
كشفت شركة ميتا عن مجموعة من النظارات الذكية الجديدة، خلال مؤتمرها السنوي Meta Connect 2025، والذي انتهى الخميس، وشهد هذا العام منتجات تطرحها الشركة الأميركية لأول مرة.
حاولت الشركة أن تقدم عبر نظارات هذا العام، أن تغير من طبيعة التجربة، وألا تكتفي فقط بفكرة النظارات التي تقدم تجربة صوتية بالتعاون مع رايبان، سواء الاستماع للمحتوى والموسيقى أو التفاعل بالأوامر الصوتية مع Meta AI، أو نظارات الواقع الافتراضي مع ميتا كويست.
وأعلنت ميتا أن نظارتها الجديدة تحمل لأول مرة شاشة بدقة عالية تقدم محتوى وسياقاً جيداً لما يراه المستخدم أمامه.
Meta Ray-Ban Display.. أول نظارة بشاشة مدمجة
كشفت الشركة النقاب عن نظارتها الجديدة الأولى من نوعها التي تحتوي على شاشة داخل إحدى عدساتها، وهي نظارة Meta Ray-Ban Display، والتي تصعد بعائلة نظارات الشركة إلى مستوى مختلف تماماً، إذ تسمح لمن يرتديها بالاطلاع على أشكال المحتوى المختلفة من إشعارات وصور ورسائل نصية، دون حاجة إلى إخراج هاتفه من جيبه.
وتعرض الشاشة عالية الدقة المحتوى بكامل ألوانه، إلى جانب أنها تحمل ميكروفونات ومكبرات صوت وكذلك الكاميرات، لتقديم تجربة متكاملة مع أداء مطور وعمر بطارية أطول.
تعتمد الشاشة على محرك ضوئي مخصص ودليل موجي هندسي (geometric waveguide) جرى تصميمهما بشكل مدمج لتحقيق كفاءة حسابية عالية وتباين قوي وسطوع ملحوظ، إذ تبلغ دقة العرض 42 بكسل في كل درجة من مجال الرؤية، ما يعزز وضوح الصورة.
وزودت ميتا عدسات نظارة ميتا رايبان ديسبلاي، بخاصية التعتيم التلقائي (photochromatic)، مع خوارزميات لضبط السطوع بحسب الإضاءة المحيطة، لضمان وضوح فائق للعرض وألوان غنية سواء في الأماكن المغلقة أو المفتوحة.
ولحماية خصوصية المستخدمين والراحة ضمن التفاعل الاجتماعي، عملت الشركة على ضبط تسريب الضوء إلى نحو 2% فقط، كما زودتها بمصابيح LED تنير بوضوح حول عدستيّ كاميرا النظارة، لتنبيه الآخرين عند التقاط صور أو تسجيل فيديو، كما هو الحال في نظّارات رايبان ميتا، وقربت موقع الشاشة إلى جانب العدسة حتى لا يعيق المجال البصري للمستخدم، فالشاشة مخصصة للتفاعلات القصيرة التي يسيطر عليها المستخدم بالكامل.
ويختلف تصميم النظارة الجديدة عن نظارات ميتا رايبان الذكية المعتادة، إذ حرصت الشركة على استخدام إطار أنيق دون حاجة إلى تكبير حجمه، مع الحفاظ على دقة عرض عالية الدقة للشاشة بإحدى العدستين.
وتحتوي النظارة على إطار أعلى قليلاً من المعتاد، مع زوايا مربعة وتصميم منحنٍ من الجهة الأمامية لتقليل الانعكاسات وتحسين التوافق مع شكل الوجه، وشملت التعديلات جعل الحواف منحنية بشكل أكبر من أجل تعزيز الراحة ومتانة الهيكل.
وفي ما يخص الهيكل، استخدمت الشركة مفاصل تمدد خارجية مصنوعة من التيتانيوم بهدف تخفيف الوزن وتحسين المتانة، كما اعتمدت على بطاريات فولاذية دقيقة الحجم ضمن الذراعين الجانبيين للنظارة، ما سمح بتصميم أنحف دون تقليل سعة البطارية.
