كيف خلدت المخرجة خيرية المنصور اسمها في السينما العراقية؟

كيف خلدت المخرجة خيرية المنصور اسمها في السينما العراقية؟

رغم مرور سنوات طويلة على إخراج آخر الأفلام الروائية للمخرجة السينمائية العراقية، خيرية المنصور، فإنها حاضرة على الدوام عند كل حديث عن السينما العراقية بعد أن تركت بصمة خالدة فيها.

وتمثل دعوة خيرية المنصور وتكريمها في مهرجان بغداد السينمائي الدولي الذي اختتم فعاليات نسخته الثانية، أمس الأحد، دليلًا جديدًا على مكانة منصور التي تقيم منذ سنوات في الولايات المتحدة، وخصتها بلادها بالتكريم في المهرجان.

وتمتلك المخرجة العراقية في حقيبتها السينمائية ثلاثة أفلام روائية طويلة فقط، وأربعة مسلسلات تلفزيونية، بجانب 78 فيلمًا وثائقيًّا، منذ دخولها عام الإخراج عام 1984.

ورغم نجاح أعمالها السينمائية تلك، فإن الجانب الأكثر إثارة للاهتمام في مسيرتها، هو كونها من أوائل العراقيات اللاتي استطعنَ دخول مجال الإخراج السينمائي في بلد محدود الإنتاج السينمائي لدرجة كبيرة.

ومع ذلك، فقد استطاعت خيرية إنجاز عدد كبير من الأعمال السينمائية التي بدأتها بفيلمها الوثائقي الأول “بنت الرافدين” عام 1984، ليحصد نجاحًا وضعها على طريق الإخراج السينمائي بصفة مخرجة متميزة.

ومثّل ذلك الفيلم جزءًا من سر نجاحها، فيما كان اسم المخرج السينمائي المصري الراحل والبارز، يوسف شاهين، هو الجزء المكمل لذلك النجاح كما تقول منصور ذاتها في كتابها “شرنقة شاهين الحريرية المعرفية”.

فقد وضع شاهين لمساته على سيناريو الفيلم الذي كتبته منصور، قبل أن تنطلق في التصوير متسلحة بخبرة الإخراج التي اكتسبتها من تتلمذها على يد شاهين عندما رافقته في تصوير فيلمه “حدوتة مصرية”.

وكانت خيرية منصور حينها فتاة في بداية العشرينات من عمرها، وقد قادها شغفها وتعلقها بالسينما لتكون مساعدة للمخرج المصري توفيق صالح في فيلم “الأيام الطويلة” عام 1980، والذي انتقل إلى العراق عام 1973 لتدريس السينما.

فقد تعلمت في تلك التجربة كل شيء يخص السينما، قبل أن تأتيها الصدفة التي غيرت مسار حياتها، عندما زار يوسف شاهين العراق، وحضر لموقع تصوير “الأيام الطويلة” لرؤية زميله ومواطنه توفيق صالح، ويقرر اصطحابها معه لتعمل معه بعدما جذبه شغفها السينمائي.

ومع يوسف شاهين، صقلت منصور تجربتها السينمائية عبر أربعة أفلام سينمائية تعلمت فيها أدوات المخرج المصري البارز في الصورة والحركة والموسيقى والحوار ودمجها بأسلوبها المميز.

ويمثل فيلم “ستة على ستة” العراقي الكوميدي عام 1988، أبز أفلام منصور الروائية الطويلة، وهو فيلم كوميدي، بجانب فيلميها الآخرين: “مئة على مئة”، و “الثلج لا يمسح الذاكرة”.

وبجانب أربعة مسلسلات تلفزيونية، تمثل الأفلام الوثائقية الجانب الأكبر من رصيدها، وقد نال الكثير من تلك الأفلام الجوائز وإشادات النقاد في العديد من المهرجانات السينمائية التي باتت منصور حاضرة فيها على الدوام سواء كضيفة أو مشاركة بفيلم أو عضو بلجنة تحكيم.

يُشار إلى أن خيرية منصور من مواليد عام 1958، وقد التحقت بكلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد سنة 1976، وتخرجت عام 1980، وظهرت خلال دراستها ممثلة مسرحية وتلفزيونية، قبل أن تنخرط في الإخراج السينمائي بعد التخرج.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف