لأعلى سعر.. أسواق العالم تراقب القفزة التاريخية  لأسعار الذهب

لأعلى سعر.. أسواق العالم تراقب القفزة التاريخية  لأسعار الذهب

 سجلت أسعار الذهب قفزة تاريخية غير مسبوقة في التعاملات العالمية اليوم الاثنين، بعدما تجاوزت 3718 دولاراً للأوقية للمرة الأولى في تاريخه، مدفوعة بمزيج من القرارات النقدية الأخيرة للاحتياطي الفيدرالي الأميركي وتزايد الطلب من البنوك المركزية حول العالم، في وقت يترقب فيه المستثمرون بيانات التضخم الأميركية وخطابات مسؤولي الفيدرالي خلال الأيام المقبلة، الأمر الذي يضع المعدن الأصفر في صدارة المشهد الاقتصادي والمالي العالمي.

وبحسب تقرير نشره موقع «اندبندنت عربية» ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.5 في المئة لتسجل 3723.70 دولار، بينما واصل الذهب مكاسبه في التعاملات الفورية بارتفاع يقارب واحداً في المئة ليبلغ مستوى 3718.56 دولار للأوقية، متجاوزاً الرقم القياسي السابق البالغ 3707.40 دولار الذي سُجل الأسبوع الماضي.

وياتي هذا الارتفاع القياسي جاء في أعقاب خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع توقعات بمزيد من الخفض خلال الأشهر المقبلة

تأثير السياسة النقدية الأميركية

أدى قرار الفيدرالي الأخير بخفض الفائدة إلى تعزيز توقعات الأسواق بإجراءات تيسير إضافية، إذ يتوقع المستثمرون خفضين آخرين بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما في أكتوبر وديسمبر، مع ترجيح بنسبة 93 في المئة و81 في المئة على التوالي وفق أداة «فيد ووتش».
ورغم أن المجلس أبدى حذراً إزاء استمرار ضغوط التضخم، فإن لهجة مسؤولي السياسة النقدية توحي بانفتاح على مزيد من التيسير إذا ما استدعت البيانات الاقتصادية ذلك، وهو ما اعتبره المحللون عاملاً داعماً للذهب الذي عادة ما يستفيد من بيئة الفائدة المنخفضة

تصريحات المحللين وتوقعات السوق

ز أكد كبير محللي الأسواق في شركة «كيه سي أم تريد» تيم ووتررو لـ «اندبندنت عربية» أن الذهب عاد ليقترب من مستوى 3700 دولار، مشيراً إلى أن استمرار بيانات الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة على النحو الحالي قد يفتح الباب أمام تسجيل مستويات جديدة خلال الأسبوع الجاري، وأضاف أن مزيج التيسير النقدي والطلب القوي من البنوك المركزية يمنح المعدن الأصفر زخماً إضافياً، في حين ينتظر المستثمرون خطابات أكثر من 12 مسؤولاً في الفيدرالي بينهم رئيس المجلس جيروم باول غداً الثلاثاء، لالتقاط إشارات جديدة حول مسار السياسة النقدية

الفضة والبلاتين والبلاديوم في المشهد

واكبت المعادن النفيسة الأخرى حركة الذهب، حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3 في المئة لتصل إلى 43.20 دولار للأونصة مقتربة من أعلى مستوى لها منذ 14 عاماً، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.4 في المئة مسجلاً 1398.40 دولار، وصعد البلاديوم بنسبة طفيفة بلغت 0.1 في المئة ليصل إلى 1150.75 دولار، هذه التحركات تعكس حالة ترقب مماثلة في أسواق المعادن النفيسة مع ارتباطها بالسياسات النقدية والاقتصادية الكبرى

العملات والدولار في دائرة الضوء

شهدت أسواق العملات العالمية استقراراً نسبياً في مستهل الأسبوع، إذ تراجع الين الياباني بنسبة 0.16 في المئة إلى 148.22 مقابل الدولار بعد أن أثارت لهجة بنك اليابان الأكثر تشدداً توقعات برفع وشيك للفائدة، كما تراجع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له في أسبوعين عند 1.3458 دولار متأثراً بارتفاع الاقتراض الحكومي وضغوط السياسة النقدية في بريطانيا، فيما انخفض اليورو بنسبة 0.07 في المئة إلى 1.1738 دولار، واستقر الدولار الأسترالي تقريباً عند 0.6589 دولار، وارتفع مؤشر الدولار أمام سلة من العملات ليسجل 97.75 مواصلاً تعويض خسائره السابقة

رؤية المؤسسات المالية وخطابات الفيدرالي

أوضحت رئيسة استراتيجية الصرف الأجنبي في بنك «رابوبنك» جين فولي أن توقعات خفض الفائدة من جانب بنك إنجلترا ربما تتأجل إلى عام 2026، معتبرة أن الأوضاع المالية في بريطانيا ستُبقي الجنيه تحت الضغط خلال فصل الخريف وما بعده، ومن جانبه رجح جوزيف كابورسو، رئيس قسم العملات الأجنبية والاقتصاد الدولي في بنك الكومنولث الأسترالي، أن يكون لخطابات مسؤولي الفيدرالي الأميركي هذا الأسبوع تأثير مباشر في حركة أسواق العملات، مؤكداً أن كلمة العضو الجديد ستيفن ميران ستكون محورية لمعرفة مدى استقلالية قرارات البنك عن التأثيرات السياسية

انعكاسات المشهد في آسيا والصين

وفي آسيا أبقت الصين على أسعار الفائدة المرجعية للإقراض دون تغيير للشهر الرابع على التوالي في سبتمبر، وهو ما جاء متماشياً مع توقعات الأسواق، ولم يطرأ تغير كبير على اليوان الصيني الذي ارتفع بنسبة 0.06 في المئة في المعاملات الخارجية مسجلاً 7.1151 مقابل الدولار، مما يعكس توجه بكين للحفاظ على استقرار نقدي في مواجهة الضغوط العالمية

بهذه التطورات يواصل الذهب ترسيخ مكانته كملاذ آمن في ظل تقلبات السياسة النقدية وتزايد الضبابية الاقتصادية، ويظل الترقب سيد الموقف قبيل صدور بيانات التضخم الأميركية وخطابات مسؤولي الفيدرالي التي قد تحدد المسار المقبل للذهب والعملات والمعادن الأخرى

نقلاً عن: تحيا مصر

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف