القاهرة على تعزيز التعاون المتوسطي بما يخدم المصالح المشتركة. وفي السنوات الأخيرة، ازداد التنسيق بين البلدين في مواجهة التحديات الدولية مثل قضايا الطاقة وتغير المناخ، إلى جانب مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
نحو شراكة أكثر عمقًا
في ختام كلمته، شدد وزير الخارجية الإسباني على التزام بلاده بالعمل مع مصر لفتح آفاق أوسع من التعاون المستقبلي، معربًا عن تطلعه إلى أن يكون منتدى الأعمال المصري الإسباني خطوة عملية لترجمة هذه التوجهات إلى مشروعات ملموسة تخدم مصالح الشعبين.
نقلاً عن: موقع تحيا مصر