تعرّضت مصفاتان روسيتان للنفط لهجوم يوم الخميس، مع تصعيد أوكرانيا ضرباتها على البنية التحتية للطاقة لدى خصمها.
قال حاكم منطقة بشكورتوستان، رادي خابيروف، إن منشأة البتروكيماويات “نفتخيم سالافات” (Neftekhim Salavat) التابعة لـ”غازبروم” اشتعلت فيها النيران بعد أن استهدفتها طائرات مسيّرة. ويقع الموقع على بُعد أكثر من 1300 كيلومتر (800 ميل) من الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا، مما يجعله أحد أعمق الضربات التي تنفذها كييف داخل الأراضي الروسية.
أعلنت قوّات العمليات الخاصة الأوكرانية أيضاً مسؤوليتها عن هجوم استهدف مصفاة “لوك أويل” (Lukoil) الكبرى في فولغوغراد بمنطقة الفولغا. ولم تتمكن “بلومبرغ” من التحقق بشكل مستقل من هذا الادعاء، كما أن “لوك أويل” لم تردّ فوراً على طلب للتعليق أُرسل عبر البريد الإلكتروني.
تكثيف الهجمات على البنية التحتية الروسية للطاقة
منذ الشهر الماضي، كثّفت القوات العسكرية الأوكرانية هجماتها بالطائرات المسيّرة على البنية التحتية الروسية للطاقة، بما في ذلك مصافي النفط، بهدف الحد من إمدادات الوقود إلى الخطوط الأمامية. في أغسطس، نفذت ما لا يقل عن 13 ضربة، وهو أكبر عدد شهري منذ بدء الغزو في أوكرانيا. وحتى الآن في سبتمبر، وقع ما لا يقل عن ست هجمات.
الأسبوع الماضي، استهدفت طائرات مسيّرة أيضاً أكبر محطة نفطية روسية على بحر البلطيق في بريمورسك، كما أعلنت أوكرانيا تنفيذ ضربات على محطات وقود تغذي مركزاً آخر على البلطيق، هو محطة أوست-لوغا.
نشر حاكم بشكورتوستان، خابيروف، بيان على قناته على “تليغرام” قائلاً: “نُجري حالياً تقييماً لحجم الأضرار” في منشأة “غازبروم نفتخيم سالافات”. وأضاف أن خدمات الطوارئ المحلية تعمل على إخماد الحريق. وتبلغ سعة معالجة النفط الخام للمرفق نحو 200 ألف برميل يومياً.
الهجمات تضعف قدرة روسيا على تكرير النفط
قال شخص مطّلع على الأمر إن الطائرات المسيّرة الأوكرانية أصابت إحدى وحدات المعالجة الأساسية في منشأة “سالافات”. وتبلغ سعة التكرير لهذه الوحدة نحو 4 ملايين طن من المكثفات سنوياً، ما يعادل نحو 80 ألف برميل يومياً، وفقاً لموقع المصفاة الإلكتروني.
في المقابل، أفادت قوّات العمليات الخاصة الأوكرانية بأن مصفاة فولغوغراد، التي تبلغ طاقتها حوالي 300 ألف برميل يومياً، أوقفت عملياتها بعد الهجوم.
أوكرانيا تستهدف مصفاتين نفطيتين في روسيا خلال هجوم ليلي… التفاصيل هنا
نتيجةً للضربات الأوكرانية المتكررة، انخفضت الآن معدلات تكرير النفط في روسيا إلى أقل من 5 ملايين برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2022، وفقاً لتقديرات “جيه بي مورغان”.
كما أن الضربات التي استهدفت منشآت على بحر البلطيق خفّضت تدفقات صادرات الخام الروسية الأسبوعية بأكثر من 900 ألف برميل يومياً، في أكبر تراجع أسبوعي منذ يوليو من العام الماضي، بحسب بيانات تتبّع السفن التي جمعتها “بلومبرغ”.
واشنطن وبروكسل تتجنبان التعليق على الهجمات
حتى الآن، تجاهل حلفاء أوكرانيا هذه الهجمات إلى حد كبير، إذ لم تعرب واشنطن وبروكسل عن دعم علني لهذه الضربات، لكنهما لم تُوجّها انتقادات أيضاً. ويُعدّ ذلك تحوّلاً عن موقف الرئيس السابق جو بايدن عندما كان أعضاء في إدارته يوبّخون كييف على التوغّلات التي تمسّ صناعة النفط الروسية.
تعمل دول مجموعة السبع حالياً على إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد الكرملين، وتهدف إلى الانتهاء من نصها خلال الأسبوعين المقبلين، وفقاً لما أفادت به “بلومبرغ” في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج