انخفاض النفط 5 جلسات متتالية.. برنت عند 66.15 دولار وغرب تكساس 61.92 دولار بعد عودة 230 ألف برميل يومياً من كردستان

في عالم الطاقة المتقلب، لا تزال أسواق النفط ترقص على إيقاع الأحداث السياسية والاقتصادية، ومع كل اتفاق جديد أو أزمة جيوسياسية، تتبدل المعادلات، لتنعكس مباشرة على الأسعار العالمية التي تترقبها العيون لحظة بلحظة.
أسعار النفط العالمي اليوم
شهدت أسعار النفط العالمية اليوم الثلاثاء تراجعًا جديدًا للجلسة الخامسة على التوالي، بعد إعلان التوصل لاتفاق أولي بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بشأن إعادة تشغيل خط الأنابيب المتوقف منذ مارس 2023، وهو ما عزز المخاوف من زيادة المعروض في الأسواق.
استمرار انخفاض أسعار النفط
وبحسب بيانات التداول، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 0.63% لتسجل 66.15 دولارًا للبرميل، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.58% إلى 61.92 دولارًا للبرميل، ويأتي ذلك في ظل موجة خسائر متواصلة تجاوزت 4% خلال الأسبوع الأخير.
اتفاق العراق وكردستان على استئناف الصادرات
ويرى خبراء الطاقة أن عودة تدفق نحو 230 ألف برميل يوميًا من شمال العراق عبر تركيا قد تضيف مزيدًا من الضغوط على الأسواق التي تعاني بالفعل من وفرة في الإمدادات وتراجع في الطلب، وسط التوسع المتسارع للسيارات الكهربائية والضبابية المحيطة بالاقتصاد العالمي نتيجة النزاعات التجارية.
وفي تقريرها الشهري، حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن الفائض النفطي مرشح للتزايد خلال 2026 مع اتساع إنتاج أعضاء تحالف “أوبك+”، إلى جانب نمو إمدادات المنتجين من خارج التحالف.
وفي المقابل، تظل السوق حساسة لأي تطورات جيوسياسية، خصوصًا العقوبات الأوروبية المرتقبة على النفط الروسي أو التوترات المشتعلة في الشرق الأوسط.
كما أظهرت بيانات مبادرة “جودي” أن صادرات السعودية من الخام تراجعت في يوليو الماضي إلى أدنى مستوى منذ أربعة أشهر، في حين أعلنت “سومو” العراقية أن صادرات البلاد ارتفعت ضمن التزاماتها في إطار اتفاق “أوبك+”.
تؤكد هذه المستجدات أن سوق النفط العالمية تسير على خيط رفيع بين زيادة الإمدادات وتقلبات الطلب، وأن أي قرار سياسي أو اقتصادي كفيل بإحداث هزة في الأسعار. وفي ظل هذه التغيرات، يبقى النفط مرآة تعكس موازين القوى العالمية وصراعاتها الاقتصادية.
تكشف التطورات الأخيرة في سوق النفط أن التوازن بين العرض والطلب لا يزال هشًا، وأن أي خطوة سياسية أو اقتصادية لها انعكاس مباشر على الأسعار، فالاتفاق بين بغداد وكردستان أعاد إلى الأسواق 230 ألف برميل يوميًا، وهو ما ضاعف الضغوط على الأسعار التي تراجعت لأدنى مستوياتها خلال 5 جلسات متتالية.
وفي المقابل، فإن احتمالات فرض عقوبات أوروبية جديدة على روسيا أو تصاعد التوترات في الشرق الأوسط قد تشكل عوامل معاكسة تدفع الأسعار للارتفاع مجددًا.
هذا المشهد المعقد يجعل المتعاملين أكثر حذرًا، بينما تواصل منظمة “أوبك+” والدول المنتجة خارجها ضخ المزيد من الإمدادات، وبين الوفرة من جهة، والتهديدات الجيوسياسية من جهة أخرى، تبقى أسواق الطاقة في حالة ترقب دائم لوجهتها المقبلة.
نقلاً عن: موقع تحيا مصر