وتقول “ميتا” إن هذه البطاريات طُوّرت في الأصل لهذا المنتج، إلا أن استخدامها امتد لاحقًا إلى نماذج أخرى مثل “Oakley Meta HSTN” و”Ray-Ban Meta” من الجيل الثاني، مشيرة إلى أن عمر البطارية يصل إلى نحو 8 ساعات في ظروف الاستخدام المعتاد.
يبلغ وزن النظارات 69 جرامًا، وتستهدف من خلال تصميمها توفير خيار تقني خفيف الوزن يمكن استخدامه في سياقات يومية دون تغيير كبير في المظهر الخارجي.
تجربة فاشلة عن الإطلاق
وعلى الرغم من الإمكانيات الجيدة للنظارة على الورق، إلا أن التجربة العملية التي خاضها مارك زوكربيرج، المؤسس والرئيس التنفيذي لميتا، خلال فعالية الإطلاق، لم تنفذ كما هو كان متوقعاً، إذ استمر لمدة دقيقة كاملة يحاول تجربة النظارة الجديدة ولكنه فشل، وألقى باللوم في النهاية على ضعف شبكة الإنترنت اللاسلكية.
سوار عصبي ذكي
ويأتي مع نظارة ميتا رايبان ديسبلاي، سوار لليد Meta Neural Display، وهو وسيلة التحكم الرئيسية في واجهة الاستخدام التي تظهر داخل الشاشة في عدسة النظارة أمام عيني المستخدم، إذ تستخدم الإشارات العصبية التي تنتج عن حركات عضلات اليد، ليسهل التفاعل مع المحتوى دون أن يلمس المستخدم النظارة أو هاتفه.
أشارت ميتا، في تدوينة رسمية، إلى أن المحرك الرئيسي وراء تطوير السوار الجديد هو خوارزميات للتعليم العميق معتمدة في تدريبها على بيانات مأخوذة من تجارب 200 ألف متطوع للسوار.
أوضحت الشركة أن السوار الجديد ربما يتحول إلى أداة للتحكم في مختلف الأجهزة الإلكترونية، لأنه يمكنه التقاط جميع أشكال التفاعل التي يجريها المستخدم عبر يديها، مثل النقر والسحب والضغط وحتى أبسط الحركات باليد، ما يمكن مرتديها من التفاعل بحرية كاملة مع أي جهاز دون لمس شاشته أو أزراره.
تتم عملية معالجة بيانات حركة اليد بالكامل عبر السوار الذكي، ما يحافظ على خصوصية البيانات، ولا تنتقل أي منها إلا الأوامر فقط، والتي يجري إرسالها لاسلكياً إلى النظارة لتنفيذها أمام عيني المستخدم.
ويتميز السوار الجديد بمقاومة للمياه والأتربة IPX7، مع بطارية تتيح استخدامه لمدة 18 ساعة على شحنة واحدة.
تجارب رقمية
وطورت ميتا مجموعة من التجارب الرقمية المصممة خصيصا لنظارتها الجديدة، وعلى رأسها إمكانية التفاعل البصري مع مساعد ميتا Meta AI، إذ أصبح بإمكان المساعد الذكي عرض إجابات مرئية وإرشادات تفاعلية خطوة بخطوة، مع إمكانية التنقل بين الخطوات من خلال تمرير الإبهام على الشريط الجانبي الظاهر على الشاشة أمام عيني المستخدم.
وأصبح بإمكان المستخدمين استقبال الرسائل النصية القصيرة، وبيانات الوسائط من تطبيقات مثل “واتساب” و”ماسنجر” و”إنستجرام” بشكل خاص عبر الشاشة، دون حاجة لاستخدام اليدين، ولكن عبر ضغط بسيط على السوار الذكي.
وتدعم النظارات أيضاً المكالمات المرئية عبر “واتساب” و”ماسنجر”، مع إمكانية مشاركة ما يراه المستخدم مباشرة، كما يمكنه معاينة الكاميرا والتكبير اللحظي، لمساعدة المستخدم على التقاط الصور ومقاطع الفيديو بدقة أكبر، إضافة إلى اختيار الوسائط المفضلة ومشاركتها بسهولة.
