لا يملك مؤهلات رونالدو.. لماذا لا يصلح ميسي للخطة الأمريكية الجديدة؟

لا يملك مؤهلات رونالدو.. لماذا لا يصلح ميسي للخطة الأمريكية الجديدة؟

انطلاقًا من تصريحات حارس المرمى الأمريكي السابق، براد فريدل، التي حث فيها ليونيل ميسي ليس فقط على البقاء في الدوري الأمريكي، بل على السير على خطى ديفيد بيكهام وامتلاك نادٍ خاص به، تتضح معالم الخطة الأمريكية الكبرى للنجم الأرجنتيني. 

أمريكا لا ترى في ميسي مجرد لاعب كرة قدم أسطوري ينهي مسيرته، بل تراه أيقونة استثمارية قادرة على تغيير وجه اللعبة اقتصاديا وإعلاميا. 

لكن بينما يبني الأمريكيون أحلامهم على “بيكهام الجديد”، يُطرح سؤال جوهري: هل يعرفون حقا الرجل الذي يضعون عليه كل هذه الرهانات؟

 

 

نموذج بيكهام ورونالدو.. الكاريزما أولاً

الإعلام الأمريكي، مدفوعا بالنجاح التجاري الهائل الذي حققه بيكهام مع إنتر ميامي، يرسم صورة وردية لمستقبل “نادي ميسي”.

هذا النموذج، الذي يُعرف بـ”المالك النجم”، لا يعتمد فقط على النجاح الرياضي، بل بالأساس على الكاريزما والحضور الإعلامي الطاغي.

نجح بيكهام؛ لأنه كان دوما أكثر من مجرد لاعب؛ إذ كان نجم مجتمع، أيقونة موضة، وشخصية عامة تستمتع بالأضواء وتجيد لغة الأعمال والصفقات. 

هو النموذج الذي يتناسب تماما مع شخصية كريستيانو رونالدو، الذي أعلن هو الآخر عن رغبته في امتلاك نادٍ بعد اعتزاله. 

رونالدو، بشخصيته الجذابة وعلامته التجارية العملاقة التي بناها على الظهور المستمر، يمتلك كل مقومات تكرار نجاح بيكهام، بل وربما التفوق عليه.

معضلة ميسي.. عبقري في الملعب.. ظل خارجه

وهنا تكمن المعضلة الكبرى عند تطبيق هذا النموذج على ليونيل ميسي، فالنجم الأرجنتيني يمثل النقيض التام لهذه الشخصية؛ إذ طوال مسيرته الأسطورية، كان ميسي رجلاً يترك لكرة القدم مهمة الحديث عنه.

لم يكن يوما رجل التصريحات الرنانة أو المؤتمرات الصحفية الجدلية؛ كان عبقريا في الملعب، وظلًا خارجه. حتى قراراته المصيرية الكبرى، وعلى رأسها الانتقال إلى ميامي، كانت مدفوعة برغبة أساسية في توفير حياة هادئة ومستقرة لعائلته، بعيدًا عن الضغط الخانق الذي عانى منه في أوروبا.

 

 

“البراند الصامت” في مواجهة عالم الأعمال

صحيح أن السنوات الأخيرة شهدت انفتاحا طفيفا في شخصية ميسي، لكن جوهره لم يتغير، علامته التجارية بُنيت على إنجازاته الساحقة وأرقامه القياسية، وليس على شخصية تسعى للأضواء. 

هو “البراند الصامت” الذي تتحدث عنه أفعاله لا أقواله، ومن ثم، فإن محاولة وضعه في قالب “المالك رجل الأعمال” الذي يتصدر المشهد الإعلامي، ويقود المفاوضات، ويصبح الوجه الاجتماعي لمشروع ضخم، قد تكون أكبر خطأ يرتكبه الدوري الأمريكي.

الخطة الأمريكية طموحة، لكنها قد تتجاهل أن ميسي ليس رونالدو، ولا يطمح لأن يكون بيكهام، هو أسطورة كروية فريدة من نوعها، وقد يكون التحدي الأكبر أمامه ليس بناء فريق، بل مواجهة عالم المال والأعمال الذي يتطلب مهارات وشخصية قد لا يمتلكها، أو بالأحرى، لا يرغب في امتلاكها.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف