
استلهم المخرج العراقي، أنس الموسوي، تاريخ بلاده العريق في أول فيلم رسوم متحركة ثلاثي الأبعاد (أنيميشن) تنتجه بغداد التي تخطط لحقبة سينمائية جديدة ومستمرة ووفيرة الإنتاج.
وأظهر العرض الأول للفيلم الطويل، مشاهد لحضارات عريقة كان العراق أرضها، من السومرية إلى الآشورية والبابلية والكلدانية وأخيرًا العربية التي يتحدث بها أبطال الفيلم.

كما أظهر الفيلم برسوم ثلاثية الأبعاد، ومحببة للأطفال، شخصيات تاريخية وتماثيل من قبيل حمورابي ونبوخذ نصر ومدينة بابل التاريخية وأسود مجنحة تعكس قوة الحضارات التي نشأت في الماضي على أرض العراق.
ولم يغب النخيل عن الفيلم، وقوارب عبور فروع الأنهار الكثيرة التي تخترق العراق وتشكل في جنوبه منطقة الأهوار التي كانت رمزًا للوفرة الزراعية والمائية التي عاشها العراق ويفتقدها الآن.
وتدور كل تلك الشخصيات في قصة خيالية تستقطب الأطفال بشكل أساسي، بجانب أهاليهم الذين يرافقونهم، بالنظر إلى جمهور الأنيميشن الكبير الذي زاد في السنوات الماضية من المتفرجين الكبار.
ويمثل الفيلم فرصة لإبراز قدرة مخرج عراقي مع طاقم محلي بالكامل في خوض تجربة ذلك النوع من الأفلام بدعم حكومي يفتح الباب لأعمال أخرى تضع العراق على خارطة أفلام الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد.
كما يمثل الفيلم فرصة لاطلاع الأطفال على عراقة بلادهم والحضارات التي نشأت فيه، وقلَّ الاهتمام بها في السنوات الماضية مع هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو الترفيهية والاستهلاكية.
كما يشكل الفيلم فرصة لربط الجيل الجديد من العراقيين، بدور العرض السينمائية بالتزامن مع خطط العراق لإنتاج أفلام سينمائية عراقية بشكل سنوي تضع البلاد على خارطة الإنتاج الغائبة عنها منذ عقود.
وترك فيلم “القناني المسحورة”، أصداء إيجابية في أول عرض له ضمن فعاليات مهرجان بغداد السينمائي الدولي المقام حاليًا، بينما ينطلق العرض التجاري له في دور العرض في غضون أقل من شهر.
وتمثل تلك الأصداء الإيجابية مؤشرًا قويًا على نجاح الفيلم عند عرضه التجاري المقبل أمام الجمهور العام، حيث حضر عرض الفيلم الأول في مهرجان بغداد السينمائي، نخب ثقافية وفنية، بينهم مخرجون ونقاد سينمائيون عراقيون أشادوا بالتجربة، وبينهم المخرجان وثاب الصكر وعصام الشمري.
وفيلم “القناني المسحورة” من إنتاج نقابة الفنانين العراقيين، ومن تأليف الكاتب مصطفى شريف، ويتميز عن باقي أفلام الأنيميشن للمخرج أنس الموسوي، بكونه فيلمًا طويلًا أنتج بأيدٍ وتمويل عراقيين بالكامل على مدى ست سنوات.
وتعود آخر تجربة عراقية في عالم سينما الأنيميشن، إلى عام 1982، عبر فيلم الرسوم المتحركة ثنائي الأبعاد “الأميرة والنهر”، للمخرج العراقي الراحل فيصل الياسري.
نقلاً عن: إرم نيوز