وفي مجال التنقل، توفّر النظارات خاصية الإرشاد للمشاة دون حاجة للهاتف، ويمكن اختيار الوجهة واستلام تعليمات بصرية مباشرة على الشاشة، وتخطط الشركة لطرح هذه الميزة في عدد محدود من المدن كبداية.
ترجمة فورية
تتيح النظارات عرض ترجمة فورية أو نسخ للكلام الموجّه إلى المستخدم، ما يعزز من القدرة على التفاعل في المحادثات بلغات متعددة، في حين توفّر بطاقة موسيقية على الشاشة معلومات فورية حول الأغاني المشغّلة، مع التحكم في التبديل بينها أو ضبط الصوت عبر إيماءات اليد.
وتدعم النظارة تطبيقات مثل Amazon Music وApple Music عبر هواتف آيفون فقط حالياً، إلى جانب دعم خدمات شازام وسبوتيفاي باللغة الإنجليزية.
ومن المنتظر إتاحة مزايا تكميلية مثل التوصيات الموسيقية بناءً على المشهد المحيط بالمستخدم، اعتماداً على الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط، بجانب مجموعة من التحديثات البرمجية القادمة خلال الأشهر المقبلة، وهي تشمل تطبيقًا مخصصًا للريلز عبر إنستجرام، وخاصية الكتابة اليدوية عبر حركة الأصابع على أي سطح مع ارتداء السوار الذكي.
ويبدأ سعر النظارة الجديدة من 799 دولاراً، وتصل الأسواق مع السوار الذكي في نفس العلبة، السبت، في الولايات المتحدة، على أن يبدأ طرحها في كندا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، العام المقبل.
نظارة ميتا رايبان 2
شركة ميتا أعلنت أيضاً عن الجيل الثاني من نظاراتها الذكية Ray-Ban Meta Gen 2، والتي شهدت قدرات تصوير متقدمة، وتحسينات بارزة في عمر البطارية إذ يصل عمرها إلى 8 ساعات من الاستخدام المتواصل، مقارنة بـ 4 ساعات فقط في الجيل الأول، كما يتيح صندوق الشحن شحن النظارات بنسبة 50% خلال 20 دقيقة، ويوفر ما يصل إلى 48 ساعة إضافية من الطاقة، مقابل 32 ساعة في النسخة السابقة.
وبالنسبة للكاميرا، تدعم النظارات تسجيل فيديو بدقة 3K بمعدل 30 إطاراً في الثانية، بالإضافة إلى تسجيل بدقة 1440p بمعدل 30 إطاراً في الثانية، أو 1200p بمعدل 60 إطاراً في الثانية، لمدة تصل إلى 3 دقائق، ومن المقرر أن تضيف “ميتا” لاحقاً مزايا مثل التصوير بالحركة البطيئة (slow-motion) وتصوير hyperlapse.
وكشفت الشركة عن ميزة صوتية جديدة قيد التطوير تسمى “تركيز المحادثة” (conversation focus)، تعمل على تضخيم صوت المتحدث عبر مكبرات النظارة، إلى جانب توسيع قدرات الترجمة الفورية لتشمل اللغتين الألمانية والبرتغالية.
ومن المنتظر طرح النظارات بعدة تصميمات، منها Wayfarer وSkyler وHeadliner، بسعر يبدأ من 379 دولاراً، مع استمرار بيع الجيل الأول بسعر يبدأ من 299 دولاراً.
مزايا جديدة لنظارات ميتا كويست
أعلنت الشركة في المؤتمر عن مزايا جديدة لنظارات ميتا كويست للواقع الافتراضي، تتمثل في تحويل المساحات الواقعية إلى عوالم افتراضية وتحسين تجربة “Horizon Worlds”.
