بلومبرغ: هذه أسباب انسحاب أدنوك من صفقة الاستحواذ على “سانتوس”

بلومبرغ: هذه أسباب انسحاب أدنوك من صفقة الاستحواذ على “سانتوس”

خلال المفاوضات النهائية لإتمام صفقة الاستحواذ على “سانتوس” (Santos) بقيمة 19 مليار دولار، أُبلغ التحالف الذي تقوده شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” بتقارير إعلامية عن تسرّب غاز الميثان في أحد مواقع الشركة الأسترالية. وبعد أقل من ثلاثة أسابيع، انهارت الصفقة.

انزعج التحالف من عدم علمه بالأمر مباشرة من الشركة، وفقاً لأشخاص مطلعين على مسار الأحداث طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لخصوصية المعلومات. وأضافوا أن عوامل أخرى ساهمت في فشل العرض، وهو الثالث في عهد الرئيس التنفيذي كيفن غالاغر، لكن تراجع الثقة بين الطرفين وجّه ضربة قاصمة للصفقة.

“أدنوك” تنسحب من عرض للاستحواذ على “سانتوس” بقيمة 19 مليار دولار

مخاطر غير ضرورية

التحالف -الذي يضم أيضاً “القابضة” (شركة أبوظبي القابضة) و”كارلايل غروب” (Carlyle Group)- كان قلقاً حيال تحمّل تكاليف معالجة التسرّب في مشروع الغاز الطبيعي المسال بالإقليم الشمالي. وشعر بعض الأعضاء بأنهم تعرضوا لمفاجأة غير متوقعة، في وقت أبدت فيه “إكس آر جي” (XRG)، وهي ذراع “أدنوك”، رغم حداثتها، تحفظاً تجاه المخاطر غير الضرورية، بحسب الأشخاص.

واصلت عجلة التفاوض دورانها مع تمديد فترات “الحصرية” لإتاحة الفحص النافي للجهالة، حتى مع تصاعد معارضة النقابات. ولم تكن هناك عروض منافسة أو خلافات جوهرية حول الفحص. وكان من أبرز المكاسب التوصل إلى اتفاق يقضي بتعويض “أدنوك” المساهمين إذا استغرقت الموافقات التنظيمية وقتاً أطول من المتوقع، وهو تنازل اعتُبر خطوة نحو اتفاق مُلزم، وفق بعض المصادر.

“سانتوس” الأسترالية تمدد فترة الحصرية لعرض استحواذ تقوده “أدنوك”

لكن التفاصيل بدأت تتعثر، وأمضى الطرفان الأسبوعين الأخيرين في شد وجذب بشأن اتفاق تنفيذ الخطة اللازم لإتمام الصفقة. غير أن الضرر كان قد وقع بالفعل.

وجاء خبر انهيار الصفقة، التي حملت الاسم الرمزي “إيميرالد”، عبر رسالة رسمية باغتت “سانتوس” تماماً، بحسب الأشخاص. وأضافوا أن الرسالة وصلت من دون نقاش مسبق، وقبل لحظات من الإعلان الرسمي، في حين كان الطرفان حتى وقت قريب يؤكدان لجهات ثالثة أن الصفقة يُمكن إتمامها.

“أدنوك” تدرس تمويلاً بـ10 مليارات دولار للاستحواذ على “سانتوس”

متطلبات “سانتوس” لإتمام الصفقة

المجموعة الأسترالية كانت تتوقع تسوية الخلافات، وأرسلت يوم الإثنين خطاباً إلى المزايدين يحدد شروطاً اعتبرتها الإدارة روتينية، وفق الأشخاص. شملت هذه الشروط عدم طرح الصفقة للتصويت من قِبل المساهمين إلا بعد موافقة مجلس مراجعة الاستثمارات الأجنبية، والالتزام بتطوير وتوريد الغاز المحلي كشرط أساسي للموافقة الأسترالية.

كما طلبت “سانتوس” من “أدنوك” التخلي عن مطلبها بحجز جزء من أموال الصفقة لتغطية ضرائب محتملة في بابوا غينيا الجديدة، حيث رأت الشركة أن هذه المخاطر شبه معدومة.

بالنسبة لـ”سانتوس”، كانت هذه متطلبات أساسية لصفقة بهذا الحجم. أما بالنسبة لـ”أدنوك”، فقد شكلت شروطاً نهائية. وزاد ملف الضرائب، الذي طُرح في وقت متأخر، من حجم المخاطر.

وبعد يومين فقط من إرسال هذه المقترحات إلى التحالف بقيادة “أدنوك”، انتهت الصفقة بعد خمسة أشهر من التقدم الأولي في بيرث بغرب أستراليا. وفي اليوم التالي، تراجعت أسهم “سانتوس” وخسرت الشركة ملياري دولار من قيمتها السوقية.

ولم ترد “سانتوس” و”أدنوك” على الفور على طلب للتعليق.

نقلاً عن: الشرق بلومبرج

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف