محلل سياسي لـ”الوئام”: المكونات المدنية في الفاشر لن تخضع لقوات الدعم السريع

محلل سياسي لـ”الوئام”: المكونات المدنية في الفاشر لن تخضع لقوات الدعم السريع

تستمر الحرب الإعلامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن السيطرة على الفاشر في ظل تعقد المشهد داخل السودان.

أهمية الفاشر

وقال كمال إدريس المحلل السياسي السوداني، إن المعلومات الواردة من جبهات القتال الدائر في السودان تتركز حالياً على مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور لأهمية موقعها الاستراتيجي، ولكونها آخر ولايات دارفور التي تحتضن ثقلاً للجيش السوداني وحلفائه، وذلك عقب إحكام قوات الدعم السريع سيطرتها على الولايات الأربعة الأخرى المكونة للإقليم المتاخم لتشاد وليبيا ومصر.

وأضاف “إدريس” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أن ذلك يأتي في وقت تتزايد فيه وتيرة العمليات العسكرية لإحكام القبضة على الفاشر، حيث تتمركز الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في الداخل، فيما تضرب قوات الدعم السريع منذ أسابيع طوقاً على المدينة لإسقاطها، ويظل المدنيون ضحية هذه الأعمال العسكرية موتاً وجوعاً وفراراً إلى المجهول كما حدث في بقية مناطق السودان التي ما زالت في وضع إنساني حرج.

وتابع المحلل السياسي: “وعلى الرغم من القوة التي تبديها قوات الدعم السريع إلا أن واقع الحال يشير إلى ضعفها وهوانها خلال الأسابيع الماضية، فقد تأثرت المواقع التي تحتلها بالضربات الجوية التي يقودها الجيش خاصة في وسط السودان بالعاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث وولاية الجزيرة، ونقلت وسائل الإعلام فرار العشرات من قوات الدعم السريع المتمردة في اتجاه الغرب الذي مثل حتى الآن الملاذ الآمن لها”.

وأوضح “إدريس”، أنه لا يزال الطيران الحربي يشكل حصان الرهان في الحرب الدائرة، وقد أحدث بالفعل ضعفاً بقوات الدعم السريع وخططها لاحتلال مدينة الفاشر، عبر الطوق الأمني الذين يهدفون من خلاله لبسط سيطرتهم وتغيير السلطة المحلية، وبالتالي المزيد من النزوح والمعاناة للسكان.

صعوبة السيطرة على الفاشر

واستطرد: “الفاشر المدينة الاستراتيجية، بمساحتها البالغة 802 كلم تقريباً، يعيش سكانها حالياً رعباً جراء أصوات الرصاص وأزيز الطائرات، فضلاً عن بنية تحتية منهارة تماماً وصعوبة وصول الإغاثة وصعوبة التحرك نحو مناطق آمنة هذا الوضع الكارثي يجعل من الصعب على قوات الدعم السريع السيطرة على المدينة، وكافة الدول المعنية بالصراع لن تعترف بذلك، حيث يجمع المجتمع الدولي على أهمية إنهاء الصراع عبر الاتفاق السلمي وليس بأصوات البنادق، فضلاً عن ذلك فإن المكونات المدنية للفاشر التي ذاقت الأمرين من قوات الدعم السريع منذ تأسيسها لن تقبل بالخضوع لهذه القوات بإدارتها كسلطات أمر واقع”.

ملحوظة: مصدر الخبر الأصلي هو صحيفة الوئام السعودية