ويمكن للمستخدمين عبر ميزة HyperScape مسح الغرف وتحويلها إلى نسخ افتراضية يمكن استكشافها باستخدام النظارات، وفي المرحلة الأولى من الإطلاق، ستكون الزيارات مقتصرة على المستخدم الفردي، على أن يتم قريباً إتاحة مشاركة هذه الغرف مع الآخرين عبر رابط خاص.
وقدمت ميتا لمحة أولى عن الميزة خلال مؤتمر Connect 2024، العام الماضي، ما يعني أن التقنية لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن الشركة تعتبرها خطوة مهمة ضمن رؤيتها لاستخدام الواقع الافتراضي في إعادة بناء البيئات الحقيقية، وهو ما يتماشى مع طموحاتها السابقة في مجال الميتافيرس، رغم أن تركيزها الأساسي انتقل مؤخراً إلى الذكاء الاصطناعي.
وأعلنت ميتا عن تحسينات واسعة في منصتها الاجتماعية الافتراضية Horizon Worlds، التي تشبه منصات الألعاب التفاعلية مثل روبلوكس، شملت إدخال محرك رسومي جديد يحمل اسم Horizon Engine.
ويوفر المحرك الجديد رسوميات أكثر تطوراً، وأداء أسرع، ويدعم عوالم افتراضية أكبر وأكثر تعقيداً، مع قابلية استيعاب عدد أكبر من المستخدمين في الوقت نفسه.
كما أطلقت الشركة أداة تطوير جديدة باسم Meta Horizon Studio، وهي محرر يتيح للمبدعين تصميم عوالم افتراضية مخصصة.
ويمكن للمطورين الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لإنشاء عناصر مثل القوام الرسومي والمؤثرات الصوتية، ومن المقرر أن تضيف الشركة مساعداً ذكياً داخل الأداة بحلول نهاية العام، لدعم المصممين عبر الحوار المباشر وطلب تغييرات مثل إنشاء بيئات جديدة أو تعديل شخصيات افتراضية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
ورغم أن منصة Horizon Worlds لم تحقق انتشاراً واسعاً حتى الآن، على الرغم من توسعها لتشمل الهواتف المحمولة إلى جانب الواقع الافتراضي، إلا أن ميتا تسعى لجذب المزيد من المبدعين عبر توفير حوافز مالية، من بينها تخصيص صندوق بقيمة 50 مليون دولار لدعم صناع المحتوى هذا العام.
خدمة Horizon TV
أطلقت الشركة كذلك خدمة جديدة لبث الأفلام والبرامج التلفزيونية على نظارات الواقع الافتراضي ميتا كويست، تحمل اسم هوريزون تي في Horizon TV.
وتجمع الخدمة مجموعة تطبيقات البث في واجهة واحدة، تشمل خدمات مثل Prime Video وPeacock وTwitch، إلى جانب انضمام Disney Plus مع Hulu وESPN.
وأظهرت صورة شاركتها الشركة واجهة المنصة الجديدة، التي تتضمن توصيات للمحتوى وخطاً مخصصاً لتطبيقات البث على الصفحة الرئيسية، إضافة إلى علامات تبويب للتنقل بين الأفلام والبرامج التلفزيونية والتجارب التفاعلية والموسيقى والرياضة وقائمة المشاهدة الخاصة بالمستخدم، ولم توضح الشركة بعد ما إذا كانت هذه الأقسام ستعرض محتوى مجمّعاً من مختلف المنصات، أم ستقتصر على الخدمات التي يشترك فيها المستخدم.
وفي إطار التوسع في المحتوى، أعلنت “ميتا” عن شراكة مع Universal Pictures وBlumhouse، لعرض أفلام مثل The Black Phone وM3GAN مع تأثيرات ثلاثية الأبعاد.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتعاون فيه أيضاً شركة أبل مع ديزني لتوفير أفلام ثلاثية الأبعاد على نظارة Vision Pro.
ويدعم مركز Horizon TV حالياً تقنية الصوت المحيطي Dolby Atmos، فيما تخطط “ميتا” لإضافة دعم لتقنية Dolby Vision للعرض المرئي في وقت لاحق من العام الجاري.
نقلاً عن: الشرق