قصر البارون.. تحفة معمارية تعبق بقصص “الرعب والأشباح” (صور)

قصر البارون.. تحفة معمارية تعبق بقصص “الرعب والأشباح” (صور)

بطرازه المعماري المهيب، غير المألوف في مصر أو البلاد العربية، وبرجه العاجي الذي يبعث على الرهبة، وردهاته الغامضة وغرفه الفسيحة التي تحمل الكثير من الصمت والأسرار، يبدو “قصر البارون” بحي “مصر الجديدة” بالقاهرة أشبه بمغناطيس يجذب الزوار من حول العالم ليعيشوا هنا تجربة سياحية تمتزج بين متعة الثقافة ورهبة قصص “الرعب والأساطير”.

ومنذ ساعات الصباح الباكر، يتوافد السياح في طوابير طويلة أمام تحفة معمارية مذهلة  قلما يوجد لها مثيل في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث جاءت في تصميمها الخارجي مستوحاة من المعابد الهندوسية، أما تصميم غرفها الداخلية فجاء مستلهما من فنون عصر النهضة الأوروبية.

قصر البارون

تتسم خطوات الزائرين بالحذر الشديد وهى تخطو على خشب الأرضيات التي تئز بفعل الزمن، فيما تحدق فيهم رسومات لحيوانات خرافية عبر الجدران والتماثيل ما يذكرهم بالشائعات التي يرويها كثيرون حول ظهور شبح “البارونة هيلانة”، شقيقة مؤسس المكان، والتي يقال إنها ماتت بعد سقوطها من ارتفاع شاهق من فوق سطح القصر. 

ورغم أن تصميم الغرف الداخلية جاء ليسمح بسطوع الشمس من معظم الاتجاهات، إلا أن الزائر لا يستطيع أن يمنع نفسه من التفكير فيما يتردد من مزاعم عن وجود أصوات غامضة وحرائق صغيرة تندلع تلقائيا في جنبات المكان، كل يوم ليلا. 

بين الرفاهية والسينما 

يوفر القصر فرصة حقيقية لمطالعة حياة الرفاهية التي كان يعيشها البارون البلجيكي إمبان في هذا القصر، من خلال جولة السياح في غرف النوم السبعة الموزعة على طابقين يفصل بينهما سلم رخامي تعلوه تماثيل هندية صغيرة.

 وبينما يضم الطابق الأول صالة كبرى وغرفة للعبة البلياردو وأخرى مخصصة لمائدة فاخرة، يتكون الثاني من صالة واسعة و 4 غرف نوم مكسوة بـ “باركيه” فاخر، حيث تتمتع كل غرفة بحمام مستقل تتكون أرضيته من فسيفساء بديعة من الألوان الزرقاء والحمراء وشرفة محمولة على تماثيل من الفيلة. 

ومن أكثر الأنشطة المحببة لدى الزوار، الصعود عبر سلم مصنوع من خشب الورد إلى السطح الكبير الذي يبدو أشبه بمنتزه حيث كان يحلو للبارون أن يتناول هنا مشروب الشاى وقت الغروب. 

ولم يكن غريبا أن يقع  صناع السينما عبر التاريخ في غرام القصر حيث استغلت أفلام عديدة تصميمه الفريد ليكون موضع تصوير مشاهد مؤثرة دراميا في العمل مثل فيلم “حبي الوحيد” 1960، بطولة كمال الشناوي وعمر الشريف ونادية لطفي وشويكار، “الهارب”1974، لشادية ومريم فخر الدين وكمال الشناوي وحسين فهمي، “آسف على الإزعاج”، 2008، لأحمد حلمي ومنة شلبي.

سلم قصر البارون

النشأة والأشباح

يشير مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية، إلى أن “مؤسس القصر البارون إدوارد لويس جوزيف إمبان ولد ببلجيكا عام 1850 ويعد أحد مشاهيرالأثرياء في أوروبا  في ذلك التوقيت الذين جمعوا بين موهبة التصميم المعماري كمهندس وبين شغف السفر والاكتشاف كرحالة لا يمل التجول حول العالم”.

ويضيف شاكر في تصريح إلى “إرم نيوز” أن “إمبان جاء إلى مصر ليقع في غرامها منذ اللحظة الأولى حتى أنه أوصى أن يدفن بأرضها حتى لو مات خارجها، كما أراد أن يخلد سيرته من خلال قصر مستوحى من البلدان الآسيوية”.

ويلفت إلى أن “قصص الأساطير والأشباح لا تستند إلى حقائق تاريخية إطلاقا، لكنها نُسجت حول المكان بسبب ميل الرجل للعزلة والهدوء ووجود عرج خفيف بساقه، فضلا أن القصر ظل لفترة طويلة مهجورا قبل أن تشتريه الحكومة المصرية من ملاكه الجدد عام  1993 ويتحول إلى أثر رسمي 2005”. 

 صور تذكارية وهواء منعش

من حسن الحظ أن الإدارة تسمح بالتقاط الصور التذكارية داخل القصر، ما يسمح للسائح بصنع ذكريات لا تُنسى تتنوع فيها مساحات الظل والنور، وتتعدد فيها الخلفيات ما بين الورود الرقيقة والتماثيل المخيفة. 

قصر البارون

وتأتي الحديقة الخلفية للقصر في نهاية الجولة بمثابة استراحة بعد ساعات ممتعة لا يريد صاحبها أن تنقضي، حيث يمكنه أخيرا التخلص من توتر الرهبة والإيحاءات المرعبة والاستمتاع بالهواء المنعش، مع تناول مشروبات ووجبات خفيفة في “الكافتيريا” الخاصة بالمكان. 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف