ليس مجرد صفقة.. باتويليت يمنح الهلال السعودي 3 خدمات عظيمة

ليس مجرد صفقة.. باتويليت يمنح الهلال السعودي 3 خدمات عظيمة

وسط ضجيج الاتهامات، ومحاولات التشكيك التي صاحبت انتقال الحارس الفرنسي الشاب ماتيو باتويليت إلى الهلال، ظن البعض أن “الزعيم” يبرم صفقة عادية لسد فراغ مؤقت.

لكن مع اتضاح الصورة، وتهاوي الشائعات التي زعمت تعديل اللوائح خصيصًا من أجله، تكشّفت أبعاد خطوة إستراتيجية تُثبت من جديد أن إدارة الهلال لا تتحرك بعشوائية، بل تخطط للمستقبل بذكاء وحنكة.

 لم يكن التعاقد مع حارس أولمبيك ليون السابق مجرد رد فعل، بل كان فعلًا مدروسًا يخدم النادي على 3 محاور رئيسة، ويمنحه خدمات جليلة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر.

حل فوري لأزمة وشيكة

أولى الخدمات التي يقدمها باتويليت هي توفير حل فوري وعالي الجودة لأزمة كانت تلوح في الأفق. مع اقتراب موعد بطولة كأس الأمم الأفريقية، كان من المؤكد أن الهلال سيفقد حارسه الأمين وأحد أفضل لاعبيه، المغربي ياسين بونو، لفترة ليست بالقصيرة.

ياسين بونو

هذا الغياب في مرحلة حساسة من الموسم كان سيشكل ضربة قوية لأي فريق، لكن الهلال استبق الأزمة بالتعاقد مع حارس شاب وموهوب، يمتلك خبرة اللعب في الدوريات الأوروبية، ليضمن تأمين هذا المركز الحيوي واستمرارية استقرار الفريق دون الحاجة إلى حلول ترقيعية.

بناء خليفة للمستقبل

الخدمة الثانية، وربما الأهم على المدى البعيد، هي أن الهلال لم يجلب حارسًا بديلًا فقط، بل استثمر في “خليفة” ياسين بونو.

الحارس المغربي، رغم مستوياته الخارقة، يتقدم في العمر، ومن الحكمة أن يبدأ النادي في تجهيز من سيحمل الراية من بعده.

 باتويليت، البالغ من العمر 21 عامًا فقط، يمثل مشروعًا طويل الأمد. وجوده إلى جانب بونو سيمنحه فرصة ذهبية للتعلم من أحد أفضل حراس العالم، والتأقلم تدريجيًا مع أجواء الدوري السعودي ومتطلبات نادٍ بحجم الهلال، لينضج بهدوء ويصبح جاهزًا لتولي المسؤولية الكاملة في المستقبل، موفرًا على النادي عناء البحث عن حارس أساس جديد بعد سنوات.

عبقرية اقتصادية بأهداف مزدوجة

تتجسد الخدمة الثالثة في الكفاءة المالية المذهلة للصفقة. في زمن أصبحت فيه أسعار اللاعبين فلكية، نجح الهلال في تحقيق هدفين إستراتيجيين (حل أزمة حالية وبناء للمستقبل) بتكلفة زهيدة للغاية، حيث لم تتجاوز قيمة الصفقة 350 ألف يورو.

 هذه العبقرية الاقتصادية تمنح الإدارة مرونة أكبر في سوق الانتقالات خلال الفترات المقبلة، وتسمح لها بتوجيه الميزانية نحو مراكز أخرى قد تحتاج إلى تدعيم بأسماء عالمية ذات تكلفة أعلى.

إنها صفقة تثبت أن النجاح لا يكمن فقط في دفع الملايين، بل في القدرة على اقتناص الفرص الذكية التي تخدم النادي على كل الأصعدة بأقل تكلفة ممكنة.

في النهاية، صفقة باتويليت ليست مجرد لاعب جديد ينضم لقائمة “الزعيم”، بل هي درس في التخطيط الإستراتيجي، ورسالة واضحة بأن الهلال يبني فريقًا للمستقبل بقدر ما يهتم بحاضره.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف